شباب بالجامعات يخصصون يوماً لـ”لزي القومي”

يابلدي ياحبوب جلابية وتوب

 

 

الخرطوم: عائشة الزاكي

في مشهد غير مألوف في الجامعات السودانية عاد الزي التقليدي التوب النسائي المميز، والجلابية والعمامة و”الصديري” إلى الواجهه مرة أخرى، ولكنه بأشكال عصرية أكثر حداثة، فليس من المعتاد أن تجد طلاب كلية جميعهم يرتدون الزي القومي وليسوا بملابسهم المُعتادة والمألوفة في الجامعات، وشهدت أوساط الشباب في السنوات الأخيرة خاصة الطلاب متغيرات كثيره فيما يتعلق بـ “اللبس” يصنفه البعض بأنه صورة من صور الإستلاب الثقافي تفشت بين الشباب بأزياء “ضيقة” منها ما يعتبرها “خادش للحياء” والزوق العام،  وما العودة إلى ثقافة “الزي البلدي” التي بدأت تغزو أسوار الجامعات والكليات الخاصة ماهية إلا دلالة ترمز للرجوع إلى الموروثات ومؤشر للبُعد الثقافي والهوية السودانية التى أثرت عليها ثقافات وافدة في عالم مفتوح تأثر به الشباب والأجيال الحالية التي تختلف في أزيائها عن الأجيال السابقة وباتت شبه مفصوله عن تراثها في الحاضر القريب.

ظاهرة

مؤخراً نشطت ظاهرة إرتداء الزي القومي السوداني للطلاب والطالبات في سوح الجامعات بصورة جماعية بتخصيص أحد الأيام  تتحول فيه الجامعة أو الكلية إلى مكان أشبه بمناسبة إجتماعية أقرب إلى بيوت الأعراس، وبات ليس مُستغرباً أن تشاهد طالبة بضفائر مجدولة ترتدي الثوب الأبيض أو الملوّن بطابع أكثر حداثة مع نقش خفيف للحناء، وفي المقابل تجد طالب يرتدي الجلابية والعمامة والمركوب داخل الحرم الجامعي، ملف “جيلي أنا” شهد يوماً مفتوحاً بـ “اكاديمية هاي كلاس للطيران” بالخرطوم أقامته الأكاديمية بمقرها شارك فيه جميع الطلاب والعاملين والمواظفين والأساتذة بجانب الطلاب الخريجون من الاكاديمية.

تغيير

(جيلي أنا) شارك الطلاب الاحتفال، وتحدث عدد من الطلاب لـ “الصيحة”  وأعربوا عن سعادتهم الغامرة بإرتداء الأزياء القومية داخل حرم الأكادمية بصورة جماعية وليس فردية.

الطالبة ولاء حسن حسين تدرس بالمستوى الثاني “جمارك” ترتدي ثوباً عرف في عالم الموضة باسم  “الكنداكة” قالت إن فكرة اليوم المفتوح جاءت بمبادرة من طلاب بالأكاديمية ورابطة الجامعة بإرتداء الزي القومي ( جلابية وتوب) لعكس التراث السوداني المتنوع بما يشمل كل الولايات، وأضافت “هذا اليوم يعتبر سودان مصغر  بالإضافة إلى كونه ترفيهي وثقافي وتغيير لجو الاكاديميات بالنسبة للطلاب” وأشارت إلى أن فكرة اليوم المفتوح وجدت صدى في الخارج ودرجت بعض المؤسسات المختلفة وخاصة ذات طابع الموضة  بتخصيص يوم في السنة يقام للإحتفال بالأزياء القومية.

 

تراث

حمد النيل بخيت خريج تقنية معلومات التقيناه وهو في كامل أناقته بـ “الجلابية” تعكس ثقافة أزياء شرق السودان “الجلابية وصديري” أعرب حمد النيل عن سعادته بفكرة اليوم المفتوح الذي يوثق لتراث السودان وعكس ثقافة وعادات وتقاليد مناطق السودان المختلفة، وقال “”أتمنى أن يكون يوماً ثابتاً  كل عام في جامعات البلاد للإحتفاء  بتراثنا وعاداتنا وتقاليدنا”، وأشار إلى فكرة اليوم بالجامعات يُساهم في توطيد العلاقات الاجتماعية وعكس ثقافة الآخر والتعريف بالتنوع في البلاد ويُجسد هوية الشخصية السودانية خاصة أنه في الآوانة  الأخيرة سادت ثفافة وافده بجانب   أزياء محلية مواكبة للموضة بعد انتشار بيوت الأزياء في السودان.

زي مختلف

راوية الحاج جاء لبسها مختلفاً عن مثيلاتها بالكلية حيث ارتدت زياً رجالياً  (جلابية وعمة وطاقية) قالت إنها حاولت تجسيد الزي القومي الرجالي من خلال الاحتفائية، وأضافت “في هذا اليوم تعرفنا على كل تراث السودان عبر لوحة متنوعة  شكلت كل جغرافيا البلاد”.

موروثات

وفي صورة أخرى  ظهر الطالب سامح كمال والطالبة رؤى محمد الطيب وهما يُجسدان أزياء الأفراح السودانية الجلابية (على الله ) وبرفقته  رؤى تتزين بالثوب السوداني في أبهى صورة، وقالت قالت “هذا اليوم المفتوح اعتبره كسر للمألفوف وتمسك بالموروثات والزي السوداني الأصيل”.

تنوع

حنان الحاج مشرفة المنشاط بالكلية في حديثها لـ “جيلي أنا” أوضحت أن فكرة اليوم شاملة تركز على الجانب الاجتماعي والثقافي بالنسبة للطلاب ويحتوي اليوم على فقرات متعددة منها: (شعر، غناء، ومسرح،  ومطارحة شعرية، وشعر)  بمشاركة شعراء من خارج الكلية  بالإضافة إلى مشاركات طلابها، وأوضحت أن فكرة اليوم نبعت من الطلاب بأن يرتدي جميعهم الزي القومي السوداني كاملاً  وعلى حسب الولاية التي ينتمى إليها الطالب أو الطالبة يرتدي زي  منطقته ليعكس للأخرين ثقافة المنطقة التي أتى منها لإظهار التنوع الثر الذي يحفل به السودان،  وأكدت أن هذا اليوم المفتوح  يقام كل عام بالجامعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى