Site icon صحيفة الصيحة

عشق الوطن فطري.. في صدورنا أغلى وسام

 

بورتسودان- باعو

مقطع صغيرٌ في دوره، كبيرٌ في معناه قدّمته فرقة من خمس شخصيات، بينها طفلان على مسرح الثغر، نجحت من خلاله توصيل رسالتها في معنى التعايش السلمي بولاية البحر الأحمر، بعد أن عاشت المدينة الساحلية أحداثاً دامية نسأل الله أن لا يعيدها، ونجحت الإدارة الأهلية والقوات الأمنية في إعادة الأمن والاستقرار لربوع الولاية خلال الأيام الماضية، برز الدور الكبير لمُنتدى الواحة الوريفة في إيصال رسالته للتعايش المجتمعي والسلم في مدينة بورتسودان من مهرجانه الثقافي الذي خُصِّص له ليلة للتعايش السلمي بحضور قيادات الإدارة الأهلية والجهاز التنفيذي بالولاية، وأبدعت خلال تلك الليلة فرقة رابطة الأدب والدراما المسرحية التي أوصلت رسالة السلم والأمن وسط المواطنين، وقدّم خلالها الشاعر المُرهف خالد قنتي أروع القصائد التي تُنادي بالسلم والتعايش وقال في أحد قصائده:

تعــــالو نحنـــا  جميـــع

نتصـــافى نبقى  تمـــــام

وعايشين عهـــــد  مدنية

حُــــرية حُب وسَــــــلام

لا أحـــــزاب ولا  قبـــلية

لا بينــــا  يبقى خصــــام

ونعيش ســـوياً إخــــوان

ما نـــرمي بينــــا مـــــلام

ونبني الوطـــــــن بالحُب

والوحُــــدة قــــــوة دوام

عشق الوطن فطـــــــــري

في صدورنا أغلى وسام

طفلة صغيرة ولكنه تمتلك ناصية البلاغة، تحدثت في المهرجان،  ونادت ملاذ مجدي بضرورة أن يستمر الأمن والسلم بين مكونات الولاية المختلفة، أما كلمة التعايش السلمي فكانت مُقتضبة قدّمها بتناسق الإعلامي إيهاب محمد نصر، شكر من خلالها الإدارة الأهلية وجميع مكونات الولاية التي سعت إلى إعادة الحياة لطبيعتها بعد الأحداث الدامية، حسناً نجح منتدى الواحة الوريفة الثقافي الاجتماعي من إيصال رسالته بالعديد من البرامج والفقرات، وكانت أروع تلك الليالي هي اليوم الثقافي الذي خصص للتعايُش السلمي، ونجح المبدع الشريف الحمداني من تأليف أوبريت أدّته فرقة وأعضاء الوريفة بروعةٍ مُتناهيةٍ وجمال خلاق أدهش الحضور، وفي مُقدِّمتهم الوالي المُكلّف اللواء حافظ التاج الذي أثني بشدة على العمل الكبير الذي يقوم به المنتدى، مطالباً بالانضمام إلى عضويته حتى يكون مساهمة معهم في هذا العمل الثقافي والاجتماعي الذي يصب في مصلحة أهل البحر الأحمر، كان الحضور يتفاعل مع كل شيء بخشبة المسرح ولكن الفقرة التي وجدت تفاعلاً كبيراً كانت أغنية “لو أعيش زول له قيمة” التي أبدع من خلالها سابقاً الراحل عبد العزيز العميري، ولكن في مسرح الثغر كانت بصوت المبدعة آمال النور:

لو أعيش زول ليهو قيمة أسعد الناس بوجودي

زي نضارة غصن طيِّب كل يوم يخضّر عُودي

أبقي دار لكل لاجئ أو حنان جوه الملاجئ

أبقي للأطفال حكاية حلوة ضمن الأحاجي

بيها يتهنو وينمو واحرسهم طول ليلي ساجي

وألقى في راحة نفوسهم بسمتي وطول ابتهاجي

لو أعيش طول عمري نسمة لو مع الأيام سحابة

أهطل أدي الدنيا بسمة اروي وادي واسقي غابة

لو أعلم طفل وأعد لسه ماعرف الكتابة

ببقى شجرة ظلالها وارفة تحتي نايمين ناس تعابة

أشقي وألقى وأبقى بهجة في النفوس لكل مناضل

حسناً.. عاد لبورتسودان بعض ألقها الجميل، وطرد أهلها شيطان التفاصيل ليشهد ساحلها قمة الإبداع الذي يسطر بعقول وأجساد أبنائها، وأعضاء منتدى الواحة الوريفة هم جُزءٌ من هذا الحراك الكبير، والذي يتوقّع أن يتواصل هذا العمل الجميل طيلة الأيام القادمات لينتقل من حاضرة الولاية إلى مُدنها الجميلة في سواكن وطوكر وسنكات وأوسيف ومحمد قول وغيرها من المدن لتنثر الفرح والإبداع في تلك الديار الآمنة.

 

Exit mobile version