التفاصيل الكاملة لتمرُّد هيئة العمليات بجهاز المُخابرات

احتجاجات لأفراد عمليات جهاز المُخابرات وإطلاق رصاص وسط الخرطوم

كشف أنّ استحقاقات هيئة العمليات موجودة بخزينة الجهاز منذ (20) يوماً

الحكومة: القوات المُسلّحة قادرةٌ على حَسم التّمرُّد وتأمين المُواطنين والمُنشآت

حمدوك: الأحداث الأخيرة لن تُوقف مسيرة الثورة عن تحقيق أهدافها

حميدتي يتّهم “قوش” بالتخطيط للأحداث ويُحمِّل التقصير لمدير المُخابرات

جوبا – الخرطوم: رضا باعو – مريم أبشر – محمد جادين

أَطلَقَ منسوبون لهيئة العمليات بجهاز الأمن أمس، الرّصاص وأغلقوا عدداً من الطُرقات قُرب مقارهم في عدة مواقع بالخرطوم، احتجاجاً على قيمة استحقاقاتهم المالية بعد هيكلة الهيئة.

وأقرّ الجهاز بوقوع الاحتجاجات، وأكّد أنّ هُناك إجراءات لتقييم الموقف ومُعالجته وفقاً لمُتطلبات الأمن القومي للبلاد.

“قوش” في المشهد

واتّهم النائب الأول لرئيس المجلس السيادي الفريق أول محمد حمدان دقلو “حميدتي”، مدير جهاز الأمن السابق “صلاح قوش” بالتخطيط لانقلاب على الحكومة باستغلال هيئة العمليات بجهاز الأمن.

وكَشَفَ “حميدتي” في مؤتمر صحفي بجوبا عاصمة جنوب السودان أمس، عن وُقُوف بعض القيادات العسكرية السابقة والحالية مع “قوش”، وأوضح أنّها تُخَطِّط من وراء الكواليس للإطاحة بالحكومة الانتقالية، وقَطَعَ بعدم إمكانية نجاح انقلاب مُجَدّداً، وقال “أيِّ تغيير يَقُوم به الشعب السوداني وليس سواه”، وأشار لصُدُور أمر قبض في مُواجهة “قوش” ومُخاطبة (الإنتربول) للقبض عليه.

تقصير الجهاز

ودَمَغَ “حميدتي”، مدير جهاز المُخابرات العامّة الحالي الفريق أول أبوبكر دمبلاب، بالتقصير في مُعالجة مُشكلة منسوبي هيئة العمليات بعد هيكلة جهاز الأمن السّابق، وأكّد مُحاسبة المُقصِّرين في عملهم، وكشف أنّ معلومات توافرت بشأن تحرُّكات لقيادات عسكرية وسياسية للإطاحة بالحكومة، وتعهّد بمُحاسبة كل المُتورِّطين في ما حدث بالخرطوم أمس، وأوضح أنّ سبب المُشكلة يعود لرفض البعض لهيكلة جهاز الأمن وحل هيئة العمليات، وأنّ بَعض الرَّافضين يَسعَون لأن تكون الهيئة مَوجودة لاستخدامها في زَعزعة الأوضاع بالبلاد، وكشف أنّه اتّصل قبل يومين بمدير جهاز المُخابرات وأبلغه بوجود معلوماتٍ مُؤكّدة حول أيادٍ في المؤتمر الوطني تسعى لإحداث البلبلة، وأشار إلى اجتماع عُقد أمس الأول برئاسة رئيس المجلس السيادي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان بحضور مدير جهاز المخابرات، أكّد فيه أنّ الأوضاع تحت السيطرة، وقال: “سألت مدير جهاز المُخابرات العامة لماذا حتى الآن لم يتم استلام السلاح من منسوبي هيئة العمليات”؟ وأوضح “حميدتي” أنّ مدير المُخابرات ظَلّ يُؤكِّد أنّ الأمور تحت السيطرة، وأنّ هذه المُشكلة مَحلُولَة، وقال إنّه تَمّ استلام الأسلحة الثقيلة من هيئة العمليات قبل فترةٍ، وكشف “حميدتي” أنّه تَمّ توفير حوالي (23) مليون دولار عبارة عن استحقاقات منسوبي الهيئة قبل نحو (20) يوماً مُتوفّرة بخزينة الجهاز، وقَطَعَ بعدم السماح بالفوضى مُجَــــــــــدّدَاً.

تحت السيطرة

وطمأن “حميدتي”، بأنّ الأوضاع الآن تحت السّيطرة تماماً، وأشار إلى أنّ القوات النظامية المُختلفة بصدد استلام مقار هيئة العمليات، وتنتظر توجيهات القيادة العُليا للدولة، ودعا “حميدتي”، المُواطنين للابتعاد عن أماكن الأحداث وترك القوات النظامية تقوم بدورها كاملاً، وطَالَبَ المُواطنين خَاصّة في غرب كردفان بعدم الاستجابة لدعوات “الزحف الأخضر” خلال اليومين المُقبلين، وقال: “لا تنساقوا، إنّ خلفها من يَسعون لخداعكم باسم الدين ويتحدّثون عن إغلاق القنوات الإسلامية”، وأعلن أنّ مطالب أبناء الولاية كَافّة تُجرى مُعالجتها ومن بينها أوضاع منسوبي الدفاع الشعبي، وناشد بعدم الانسياق وراء دعوات “الزحف الأخضر” يومي ١٨ و٢٦ يناير الحالي، وأوضح أنّ الحكومة لا تستطيع منع قيام هذه التظاهرات في ظل مناخ الحُريات وحَق المُواطنين في التظاهر، ووصف “حميدتي” ما يجري بفرفرة المذبوح من النظام البائد، وقطع بأنّ هذه التّحرُّكات لن تُحقِّق مُخطّطاتها، وجدّد التأكيد بأنّ هناك بلاغات مُدوّنة في مُواجهة بعض من ينتحلون صفة الدعم السريع.

المسيرة لن تتوقّف

وفي السِّياق، أكد رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك، أنّ الأحداث لن تُوقف مسيرة الثورة عن تحقيق أهدافها، وقال في تغريدة على “تويتر”، إنّ الموقف الراهن يثبت الحاجة لتأكيد الشراكة الحالية بين المدنيين والعسكريين والدفع بها للأمام لتحقيق الأهداف العُليا، وجدّد ثقة الحكومة في القُوّات المُسلّحة والنظامية وقُدرتها في السيطرة على الموقف.

مَا حَدَثَ تمرُّدٌ

من جهته، وصف وزير الثقافة والإعلام، الناطق باسم الحكومة فيصل محمد صالح، سُلُوك أفراد الهيئة بالتمرُّد، وأعلن مُواصلة الجهات المسؤولة، مَساعيها لإقناع الوحدات المُتمرِّدة بتسليم أنفسهم وسلاحهم، وأوضح صالح في بيانٍ أمس أنّ بعض مناطق العاصمة شَهِدَت تمرُّداً لقوات الهيئة، وأشار لخُرُوج وحدات للشوارع وإقامة متاريس وإطلاق رصاص في الهواء، وأشار إلى أنّ جهاز المُخابرات أصدر قراراً بتسريح الهيئة بعد تعديل قانون الجهاز، وأنّ بعض الوحدات رفضت المُقابل الذي قرّرته الجهات الرسمية مُقابل التسريح واعتبرته أقل مِمّا يجب، وأوضح صالح أنّ الأحداث وقعت بكافوري وسوبا ومقر الهيئة شرق المطار، وأشار إلى احتجاجات محدودة بمدينة الأبيض، وأعلن أنّ القُوّات المُسلّحة والقُوّات النظامية الأخرى تعاملت مع المَوقف وتَعمل على تأمين الشوارع والأحياء، وقال إنّ القُوّات المُسلّحة تطمئن المُواطنين بأنّها قادرة على حَسم التمرُّد وتأمين حياة المُواطنين والمُنشآت.

خيار اللجوء للقُوة

من ناحيته، وَصَفَ عُضو المجلس السيادي الفريق الركن شمس الدين كباشي، ما يجري بأنّه “تمرُّدٌ عسكريٌّ”، وقال في اتّصال مع “قناة الجزيرة” أمس، إنّ “الجُهات العُليا بالخرطوم اتّخذت العديد من القرارات لاحتواء هذا التّمرُّد، وخلال الساعات القادمة سيعود الهدوء للعاصمة”، وأضاف: “لا أجزم ولا استبعد وجود اعتبارات سياسية وراء ما يجري، وليست فقط المَطالب الوظيفية، وإن دعا الأمر للتصادم من أجل سَلامة المُواطنين والبلاد فَقد نَضطر إلى ذلك”، وأقرّ كباشي بوجود قُصُور أمني وعسكري في التعامُل مع ملف هيئة العمليات بجهاز الأمن، ونوّه إلى أنّ عدد أفراد الهيئة يتجاوز (10) آلاف ومدرّبة تدريباً نوعياً، وقال “مجموعة مُسلّحة ذات إعداد نوعي يتجاوز عددها (10) آلاف جندي، ماذا نتوقّع أن يحدث حينما تعلن تصفيتها دُون نزع أسلحتها ومنحها استحقاقاتها كاملةً”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى