الانتخابات المبكرة !!

* مُجرّد  دعوة الصادق المهدي  رئيس حزب الأمة للانتخابات  المبكرة، انتابت قوى اليسار حمى  الوادي المتصدع، وطفقت أبواق اليسار  تردم الإمام الصادق المهدي وتتهمه بما  ليس فيه متناسية أفضال الرجل على اليسار  وتنازلاته الكبيرة من أجل تمكين أحزاب صغيرة  لا تملك رصيداً في بنك الجماهير ولا تحلم بدخول  البرلمان يوماً ما، ولا يؤهلها كسبها لتسنّم المواقع الوزارية  والسيادية في الدولة السودانية . 

الإمام  الصادق المهدي  رئيس حزب الأمة،  بعد أن أعجبته جماهير  حزبه في ولاية سنار، ونظر  وقدّر لموقعه الراهن من الحكومة الانتقالية،  حيث لا يتعدى تمثيل الحزب وزارة المالية والأوقاف،  بينما تمثيل الحزب الشيوعي أكثر من خمس وزارات، قرر  الإمام تخويف حلفائه في قحت ورفع (الفروة) في وجه حمدوك، والتهديد  المباشر بالانتخابات المبكرة حال لم يمنح الصادق المهدي (لقمة كبيرة) من قدح  الولايات. ويعتقد حزب الأمة أن نصيبه ينبغي أن يبلغ على الأقل خمس ولايات وهي (لقمة) ربما  فرتقت (الضرا) ومزّقت ثوب تحالُف قوى الحرية والتغيير المهترئ الذي كلما حاولت جهات عديدة ترقيعه  زاد الفتق وقلّ الرتق. 

إذن  الدعوة  للانتخابات  المبكرة الهدف  منها تكتيكي وليس  استراتيجياً، لأن قيام  انتخابات من ناحية عملية  في عام واحد أقرب للمستحيل  لصعوبة إجراء التعداد السكاني العام  والاتفاق على الدستور وقانون للانتخابات  والساحة لا تزال محتقنة ما بين التيار الإسلامي  والتيارات اليسارية، لذلك الإمام الصادق المهدي اختار  تخويف اليسار بالانتخابات المبكرة وهو يعلم قدرات حلفائه  في قحت ورفضهم لأية انتخابات لا مبكرة ولا متأخرة، ويسعون لتمديد  الفترة الانتقالية لعشر سنوات، وقد حدثنا أحد كتاب قحت الأسبوع الماضي  عن جمهورية حمدوك التي تشرعن لمد الفترة الانتقالية بل سحب صفة الانتقال عنها  وجعلها حكومة دائمة !!

ومجرد  تخويف الإمام  بالانتخابات المبكرة  بدأت الحملة ضده لتخويفه  واليسار يعلم نقاط ضعف حزب  الأمة وأين هي مكامن أوجاعه حتى  يرعوي الإمام ويكف عن الدعوة للانتخابات  المبكرة التي يسعى إليها المكون العسكري بعد  أن حصل على تطمينات من بعض الجهات بأن البرهان سيبقى  رئيسًا لمجلس السيادة في الدورة الثانية.  

ولكن  هل يستطيع  الإمام الصادق المهدي  التباهي بانتخابات تفتقد  المشروعية والنزاهة بحرمان الإسلاميين  من المشاركة فيها وهم أكبر قوى شعبية  منظمة؟ وهل تُجرى الانتخابات في غياب الحزب الاتحادي الديمقراطي  أكبر حزب في الساحة من حيث عدد المؤيدين طبقاً لآخر انتخابات تعددية  جرت عام ١٩٨٦؟

وهل  انتخابات  ينافس فيها  حزب الأمة نفسه  والمؤتمر السوداني  باعتبارهما الأحزاب الوحيدة  التي لها رصيد في الشارع هي  انتخابات نزيهة وتجد الاعتراف من الشعب  السوداني أولاً؟ وهل إذا كان منافس حزب الأمة  والمؤتمر السوداني هي أحزاب الشيوعي والبعث بأجنحته  المنقسمة بين بعث العراق وبعث سوريا والناصريين والجمهوريين  هل يستطيع حزب الأمة الادعاء بأنه فاز بالانتخابات عن جدارة وهو  ينافس أحزاباً صفرية وأحزاباً مصنوعة في الخارج ودُفِع لها ودُفِع  بها للساحة لتنال تفويضاً من هذا الشعب.  

الانتخابات  غير مرغوب فيها  عند معسكر قحت وكل  من يتحدث عنها في القريب  العاجل سيتم وصمه بالطابور  الخامس وبأنه ثورة مضادة ومؤتمر  وطني كمان !!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى