Site icon صحيفة الصيحة

 باختصار.. لو فعلنا هذا ربما عاد الجنيه سيرته  الأولى بأكثر من ثلاثة دولاراتالإدارة للنتائج والتقييم بالنتائج (2)

 

 

osmanalbadri@gmail.com

تحدثنا في المقال السابق عن مشروع الجزيرة من ضمن المشروعات والهيئات والمؤسسات القومية التي صدر قرار من مجلس الوزراء الموقر بحل مجالس المديرين فيها أو إقالة مديريها، وهي فرصة لإعادة النظر في المنهج الإداري والمؤسسي حتى تعمل تلك المؤسسات بالكفاءة المرجوة والممكنة والمتاحة والمطلوبة منها بحسب الموارد المتاحة لها. فقد تم إنشاء مشروع الجزيرة ابتداء في إطار السياسات الاستعمارية للشمال الصناعي المتقدم اهتداء بالنظرية الاقتصادية الكلاسيكية للاقتصاد الرأسمالي التي عبر عنها رائد تلك المدرسة آدم سميث في كتابه ذائع الصيت والمعروف  اختصارا بـ (ثروة الأمم) والذي أكد على أن مهمة الدولة هي فتح الأسواق لجلب الخامات وخلق الأسواق للصادرات المصنعة لتلك الأسواق  البكر في دول ومجتمعات الجنوب الضعيفة. وقد أدت تلك السياسات الرأسمالية في الداخل لنشوء  الطبقات البرجوازية المحتكرة في بلاد الشمال وإلى الدفع الاستعماري الامبريالي جنوباً والتي عبر عنها كارل ماركس بمقولته الشهيرة “إن الامبريالية هي أعلى مراحل الرأسمالية، وإن الشيوعية أعلى مراحل الاشتراكية”. ولقد تم إنشاء مشروع الجزيرة ليخدم أغراض المستعمر ابتداء.. وهذا لا ينفي أنه قد جاء ببعض التغيرات الإيجابية للسكان.. تم إنشاء المشروع ليمد مصانع الغزل والنسيج البريطانية بلانكشير بالقطن المحلوج، بعد أن وجدوا مكاناً أقرب لهم وأن البلاد كانت بها زراعة القطن سابقاً. بل وقد ذكر القاضي بيكوك… والمعروف في الجزيرة باسم “بكوك” ذكر القاضي بيكوك والذى جيء به في أعوام 1906-1910 للقيام بمسح وتسجيل أراضي الجزيرة لقيام المشروع، ذكر  في كتابه المنشور في انجلترا في العام 1913.. والذي توجد منه نسخة مهترئة  في مكتبة السودان بجامعة الخرطوم، وقد صورت منها نسخة.. ذكر أن الجزيرة كانت في القرن الثامن عشر تمون أسواق شرق وشمال أفريقيا بالمنسوجات القطنية… وليس القطن الخام، ونحن بعد حوالي مائة عام من قيام مشروع الجزيرة نجتهد ونشيد بمن يصدره خاماً من أفراد وبيوتات تجارية وشركات بل وحكومة.. وقد أنشأت السلطنة السنارية والحكومة الحبشية مركزاً مشتركاً لتحصيل رسوم صادر المنتجات القطنية. وقد قام ود السني عامل خليفة المهدي عبد الله ود تورشين أبو شيخ الدين،  قام بمد المهاجرين في بقعة المهدي بأربعين ألف ثوب دمور وعشرة آلاف أردب كبير أي أبو ثلاثة جوالات من الذرة من الجزيرة. وذكر السير هارولد ماكمايكل المعروف بـ “مكميك” والذي قام جدنا عبد الله ود جاد الله ناظر الكواهلة بكسر قلمه حين لم يرض عن حكمه كسراً لصلف المستعمر وهيبته وأصبح  لقبه كسار قلم مكميك.. ذكر السير هارولد ماكمايكل في كتابه المنشور أن موازنة حكومة السودان تضاعفت خمسمائة مرة بعد قيام المشروع.. وتم تقديم دراسة في عام ١٩٣٧ لتعلية خزان سنار ولإنشاء سد أدنى نهر عطبرة، وإنشاء خزان بحيرة تانا.. وليس في مكان سد النهضة الحالي، وإن وكانت عائدات المشروع تقسم  أربعين بالمائة لكل من المزارعين والحكومة وعشرين بالمائة للشركة المتضامنة.

 

Exit mobile version