مفقُودات سودانية..!!

* الصين موبوءة بفيروس “كورونا” منذ ديسمبر العام الفائت، وتكاد تكون معزولة، فالموت يحصدهم بالعشرات يومياً.. ورغم ذلك، يتطلّع نجمهم العالمي جاكي شان إلى أن يرى شوارع الصين  تعُجُّ بالناس، وأن يفارقوا أحزانهم، ويتمتعوا بالحياة.. ثم يتبرّع بمليون يوان (143.000 دولار)، لمن يصنع لقاحاً لهذا الفيروس القاتل، و قال إنه سيبذُل كل جهده لمساعدة المصابين بالفيروس..!!

* وكما يبث جاكي روح الأمل في شعب بلاده، فإن مركز “كارتر” يَهَب نور الأمل للناس  في بلادنا ودول أخرى.. أسسه – في عام 1982- الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر وحرمه.. مجلس أمناء المركز هم بعض رجال المال والعلماء وقيادات سياسية وعسكرية مُتقاعِدة، وشخصيات بارِزة في المُجتمع الأمريكي، وبعض أهل الخير من كل بقاع الكون.. ويهدف مركز كارتر إلى تحسين حياة بعض الناس في أكثر من سبعين دولة..!!

* وليس جاكي وكارتر فقط، بل للسواد الأعظم من نُخَب الدول المُتحضِّرة مشاريع وأعمال خيرية تستلهم أهدافها من معاناة الناس.. لأشهر علماء الطب النفسي، الدكتور فيل، مؤسسة خيرية تعمل في مجال صحة الطفولة.. ولنجم كرة السلة العالمي كوبي براينت منظمة خيرية تعمل في مجال دعم ورعاية الأسر المُتعفّفة.. أما نجم موسيقى الروك العالمي جون جوفي، فله مؤسسة خيرية يُساهم ريعها في توفير الغذاء للمُتشرّدين..!!

* ومهمة هؤلاء ليست فقط مساعدة الناس بأموالهم، بل أسمى غاياتهم هي أن يكونوا مصادر إلهام لشعوبهم والآخرين، وكذلك مصادر آمالهم في أوقات المحن .. هكذا  الأفكار هناك، سامية بتجاوزِ ظلالِها المنافع الذاتية الى تظليل الشعوب، ولكن هنا الأفكار بلا ظلال، أو (مُحبطة).. ولذلك، ليس بمُدهِش أن تنهض الشعوب هناك وتُحلِّق بأجنحة تلك المُبادرات المُلهمة، ويبقى بؤس حال شعوبنا قابعاً في  (قاع الإحباط)..!!

* ذاك شيء، والشيء الآخر هو أن الشعوب كما هي بحاجة إلى روح الأمل من رموزها في أوقات المحن، فهي أيضاً بحاجة إلى قيادة مُلهمة تتجاوز بها الأزمات.. والقيادي لا يُلقَّب بالمُلهم ما لم يُفكّر بعقل الناس أيضاً، أي ليس بعقله فقط.. وما لم يستشعِر رغبات وطموحات شعبه.. وما لم تطل أفكاره من نوافذ مشاعر الناس بسلاسة.. وما لم يحس بآلامهم وآمالهم..!!

* للقيادة المُلهمة سحر في القول والفعل، ولا تلقاها إلا ذات الحظ العظيم، وليس كل من (هبَّ ودبَّ).. قد تجد نفسك في صف القيادة (بالصدفة)، ولكن لن تمتلك سحر القيادة لحد الإلهام واقتداء العامة بك ما لم تُنظّف قلبَك وعقلَك من (الأنانية)، وما لم تُنظّف أحلامَك ومشاريعك من (الانتهازية).. فالعظماءُ هُم الذين يُزيّنون دفتر التاريخ بتحرير عقول الناس من زنازين (الجهل والخوف)..!!

* وكذلك القائد الملهم هو المُتشبّع بطموح يتجاوَز سقفَ الخاص إلى حيث ترسيخ معاني الوعي في الناس والحياة.. أي يكون عاشقاً للتحدّي الذي يُغيّر حياة الناس إلى (الأفضل والأمثل).. ولذلك يبقى في ذاكرة الحياة نبراساً يضيء مسارات الناس، وإن مات تراه حياً في طموح وطنك وشعبك.. وغاية القيادة المُلهمة ليست هي أن تحكم الناس، بل استخراج أفضل ما في الناس (أفكاراً كانت أو برامج)، بحيث ترِث الأجيالُ (الأفضل دوماً)..!!

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى