السودان وألمانيا.. تحالُف الرأسمالية والموارد

الخرطوم: سارة إبراهيم عباس
موقع السودان الاستراتيجي بين الدول العربية والأفريقية وامتلاكة ثروات وموارد طبيعية هائلة جعله محط أنظار كافة الدول الأوربية، ومن بينها ألمانيا التي أبدت حسن نواياها نحو السودان منذ نجاح الثورة وانفتاح الحكومة الانتقالية على العالم الخارجي، وأوفدت الحكومة الألمانية عدداً من الوفود الرسمية والفنية إلى البلاد لدعم متطلبات المرحلة بناءً على الأولويات التي طرحتها الحكومة ومن أبرزها زيارة وزير الخارجية الألماني مطلع سبتمبر وتلتها وزيرة التعاون الاقتصادي في فبراير الحالي، ومن المتوقع وصول الرئيس الألماني إلى البلاد يوم الخميس، وأعلنت الحكومة الألمانية عن تخصيص 78 مليون يورو لدعم مشروعات تنموية تنفذ خلال العام الحالي. في وقت أكدت فيه الحكومة الانتقالية التزامها الكامل بخلق شراكاتٍ استراتيجية تنموية مستدامة ترتكز على أسس التنمية الشاملة بالتعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين بِما يدعم الاقتصاد القومي، وتطلعها للعمل مع الحكومة الألمانية على ترقية التعاون التنموي والشراكة الاقتصادية في عدة مجالات أبرزها الطاقة والتعدين والبنى التحتية.
وأجمع عدد من الخبراء على أن زيارة الرئيس الألماني نقطة البداية لتحسين العلاقات بين السودان وألمانيا، وسوف تكون فاتحة زيارات لرؤساء أروبيين إلى البلاد لدعمه والخروج من المأزق الاقتصادي وتنشيط العلاقات الاستثمارية والتجارية والمالية.
وفي ذات السياق، وصف الخبير الاقتصادي د. حسين القروني لـ(الصيحة) الزيارة بالمهمة، مضيفاً أنها جاءت في توقيت مهم لجهة أن دولة ألمانيا دولة مفتاحية للاتحاد الأوروبي ومشاكل السودان الاقتصادية وتنشيط العلاقات الاستثمارية والتجارية والمالية، وأضاف أن هذه الزيارة تساهم فى تحقيق بعض المكاسب والإنجازات للبلاد منها دعمه في المحافل الدولية لحذف اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب. ومن جانب آخر نتوقع أن يتم تنفيذ وعودها بدعم السودان في المجالات التي حددتها ألمانيا في المجال الفني والتعليم والخدمة المدنية والتدريب كخطوة أولى في مجال التعاون خلال الفترة القريبة والتدريب وتطوير الذات الذي من شأنه أن يزيد من إنتاج العاملين في الدولة ويزيد من الإنتاجية، ومن ثم زيادة الدخول وتحسين الوضع الاقتصادي، وقال إن الزيارة تتيح للحكومة استعراض المشروعات المراد تمويلها خاصة وأن ألمانيا لها مساهمات واضحة في دعم اقتصاد البلاد.
فيما قال الخبير الاقتصادي ومدير الإدارة العامة للدراسات الاقتصادية بمركز الحوار وللدراسات والتدريب د. محمد عوض إن العلاقات بين البلدين شهدت تطورا ملحوظاً وتنامياً في شتى الجوانب، وهذه العلاقات استمرت كثيراً منذ أن أقامت المانيا عددا من المشروعات والمساعدة في إقامة مراكزالتدريب المهني وتراجعت العلاقات منذ بداية عهد الإنقاذ ورغم ذلك استمرت الكثير من الملتقيات الاقتصادية فاقت الـ 7 ملتقيات ساهمت كثيراً في تطور العلاقات بين البلدين، مشدداً على أهمية مضاعفة الاستثمارات ونقل التكنولوجيا الألمانية والاستفادة منها في مشاريع التنمية، مشيراً إلى موقع السودان الاستراتيجي وامتلاكه ثروات كبيرة لم تستغل بعد في مجال الصناعة والتعدين والبترول والتعليم والصحة، ونادى بأهمية بذل المزيد من الجهود لعودة الطيران الألماني للبلاد، وكسب العلاقات الاقتصادية في تطوير الخطوط الجوية السودانية وتأهيلها، لافتاً إلى التطور التجاري بين البلدين والذي بلغ 270 مليون يورو، وهذا مؤشر للتطور المتسارع في تبادل العلاقات. وتوقع متولي في حديثه لـ (الصيحة) أن تثمر الزيادة بتوقيع العديد من الشراكات والاتفاقيات والميزات التجارية السودانية يميل إلى ألمانيا بشكل كبير، حيث تلعب الغرفة التجارية الألمانية دوراً مهماً في نقل التقانة الألمانية ومشاريع التعاون المستدام في مجال الصناعة والتجارة والثروة الحيوانية والسياحة، وهذا يدل على بالإمكانيات التي تؤهله للتبادل التجاري مع ألمانيا، وأعرب عن أمله في الاتفاق على حزمة من الأنشطة تنفذ عبر وزارات متخصصة واتفاقيات مفتوحة وطويلة المدى والاهتمام بمشاريع التنمية لترقية الإنتاج ورفع قدرات المنتجين العاملين في قطاعات الزراعة كالسمسم والفول السوداني والصمغ العربي بجانب تأهيل البنيات التحتية الكهرباء والمياه ورفع كفاءة الصادرات مع الشركات المنتجة والمصدرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى