Site icon صحيفة الصيحة

ولاء البوشي.. “كنداكة في ميادين الرياضة

 

 

بروفايل- محمد جادين

الوزيرة الشابة “ولاء عصام البوشي” أول امرأة سودانية تتقلّد منصب وزير الشباب والرياضة منذ استقلال البلاد في 1956، ما يُعد تحوُّلاً حقيقيّاً عقب ثورة ديسمبر المجيدة التي حطّمت الكثير من القُيُود، وإن كان البعض يرى أنّ وزارة مثل الشباب والرياضة طبيعتها رجالية بحكم أنشطتها المُختلفة التي يُسيطر عليها الرجال طولاً وعرضاً بمُشاركة رمزية وهامشية للنساء في بعض المناشط، الحكم على أداء “ولاء البوشي” حالياً يبدو مُجحفاً، لجهة أنّ عمر الحكومة الانتقالية لم يتجاوز الأشهر الستة، ولكن هنالك مؤشر يُقاس عليها الأداء وإلى أين تمضي “الرياضة” في العهد الجديد من ناحية المُؤسّسية والقوانين.

مَن تكون؟

“ولاء البوشي” منذ إعلان اسمها في التشكيل الوزاري، عُرفت أنها أصغر وزارة حكومة الثورة، من مواليد العام 1986 بعاصمة الجمال مدينة ود مدني حاضرة ولاية الجزيرة، خريجة جامعة الخرطوم كلية الهندسة والعمارة قسم “الهندسة الميكانيكية”، حازت على مرتبة الشرف الأولى، وحقّقت درجة الماجستير بالامتياز من جامعة “إمبريال كولج” بلندن في الهندسة الميكانيكية المُتقدِّمة، مع التركيز على السوائل النانونية ومُحرِّكات الطائرات، حصلت على منحة الحكومة البريطانية للقادة من أنحاء العالم “تشفننغ” لدراسة الماجستير، وعرف أيضاً عن مهندسة الميكانيكا، نشاطها ضد حكومة الإنقاذ التي ولدت قبلها بثلاثة أعوام فقط، نشاطها في منظمات المجتمع المدني، ودافعت من خلالها على حقوق المرأة والطفل، وشاركت بفاعلية في الحراك الثوري الذي أطاح بالرئيس المخلوع عمر البشير في أبريل.

لقاء أوباما

لم يعرف السودانيون ابنة الـ”35″ عاماً في المحطات السياسية، إلا في حادثة محاصرتها للرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما صيف 2016 بالعاصمة واشنطن، وهي تدعوه لرفع الحظر الاقتصادي عن السودان، وأكّدت له أنّ الحظر تضرّر منه المُواطن لا حكومة الرئيس المخلوع عمر البشير.

وقالت ولاء، التي التقت الرئيس أوباما أثناء دراستها ضمن بعثة برنامج واشنطن لزمالة مانديلا للقادة الأفارقة، قالت حينها على صفحتها بفيسبوك: “أخيراً التقيته، وصَافحته وتحدّثت معه بصورة جادة، وحاولت بذل قصارى جهدي لأوصل له صوت بلدي الحبيب السودان ويسمع رسالتكم إليه، وذلك عبر إخباره بأننا شعب السودان نُعاني من العقوبات الأمريكية، وليست الحكومة هي من تُعاني، ولماذا لا تنظر الحكومة الأمريكية وتتبنّى القضايا البديلة”، وقال أوباما وقتها إنّهم “فعلاً يعملون على طرق أخرى لتخفيف آثار العُقُوبات وبالطبع هذه المواضيع سرية”.

اختيار

بعد اختيارها وزيرة للشباب والرياضة، قالت البوشي في منشور بصفحتها الرسمية على “فيسبوك”، إنّها سَتكون على رأس وزارة الشباب والرياضة وسمّتها “بوزارة الثورة”، وكتبت ولاء التي رشحتها قِوى الحُرية والتّغيير لرئيس الوزراء عبد الله حمدوك على رأس قائمة من (3) أشخاص: “الطريق ليس بسهلٍ، لكن معاً يُمكن أن نصنع وننجز المُستحيل كما فعلنا في الأشهر الفائتة”.. وأكدت أنّها تسعى لإعادة السودان سيرته الأولى في مجال الرياضة، وأشارته إلى أنّه كان في مصاف الدول في أفريقيا والعالم العربي، وأنه سيظل مع القليل من العمل.

سياسية

كثيراً ما اُتهمت الوزيرة من قِبل مناوئها أنها وصلت إلى المنصب عبر بوابة السياسة من خلال “الحزب الجمهوري”، وهو ما نفته عن نفسها في أحد حواراتها السابقة، وقطعت بأنّها مُستقلة وليست (جمهورية) رغم تربيتها في بيئة جمهورية، وقالت “لست ضد الجمهوريين وأحبهم جداً، واتفق معهم في بعض الآراء، وتأثرت بهم، لكن لن انتمي إليهم، ومن يقول إن ولاء جمهورية أخطأ”، وأعلنت أنها ضد فكرة الأحزاب السياسية، وتبني فكر الشباب، وأضافت “هم من رسموا خط السودان الجديد وشرّفوني لهذا الموقع”.

مؤسسية

المدير التنفيذي لنادي المريخ العاصمي مدثر خيري في حديثه لـ”الصيحة”، شدّد على أن منصب وزير الشباب والرياضة لا يجب أن يُنظر له من باب أنه مُناسب لـ”الرجل” وغير مُناسب لـ”المرأة”، وقال خيري: “نحن في عهد ثورة تُنادي بدولة مدنية ومُؤسّسات وبالتالي السُّلطة غير مركوزة على أشخاصٍ بقدر ما هي تستند على المؤسّسات لا الأفراد”، ونوه خيري إلى أنّ المعيار الحقيقي لأي منصب ليس الشباب والرياضة فقط وهو “القدرات” والمؤهلات، وتابع “علينا أن نسأل في زمن الرجال ماذا أنجزنا في الرياضة”، وأشار إلى أن من يريد أن يحكم، عليه أن يقف على النتائج السابقة للرياضة خارجياً، لافتاً إلى أنّ ما تحقق من إشراقات يُحسب على أصابع اليد، ويرى خيري أن الحكم على نجاح أو فشل الوزيرة حالياً مُجحفٌ وغير منطقي، لأنّ عمر الحكومة أصلاً لم يتعدَ الأشهر الستة، وأضاف  السؤال هو “هل هنالك تأسيس لنظام جديد في الرياضة، ونعلم أن الوزيرة تعمل في هذا الجانب حالياً، ومعلوم أن النتائج لا تظهر إلا بعد سنة أو ثلاث”.

 

 

Exit mobile version