مُمثّل مسار الشرق بـ(الثورية) د.عبد الوهاب جميل لـ (الصيحة) (1ـ 2)

 

نافذون لا يُريدون للشرق التقدُّم.. والاتفاقيات لم تسقُط

اتفاقية الشرق عالجَت ما عالجَت ولكن انتهى أجلها

وفد أهلي عاد بخُفَّي حنين لأنه ليست لديه بدائل

لسنا جزءاً من مؤتمر (الشرق) التشاوُري الذي عُقِد بالخرطوم

 

مسار الشرق واحد من المسارات الخمسة التي تتفاوض حولها الحكومة في جوبا للوصول إلى سلام بالبلاد، ولكن المسار في حد ذاته مُواجه بكثير من المعضلات الداخلية والتجاذبات الإقليمية, وعندما جاء قادة الكفاح المسلح للداخل للتبشير بعملية السلام واجهت الكثير من العقبات والمتاريس وصلت درجة الخروج والتظاهر أمامها في بعض الولايات. ربما الآمر الآخر، هنالك مخاوف من مستقبل اتفاقية الشرق التي صممت في العهد السابق. (الصيحة) جلست إلى ممثل الجبهة الثورية في مسار الشرق بجوبا، الأمين العام للجبهة الشعبية المتحدة للتحرير والعدالة عضو المكتب القيادي للجبهة د. عبد الوهاب جميل، وطرحت عليه عدداً من الأسئلة، فلنتابع ماذا قال:

حاوره: صلاح مختار

*من أين جاءت فكرة مسار الشرق في جوبا؟

– مسار شرق السودان في جوبا أحد مسارات الجبهة الثورية للتفاوض، الجبهة مُكوّن يعنى بالهامش ككل، وشرق السودان جزء من الهامش السوداني. ولأن الجبهة الثورية مُشكّلة من كل أطراف السودان من المحال معالجة كل أوضاع البلاد في طاولة أو مائدة واحدة. ولذلك جاءت فكرة المسارات عمومًا من أجل خصوصية المناطق، ومن ثم التوقيع على اتفاقيات إطارية وبرتكولات تستصحبها الجبهة الثورية في التفاوض القومي.

*هل التفاوض في جوبا يجُبّ ما قبله من اتفاقيات؟

– الاتفاقيات السابقة لم نسقطها نحن، وإنما سقطت بسقوط النظام، وكل ما حوته قد سقط، ولكن اتفاقية شرق السودان ليست الوحيدة التي وُقّعت مع النظام منها ما نُفّذ بنسب معينة ،ومنها ما لم يُنفّذ بنسب معتبرة، وبالتالي اتفاقية الشرق عالجت ما عالجت، ولكن انتهى أجلها، ولو كانت الاتفاقية السابقة حلّت كل مشاكل السودان لما كُنا نحن خارج إطار السودان وجزء من الجبهة الثورية نطرح قضايا السودان التي لم تُعالج.

*لهذا استبعدتم اتفاقية الشرق؟

– استبعدنا اتفاقية شرق السودان لسببين، الأول، لمعالجة بعض الأوضاع التي تنفذها الاتفاقية، مثل ترتيبات الدمج والتسريح وهو دين علينا، ولم توفق أوضاعها بالإمهال، ولذلك استصحبنا معالجة أوضاعها بسبب اختلالات اتفاقية شرق السودان في الموقف التفاوضي مع الحكومة. النقطة الثانية، هنالك قوات لم تُسرّح ولم تُدمَج أصبحت هائمة على وجوهها وأغلقت أمامها الأبواب، ولذلك نعمل على معالجة أوضاعها وهو لزام ودين علينا، لأنها ساهمت في الكفاح المسلح.

أما النقطة الأخرى، فكانت هنالك بعض الممارسات الخاطئة لصندوق إعمار الشرق، وبعض التوزيعات الخاطئة للمشاريع وتوزيع الأولويات، ودخلت العوامل السياسية إلى أن تم تجميد الصندوق، ونحن قلنا: تتم معالجة تلك الاختلالات في الصندوق بإدارة وهيكلة جديدة، وبرنامج تنموي جديد، بالتالي لم ننقض الاتفاقية من حيث المبدأ.

*ولكن هناك من انتقد المسار في شكل تكوينه؟

– هذا صحيح، ولكنها أصوات نشاز في البداية، طالبت بإلغاء مسار الشرق، ولكن ليس من حق أي شخص يطالب بإلغاء المسار، لأنه تابع للجبهة الثورية, يُعالج المشاركة في السلطة والمشاكل التنموية وغيرها, ولذلك المسار لعمل سياسي, أما الذين انتقدوا المسار فهم من النظام البائد كانت لهم وضعية، وهم الذين أتت بهم كراسيهم ووضعيتهم، وخوفاً على مواقعهم لبسوا ثوب القبلية بحجج سياسية ومطلبية، ونادوا بأن هذا المسار لا يمثل كل أهل شرق السودان ولكنها فرية.

*إذا كان هذا صحيحاً لماذا دعت الحكومة لوحدة المسار؟

عندما ظهرت الجبهة الشعبية المعارضة ومؤتمر البجا أساسيين في مسار جوبا، ظهرت بعض الاحتجاجات من بعض الزعماء السياسيين أو الإدارة الأهلية من جهة، واحدة تنادي بإلغاء المسار بحجة أنها تتضرر من هذا المسار ليس بحجة أخرى، هذه الجهة رفعت صوتها عالياً هددت وتوعّدت بأن تفعل دون أن تكون لها المقدرة أن تفعل، وأنا اعتبر ذلك تدخلاً سافراً بواجهة أهلية إرضاء لهذه المكونات, طلبت الجبهة الثورية من الحكومة عدم فتح المسار وقدمت بشأن ذلك الحجج.

*هل الحكومة تتخوف من ردة الفعل؟

– نعم، الحكومة تتخوف من ردة الفعل، ولكن هذا غير موجود وهنالك عناصر حتى من داخل الحكومة لا تريد أن يرى السلام النور، لذلك تبنت الفكرة، وأصبحت تتحدث بأصواتهم ولسانهم ولذلك تتحدث تارة بالتأجيل وتارة عدم فتح المسار، الجبهة الثورية استطاعت إقناع الوسيط أن يتم افتتاح المسار، ولكن طلبوا منها تأجيل المسار إلى جانب تعليق التفاوض لمدة (21) يوماً، وقبل ذلك جاء وفد إلى جوبا التقى بالوسيط وقيادة الجبهة الثورية، ولكن ليس لها حجج كافية لتعطيل المسار، أحيانًا يدعون أنهم سياسيون وتارة يدعون أنهم إدارات أهلية، وقالوا هنالك احتقان في الشرق أجّلوا لنا المسار حتى نُوفّق في إزالته.

*ولكن ما هي رؤيتكم لما قاله الوفد بوجود احتقان؟

– رؤيتنا لهذا الاحتقان، أنه من النظام السابق، وقبل خمسة أشهر في بورتسودان كان هنالك احتقان، ولم يحدث أي احتقان إلا في ولاية البحر الأحمر وبورتسودان فقط، ولأغراض سياسية تحت مظلة القبلية، نحن عندما وقعنا الإعلان وأوجدنا  المسار، جئنا إلى الخرطوم للتبشير به لأهل الشرق، أن هلموا إلينا، ومشاركتهم واستصحاب برامجكم, طرحنا نداء شاملاً من مطار الخرطوم إلى طوافنا في الولايات لا ندعي ملكيتها، ولكن هؤلاء لديهم رؤية محددة بأنن لابد أن يكون التفاوض معهم. يدعون أنهم أصحاب الحق، وهذا إقصاء مُتعمّد وادّعاء باطل.

*إذا كيف جاءت فكرة ملتقى الخرطوم؟

– عندما جاء وفد الإدارة الأهلية إلى جوبا، ثم عاد بخفي حنين لأنه ليست لديه بدائل، شرطه كان واحداً أن يتم تأجيل المسار دون حجة مقدمة منهم. لذلك الجبهة الثورية رأت أن الطلب لا يسنده دليل أو سند، لذلك رفضت تأجيل المسار، بيد أن الحكومة أجلت المسار إلى (21) يوماً للقاء تشاوري لشرق السودان, وعندما جئنا كوفد من الجبهة الثورية للإشراف والإدارة مع المكون في المجلس السيادي، وجدنا رؤية مختلفة عن الذي تم الاتفاق عليه في جوبا مع لجنة السيادي، استُبعدنا من الإشراف والإدارة، ولذلك انسحبنا من المؤتمر، وطلبنا من الحكومة إقامة المؤتمر وأن تأتي لنا بالمخرجات.

*بمعنى أنكم لستم جزءاً من المؤتمر الذي عُقد بالخرطوم؟

– لسنا جزءاً من المؤتمر التشاوري لشرق السودان الذي عُقد بالخرطوم، عملته الحكومة عن طريق المجلس السيادي ومفوضية السلام، وتم تكليف ولاة الولايات الثلاث بإحضار (60) شخصاً حُدّدت لهم الآلية, ولكن والي ولاية البحر الأحمر رفض إحضار الـ(60) شخصاً لسبب يعلمه وبحجة أن أهل الولاية منسحبون من المؤتمر, ولكن هم الذين طالبوا به، وهم الذين انسحبوا منه، ونحن لدينا سؤال من هم الذين استشارهم الوالي من أهل الولاية؟ لماذا يختزل الوالي أهل الولاية في مُكونيْن من المكونات، هل من العدل أن الوالي لم يستشِر كل المكونات؟

*هل المؤتمر خرج بتوصيات تمس مطالباتكم؟

– المؤتمر خرج بتوصيات، أيد بالإجماع مسار شرق السودان وهي التوصية الأولى، أما التوصية الثانية يتم تكوين لجنة من حكماء ولاية القضارف وولاية كسلا للجلوس إلى أهل ولاية البحر الأحمر لاستصحاب رؤيتهم في المنبر التفاوضي، ولكن حدثت بعض الأشياء نعتبرها تجاوزاً في التوصيات المكتوبة لأن دكتور دبيلو عدّل في التوصيات بدلًا من استصحاب رؤيتهم إلى مشاركتهم في المنبر، وتقدّمنا باعتراض بأن تلك التوصية ليست في محلها، ولكن التوصية لم تُجَز.

*هل أنتم معترضون على مشاركتهم أم التغيير الذي حدث في الاتفاق؟

– على التغيير لم نعترض، وإنما على المشاركة، وطلبنا ذلك قبل الحكومة، ولكنهم رافضون الجلوس معنا، رافضون أحقيتنا في المسار، فكرتهم في ذلك عدم اتضاح الرؤية من بعض النافذين، وبالتالي طلبنا منهم إعلان الحقيقة للشعب، بان هذا المسار الذي يسمى مسار الشرق تابع للجبهة الثورية، وأن الذين يحق لهم المشاركة في المسار الجبهة الشعبية المتحدة ومؤتمر البجا المعارض، وعبر هذا المكون يحق لكم المشاركة جميعاً برؤيتكم أو أشخاصكم، ولكن هناك نافذون لا يريدون للشعب في شرق السودان أن يتقدم طلبنا لهم إذا كان هؤلاء الذين لا يريدون هذا الوضع، ولا يريدون هذا المسار لا مانع من عمل تفاوض آخر. لأنهم رفضوا وقالوا ما (عاوزين) جوبا، لذلك هؤلاء بهذا المفهوم يجب أن يُفرد لهم تفاوض ثانٍ.

*ألا يقود اختلاف الرؤى إلى نتائج تُعرقل سير المسار؟

– لا، لأن المسار يجيب على أسئلة من الذي لا يريد التنمية لشرق السودان، من الذي يرفض أن تأتي باستحقاقات جديدة للمنطقة.

*ولكنها مطالب شبيهة كالتي في الاتفاقيات الأخرى؟

– صحيح، ولكننا في التفاوض سنأتي بإضافات جديدة لاتفاق شرق السودان، لا ننتزع حقوقاً مملوكة للآخرين، هؤلاء الآخرون انتزعت منهم السلطة بموجب الثورة، ويريدون أن يلتفوا على الثورة لاستعادة سلطتهم، وبالتالي هم يدافعون عن مصالحهم الشخصية فقط، وهذا لا يمكن، وهل الإضافة لا تأتي إلا عبرهم؟

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى