Site icon صحيفة الصيحة

النفايات الطبية.. مخاوف انتشار (السرطان) تتجدّد

Image processed by CodeCarvings Piczard ### FREE Community Edition ### on 2018-02-04 08:53:29Z | | ÿgLHÿhMIÿfJHÿá%Œd

الخرطوم: إبتسام حسن 

فجرت حاويات سد مروي الشهيرة التي كانت تدور حولها شكوك بأنها نفايات طبية مشعة تخلصت منها شركات تابعة للإدارة الأميركية، فجرت  جدلاً كثيفاً ارتاد بسببها صحفيون المحاكم، وبسبب الصيت التي اكتسبته تلك الحاويات كانت للبرلمان في العهد البائد جلسات ساحنة خلص في نهاية الأمر إلى تكوين لجان تجولت في بقاع الولاية الشمالية شهرًا كاملاً  لتخرج بتقرير أودعته وزارة العدل أكدت فيه أن حاويات سد مروي تحتوي على علب بوهيات منتهية الصلاحية، وحاويات ليس من ضمنها نفايات طبية مشعة، غير أن تلك التقارير لم تكن مرضية لكثير من الجهات في الفترة السابقة، إلا أن وزارة الصحة بولاية الخرطوم ألقت بحجر في البركة الساكنة بعد أن أطلقت شكوكاً بأن الحاوية المجهولة موجودة بمكب بغرب أمدرمان موضوعة بصورة غير صحيحة، قد ترجع إلى حاويات سد مروي، وتم اكتشاف الحاوية  بعد أن قادت الوزارة جهات إعلامية بوجود نفايات طبية مشعة بغرب أمدرمان بعد بوست انتشر في الوسائط الإعلامية يقول (تلقى السودانيون خبراً صادمًا مفاده أن إيران دفنت نفايات نووية في مناطق ريفية نائية بالقرب من مدينة أمدرمان، وكشف رئيس لجان الريف الغربي في محلية أمبدة علي حامد الشبلي ـــ حسب البوست ـــ وجود مقبرة النفايات النووية والطبية، التي دفنت بسرية تامة تقع على بعد 30 كيلو متراً من أمدرمان ووسط الريف الغربي، وحذر الشبلي الحكومة من نتائج التهاون فى هذا الملف، وذلك بسبب ما ستقود إليه تلك النفايات من نتائج كارثية قد تؤدي إلى إصابة 70% من المواطنين بالسرطانات في حال بقاء النفايات وتشوّه الأجنة وتسبب الأجهاض المستمر للنساء والقضاء على الحيوانات والنباتات.

انعدام المحارق 

شكت جهات عديدة من عدم وجود محارق للتخلص من النفايات الطبية بصورة صحيحة، وإهمال وزارة الصحة هذا الجانب، الأمر الذي يؤدي إلى التخلص من النفايات الطبية الخطرة بصورة غير صحيحة، أن وزارة الصحة بولاية الخرطوم أقرت بوجود نفايات طبية مشعة تتمثل في الأفلام الطبية، إلا أن ولاية الخرطوم بأكملها كانت تمتلك محرقتين فقط منها  المحرقة التي كانت تعمل في وزارة الصحة كانت تتبع إلى المستشفى الصينى غرب أمدرمان إلا أن وزارة الصحة الاتحادية أوقفت هذه المحرقة من قبل سنوات بحجة أنها تتسبب في تلوث الهواء.

 ويقول مدير المستشفى الصيني الأسبق د. يوسف عبد الحميد السيسي لـ(الصيحة) إن النفايات تظل تدفن في جميع أنحاء السودان في والصحارى، مشيرًا إلى أن كل المحاقن التي تأتي بها منظمة اليونسيف للتطعيمات بذات الطريقة، وكشف عن التخلص من محاقن التي تم التطعيم ضد مرض الحمى الصفراء بلغت 3 ملايين حقنة تم التخلص منها عبر صناديق بذات الطريقة، وأكد وجود شركات نفايات متعاقدة مع وزارة الصحة بولاية الخرطوم تقوم بالتخلص من النفايات، مشيراً إلى وجود شركات تتعاقد مع القطاع الخاص للتخلص من النفايات ووصف السيسي نفايات سد مروي بالأكاذيب، مشيراً الى لجنة البرلمان بقيادة د. حسين محمد أحمد الذي قاد اللجنة خرجت بتقارير في هذا الشأن، وقال إن إثارة قضية نفايات سد مروى نسبة لانتشار مرض السرطان فى الولاية الشمالية، وأرجع انتشار المرض نسبة إلى أن سكان الولاية يعمرون في العمر، وأكد خطورة النفايات تكمن في أنها ملوثة للدم وتساعد في انتشار الأيدز والتهاب الكبد.

فوضى 

بينما انتقد  الأمين العام لجمعية حماية المستهلك د. ياسر ميرغني التخلص من النفايات الطبية في العراء، وأضاف في حديثه لـ(الصيحة) أن التخلص من النفايات الطبية يجب أن يتم عبر المحرقة وتأسف من تعطل المحرقة بولاية الخرطوم، وقال: لابد أن يتم جمع النفايات الطبية في كل مستشفى، ويتم التخلص منها عبر محرقة صغيرة، الأمر الذي لا يحدث ووصف الطريقة التي يتم بها حرق النفايات بالاستهتار، منوهاً إلى أن النفايات الطبية الخطرة بما فيها الأدوية يتم التخلص منها مع أكياس القمامة العادية، وطالب بضرورة حسم تلك الفوضى، وأكد وجود مخترع سوداني قام باختراع  محرقة ولم يتم الاهتمام بتلك المحرقة، وتم التعامل مع القضية باستهتار. 

  الصحة تتعهد 

في السياق، تعهد مدير إدارة الطب الوقائي بوزارة الصحة ولاية الخرطوم د. محمد عبد الرحمن بفتح تحقيق فيما أثير عبر الوسائط الإعلامية من وجود نفايات نووية طبية بمنطقة أمبدة بأمدرمان، مطالباً لجان المقاومة بالمنطقة بالإبلاغ عن الحالة حتى يتم تبليغ الجهات الأمنية بالبلاد. 

  واستبعد عب دالرحمن من قبل وجود نفايات طبية نووية بقلب العاصمة، مقراً بصعوبة تحركهم كوزارة في هذا الاتجاه بدون مشاركة الأجهزة الأمنية، منوهاً إلى  أن القضية قضية أمن دولة ولكنه توقع وجود نفايات مشعة مصرح بها وهي أفلام الأشعة، مؤكداً أنها النفايات المشعة الوحيدة المصرح بدفنها من ضمن أجسام الإشعاع الطبي،  وقال: يتم التخلص منها بطريقة محددة، وأضاف: أنه في حال إبلاغهم بالمشكلة ستقوم الوزارة بتبليغ الشركاء من الجهات الأمنية، إذا وصلهم بلاغ من المواطنين أو لجان المقاومة حتى تؤكد تلك الجهات وجود مشع نووي تحدد على إثره الوزارة خطورته على صحة المواطن، وأضاف (وعلى ضوء ذلك يتم البحث عن أجهزة مشعة بالولاية)، مؤكداً أن وزارته لديها نظام محدد للتخلص من النفايات الطبية بواسطة شركات متعاقدة مع الوزارة وأشار إلى عدة جهات معنية بالقضية منها جهاز الأمن والمخابرات ومجلس الطاقة الذرية، والهيئة القومية للطاقة النووية، وحرض مدير الطب الوقائي لجان المقاومة بالمنطقة على تحرير بلاغ لوزارة الصحة . 

تحقيق 

 وكانت وزارة الصحة قد كشفت من قبل عن اكتشاف حاوية نفايات طبية مشعة مجهولة موجودة بشكل مخالف في مكب النفايات غرب أم درمان ووصفتها بالنفايات الخطرة وشككت الوزارة بأن تكون الحاوية ترجع إلى الحاويات الخطرة التي وردت من سد مروي في العام 2013 وفتحت تحقيقاً في الحادثة للتأكد من الجهة التي ألقت بها في المكب سواء كانت واردة من سد مروي أو حاوية وضعت من جهة أخرى.  وأعلن مدير إدارة الطب الوقائي محمد عبد الرحمن عن تشكيل لجنة للبحث والتقصي عن نفايات طبية خطرة وجدت في مكب بالقرب من أم درمان، وكشف عن تكوين تيم للتحقيق، مشيراً إلى أن المكب مملوك للمجلس الأعلى للبيئة، وقال إن إدارته نفذت زيارة ميدانية للمنطقة، واكتشفت خلال الزيارة وجود حاويات لنفايات طبية موضوعة بشكل مخالف، وقال إن المنطقة يعيش فيها عدد من الرعاة محذراً من خطورة تلك النفايات على الإنسان والحيوان، وأكد وجود مشكلة في المكب وإزالة سوره، وقال عبد الرحمن إن إدارته حالياً تعمل على رصد القوائم وساعية إلى إرسال فرق مختصة، بحيث تنفذ إجراءات الحماية اللازمة .

Exit mobile version