Site icon صحيفة الصيحة

جائزة الديمقراطية

 

لقد كانت ثورة ديسمبر المجيدة تجربة مُلهمة أدهشت عقول الناس الذين شهدوا شباباً عُزَلاً يواجهون الموت بصبر وجلَد وثبات وبصدور عارية هزمت بقوة سلميتها، نوازع شر رأس النظام المخلوع البشير الذي تطلّع لإفناء ثُلث شعبه من أجل غاية البقاء في الحكم على الأشلاء والجماجم، بل ووعيد عراب ذات النظام علي عثمان محمد طه الذي قال قولته الشهيرة: (هناك كتائب ظل كاملة، وأحسن نقولها لهم.. إنها موجودة، تدافع عن هذا النظام إذا ما احتاج الأمر إلى تسيير دولاب العمل.. وتُدافع عن هذا النظام حتى اذا اقتضى الأمر التضحية بالروح).

هذه المُواجَهة بين قوة العزيمة والإصرار، والتمسّك بالسلمية، وبين آليات بطش النظام البائد الإرهابية التي ظلت تحصد أرواح المدنيين العزل دون أن يطرف لها جفن.

فالانتقال إلى الديمقراطية ليس نزهة في ظل هذا الواقع المُفخَّخ والمرير للغاية الذي ورثته الحكومة الانتقالية.

إن الوصول لجائزة الديمقراطية الحقيقية لا يتم إلا بعد نجاح الفترة الانتقالية، هذه الفترة التي تم تصميمها على صيغة شراكة مدنية عسكرية، انبنت على أرضية هشة، لتمضي على توازن قلِق.

 

Exit mobile version