“قحت”: الفترة الماضية شَهِدَت صِراعاً مَكتُوماً بين المالية ووكلاء وأصحاب المخابز

الطاقة تستورد مواداً بترولية لسد العجز وتتوقّع إصلاح العطل قريباً

 

الخرطوم: سارة إبراهيم عباس

عَادَت مَشَاهِد الصُّفوف الطويلة والمُعاناة أمام محطات الوقود والمخابز، بل وبَاتَتَ تشهد تزايُداً، وتسبّبت في تعطيل وزيادة تكلفة المُواصلات ونقل البضائع، كما بَاتَت المُعاناة هي العنوان الأبرز في الحُصُول على قطعة خُبز مع كُلِّ صباحٍ، وشكا مُواطنون مُرّ الشكوى من تصاعُد الأزمة بلا حَلٍّ جذري يَلُوح في الأُفق!!

وخرجت مُدنٌ وبعض الأحياء بالخرطوم، احتجاجاً على نُدرة الخُبز، وتأتي تلك الاحتجاجات مع اقتراب انتهاء الموعد المضروب لوزير التجارة والصناعة مدني عباس مدني، الذي وَعَدَ فيه الشعب السوداني بانتهاء صُفُوف الخُبز من خلال قرارات وإجراءات لضبط وحَسم الفَوضى والتلاعُب بأوزان الخُبز وأسعاره.

وقال مُمثل الغُرفة معز عبد الوهاب بوزارة التجارة أمس، إنّ الوزارة تَوَصّلَت إلى اتّفاقٍ مع أصحاب المخابر حول تكلفة الخُبز.. وقطع الوزير بعدم وجود أيّة تسعيرة جديدة للخُبز، مع رفع تكلفة سعر جوال الدقيق إلى (1270) جنيهاً، الذي ينتج (1200) رغيفة لأصحاب المخابز.

لكنّ مصدراً مسؤولاً بوزارة التجارة والصناعة قال في تصريح أمس، إنّ أصحاب المخابز رفضوا التّكلفة بحجة أنّهم سوف يخسرون، مُؤكِّدين التزامهم بحل الأزمة في غُضُون ثلاثة أيام وإنهاء الصُّفُوف حَالَ وافق وزير التجارة والصناعة على مُقترحاتهم.

وشهدت الخرطوم أمس، أزمَةً خَانِقةً في الوقود تَجلّت في صُفُوفٍ طويلة بالمَحطات، فيما تطاولت صُفُوف الخُبز، وجاءت الأخبار الصادمة حول تراجُع نسبة الدقيق.

وَأَكّدَ عاملون بعدة محطات وقُود لـ(الصيحة)، ارتفاع الطلب بصورة “غير طبيعية”، ونوّهوا للجوء البعض لتعبئة مركباتهم بالوقود مرتين يومياً بغرض التخزين خَوْفَاً من الشُّح.

بدوره، كشف وكيل الطاقة والتعدين د. حامد سليمان حامد، عن استيراد موارد بترولية لسد العجز، ولفت إلى توقُّف جُزئي لمصفاة الخرطوم، مِمّا أثّر على الإنتاج وفاقم أزمة الموارد البترولية، وقال لـ(الصيحة) أمس إنّ العمل مازال مُتواصلاً في إصلاح العطل بمناطق الحقول التي يمر بها النفط المُغذِّي لمصفاة الخرطوم أحد المصادر الرئيسية للبترول إلى الخرطوم والولايات، وتَوَقّعَ انتهاء العمل في القريب العاجل.

إلى ذلك، كشفت مصادر، عن تناقُص كَميات الدقيق المُوزّعة على الولايات إلى (72) ألف جوال مُقارنةً بـ(85) ألف جوال الفترة الماضية، ونوّهت لانخفاض التوزيع من المطاحن المُعتمدة، وقالت المصادر حسب “باج نيوز”، إنّ شركة (سين) للغلال وزّعت أكثر من (44) ألف جوال واستأثرت بنسبة (62%) من جُملة الكميات المُوزّعة.

بينما أعلنت “قوى الحرية والتغيير”، أنّ وزارة التجارة والصناعة تسلّمت (73) ألف جوال دقيق من الشركات لحل أزمة الخُبز، وقالت إنّ الحِصّة سترتفع إلى (100) ألف يومياً اعتباراً من اليوم، وأوضحت أنّ حاجة البلاد الفعلية تبلغ (80) ألف جوال يومياً.

وكشفت “الحرية والتغيير” في بيانٍ أمس، عن إضراب أحد أكبر الشركات عن العمل، فَضْلاً عن قيام جهات بدفع أموال لبعض المُوظّفين لتنفيذ الإضراب، مَا تسبّب في أزمة الخُبز بالعاصمة والولايات، وقالت إنّ إنتاج المطاحن بلغ (53) ألف جوال، وأكّدت أنّ وزارة المالية سدّدت جُزءاً من استحقاقات شركات الغلال عبارة عن مُتأخِّرات، وأشارت لالتزام الشركات للعمل بكامل طاقتها لإنتاج ما يُغطِّي حاجة البلاد يومياً، وكشفت “قحت” أنّه بحسب مُتابعاتها شهدت الفترة الماضية، صراعاً مكتوماً بين الوزارة وبعض الوكلاء وأصحاب المخابز على خلفية الرقابة المَفروضة عليهم من قِبل لجان المُقاومة بالتنسيق مع الوزارة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى