تمديد الفترة الانتقالية.. الأسباب والدواعي

تقرير.. شادية سيد أحمد
حدّدت الوثيقة الدستورية فترة محددة للحكومة الانتقالية تقدر بـ ٣٩ شهراً باعتبارها فترة تأسيسية لما بعدها وتم تحديد هذه الفترة بعد مشاورات عديدة وهناك من كان يرى أن الفترة الانتقالية، يجب أن تكون أكثر من ذلك وآخرون يرون أنها كافية وتم التوافق على الـ ٣٩ شهراً هذه، إلا أن الجبهة الثورية وحركات الكفاح المسلح التي تتفاوض الآن مع الحكومة الانتقالية في عاصمة دولة جنوب السودان وضعت على منضدة التفاوض مقترح ضرورة تمديد الفترة الانتقالية حتى تتاح الفرصة لحركات الكفاح المسلح للاستعداد للانتخابات وتتمكن من توفيق أوضاعها على حسب رؤية الكثيرين، إلا أن الأمر لا يزال مطروح على طاولة التفاوض بجوبا للبت فيه على حسب المبررات التي صاغتها الجبهة الثورية، وربما أن الوقت المتاح وفقاً لنص الوثيقة الدستورية الخامس عشر من فبراير يعتبر حداً أقصى لتحقيق السلام في السودان وإسكات صوت البندقية وتحقيق السلام العادل الشامل في السودان وإن غداً لناظره قريب.
لماذا التمديد للفترة الانتقالية
وقال البرلماني المستقل السابق أبو القاسم محمد برطم في بداية الأمر المطلوب تحديد طبيعة العلاقة بين الجبهة الثورية وقوي إعلان الحرية والتغيير، ومن ثم كيفية قسمة السلطة.. وحركات الكفاح المسلح جزء أصيل من قوى إعلان الحرية والتغيير وموقعه على الإعلان والذي أصبح شرطاً المحاصصة…. فالخلاف الآن هو خلاف داخل مكونات قوى إعلان الحرية والتغيير ليس أكثر، وأضاف برطم لـ( الصيحة): سبق أن سألت قوى إعلان الحرية والتغيير عندما طالبوا بأن تحدد الفتره الانتقالية بأربع سنوات، و هل هنالك برنامج محدد أو خطة تستغرق وتحتاج لهذه الأربع سنوات، ولكن للأسف لم يكن هناك رد لأنه لا توجد إجابة ولا برنامج ولا توجد رؤية للحل بعد إسقاط حكومة البشير… والآن تطالب الجبهة الثورية بتمديد الفترة الانتقالية، والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا التمديد، ويبدو أن قوى إعلان الحرية والتغيير بكل مكوناتها تتهرب من الانتخابات وترسخ لديكتاتورية جديدة وهذا مرفوض.
الفترة الانتقالية.. بين طرفين

من جانبه قال الطاهر أبوبكر حجر رئيس تجمع قوى تحرير السودان القيادي بالجبهة الثورية: نحن نرى أن الفترة الانتقالية تم الاتفاق عليها بين قوى إعلان الحرية والمجلس العسكري، ونحن لسنا طرفاً فيها، وهي ليست فترة تكون كما كتبت في الوثيقة، ونقول نعم.. هي قابلة للتمديد، وذلك لعدة أسباب، موقفنا التفاوضي واضح أن الفترة الانتقالية لابد أن يتم تمديدها، التحوّل الديمقراطي والذهاب للانتخابات كل ذلك يتطلب استعدادات وترتيبات أمنية بالنسبة للحركات ما قبل الانتخابات، ومن العدل لن تكون هناك مساحة زمنية للحركات لتكمل استعداداتها وترتيب أوضاعها نسبة لأن قضية السلام هي قضية أولوية.

تمديد الفترة الانتقالية ضرورة
واعتبر أسامة سعيد رئيس مؤتمر البجا المعارض الناطق الرسمي باسم الجبهة الثورية، أن تمديد الفترة الانتقالية أصبح ضرورة تحتمها الظروف الحالية المتمثلة في إنجاز مهام الفترة الانتقالية، وأضاف سعيد لـ (الصيحة) أن التمديد كذلك ضرورة لمنع إعادة إنتاج النظام السابق.
وأضاف سعيد أن التمديد للفترة الانتقالية كذلك لأن الفترة أصبحت غير كافية لإنجاز المهام المنصوص عليها في الوثيقة الدستورية.
التعجيل بملفات الثورة.. هو المخرح
ويقول عضو تجمع المهنيين بسويسرا فيصل عثمان الحسن: يجب وضع مصلحة الوطن فوق كل الاعتبارات والابتعاد عن المحاصصات السياسية والترضيات الحزبية التي أضرت بالسودان كثيراً. وأضاف أنه لا يوجد سبب منطقي لتمديد الفترة الانتقالية خاصة وهي فترة زمنية محددة لمعالجة الأوضاع الاقتصادية، وتأسيس الفترة القادمة، وفي تقديري أن السنوات الثلاث كافية لإنجاز مهام الفترة الانتقالية فقط المطلوب التعجيل بالعمل على الملفات المطلوبة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى