نائب رئيس حزب الأمة حسين قمر رحمة لـ (الصيحة):دستور 2005 المخرج من مشكلة علمانية الدولة

 

علمانية الدولة ليست حجر عثرة أمام تحقيق السلام

الوثيقة الدستورية لم تُحدّد علاقة الأقاليم بالمركز

منبر جوبا سينتج  محاصصات سياسية ولن يؤدي لسلام

ندعم مطالبة عبد الواحد نور بنقل المفاوضات إلى الخرطوم

يجب أن تأتي الجنائية الدولية للسودان لمحاكمة البشير والبقية

رفع الدعم عن المحروقات مقابل زيادة الأجور لن يحدث فرقاً

 

حوار: فاطمة علي سعيد

أعلن حسين قمر رحمة نائب رئيس حزب الأمة جناح مبارك الفاضل، دعمهم لمطالبة رئيس حركة تحرير السودان عبد الواحد محمد نور بنقل المفاوضات بين الحكومة الانتقالية والحركات المسلحة من جوبا إلى الخرطوم. ووصف منبر جوبا للمفاوضات بين الحكومة السودانية الانتقالية والحركات المسلحة بأنه لن يؤدي للسلام وسيعمل على إعادة الأزمة السودانية، وكل الذي يحدث هو نقل ملفات (اتفاقية السلام الشامل)، لأن حكومة جوبا جزء من الحرب التي دارت بمنطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق. وذكر رحمة في حوار أجرته معه صحيفة (الصيحة) أن علمانية الدولة لن تقف حجر عثرة في طريق العملية السلمية في جنوب كردفان ودارفور، وقال (إذا خُيّرت بين تقرير المصير الذي تنادي به الحركة الشعبية شمال والعلمانية لاخترت الأخيرة، لأن مجتمعات جنوب كردفان والنيل الأزرق تحكمها الأعراف).

 

*بدأت مفاوضات في عاصمة جنوب السودان بين الحكومة الانتقالية وحركات الكفاح المسلح، كيف تنظرون إليها؟

– منبر جوبا للمفاوضات بين الحكومة السودانية الانتقالية والحركات المسلحة لا يوصل للسلام، ويعمل على إعادة الأزمة السودانية، وكل الذي يحدث هو نقل ملفات (اتفاقية السلام الشامل)، ومن وجهة نظري أن حكومة جوبا جزء من الحرب التي دارت بالمنطقتين, عليه أنها يجب أن تصبح حكومة الجنوب شريكاً وجوبا ليست منبراً للتفاوض، وأن هنالك قضايا لم تحسم مثل مشكلة أبيي وترسيم الحدود ومصير سلام الجنوب. ورئيس الحركة الشعبية –شمال عبد العزيز الحلو له سقوفات للتفاوض هي إما علمانية الدولة أو تقرير المصير، وهذه إذا لم تنفذ ستبقى المشكلة. وأعتقد أن دستور 2005 هو المخرج من مشكلة علمانية الدولة، وحسمت باتفاقية السلام الشامل التي حددت نظام الحكم.

*هل يعني حديثك أنكم تعتبرون أن العملية التفاوضية التي تجري في جوبا لا تؤدي إلى سلام؟

-المفاوضات الآن تجري بين قوى الحرية والتغيير وحركات الكفاح المسلح، هي آلية لا توصل لسلام، لأن ما يحدث في جوبا هو توريث للحرب، وأنت لا تسطيع حلها وعليك أن تأتي بجزء مهم من حل الأزمة، وهو أن يكون قادة الحركات جزءاً من مجلس السلام.

*كجزب أمة ما هو موفقكم من مناداة عبد العزيز الحلو بعلمانية الدولة؟

– إن علمانية الدولة ليست حجر عثرة أمام تحقيق السلام باعتبار أني كسياسي لو خيرت بين العلمانية وتقرير المصير لاخترت العلمانية لأنها أحكام عرفية وتجعلنا نصبح مواطنين دون أي سند ديني.

*ذكرت أنكم ناديتم بمجلس أعلى للسلام؟

– نعم، طالبنا قبل تشكيل الحكومة الانتقالية، وقدمه رئيس الحزب مبارك في مؤتمر صحفي وأبدينا مبادرتنا لعقد مائدة مستديرة للسلام لكل القوى السياسية والعسكريين والحركات المسلحة المؤثرة في واقع الحرب، الأمر الذي يجعل الحركة الشعبية وحاملي السلاح جزءاً من حل الأزمة السودانية وانتفاء المواجهة بين متمردين وحكومة، بحيث يصبح الجميع في طاولة واحدة.

*ذكرت أن اتفاقية السلام الشامل يمكن أن تصبح مرجعية للمفاوضات بين حركات الكفاح المسلح والحكومة الانتقالية؟

–  نعم، يجب أن تصبح مرجعية، لأنها حددت نظام الحكم بأنه رئاسي، ويتم تعديل وضع الحكم بإزالة بعض الأشياء المعيبة كقانون جهاز الأمن. ونظام الحكم الرئاسي البرلماني الذي ورد في اتفاقية السلام الشامل هو المخرج. ومنذ أول برلمان الحكومة تتشكل ببرلمان لا يوجد حزب يشكل الحكومة إلا بإئتلاف، والإئتلاف مشاكله أصبحت تدخل صراعات ويأتي انقلاب عسكري،  ونظام الحكم الرئاسي البرلماني الذي ورد في اتفاقية السلام الشامل هو المخرج. وعوض ابن عوف لم يفعل شيئاً غير أنه ألغى الدستور.

*حديثك عن أن جوبا شريك في الحرب، هل يعني أنها تدير حرب بالوكالة؟

– الحركة الشعبية في الشمال جزء من الحركة الشعبية، ودعمتها في حربها مع حكومة البشير، وكذلك لم يتم الاتفاق لحل مشكلة أبيي وترسيم الحدود بين الدولتين، لأن الخلاف على أكثر من سبع مواقع فيها لم تحسم بعد.

*هل تعتقد أن على الخرطوم وجوبا حسم ملفاتهما قبل أن تلعب دولة الجنوب دور الوسيط؟

–  رغم المساعي الحثيثة من دولة جنوب السودان، إلا أن جوبا لديها ملفات عالقة مع جارتها الشمالية، وكذلك مصير سلام الجنوب له علاقة بالخرطوم وأنبوب البترول نفسه.

*تحدثت عن دستور 2005، بأنه المخرج، هل يعني أن الوثيقة الدستورية لا تصلح؟

– الوثيقة الدستورية الموجودة الآن  لم تحدد علاقة الأقاليم بالمركز، ولم تفصل في كثير من القوانين السارية منذ عهد المخلوع عمر البشير .

*تحدثت عن حل مشكلة جنوب كردفان، هل علمانية الدولة ستحلها؟

– العلمانية لا تحل قضية جنوب كردفان- جبال النوبة، لأنها أزمة إنسانية ليست لها علاقة بأي توجهات أيدلوجية، باعتبار أن مجتمع جنوب كردفان متماسك، في نسيج اجتماعي فريد، وتحكمه أعراف وقبائله تتعايش منذ مئات السنين، ورفض العلمانية قد ينذر بحرب لأن الدولة إذا أرادت تحكم جبال النوبة بالتشريعات الإسلامية، وتحكم على العلمانية بأنها كفر. والمؤتمر الدستوري المزمع تنظيمه سيفصل في مسألة كيف يحكم السودان. وليس المطلوب من الحركة الشعبية أن تقدم تنازلاتها قبل عقد المؤتمر الدستوري. وكذلك يجب التنازل من حكومة المركز الانتقالية. ونحن كحزب أمة أول من حددنا وتكلمنا بوضوح أن ما يحدث في السودان من تظلمات تاريخية موجودة، ورئيس الحزب مبارك الفاضل أقر بأهمية إجماع كل القوى السياسية لبناء عقد اجتماعي جديد وسليم  يبنى على أسس تختص بالجغرافيا والتعداد السكاني.

*من وجه نظر حزبكم، هل تعدد المسارات يمكن أن يؤدي إلى تقسيم السودان؟

– الآن جبال النوبة تمثل عمق الحرب في السودان، وتوقيع الحكومة الانتقالية اتفاقاً مع مسار الوسط بقيادة التوم هجو أفرغ تحالف الجبهة الثورية كتحالف مسلحين مع سياسيين من معناه، الآن آثار الحرب موجودة في (جبال النوبة والنيل الأزرق) التي تقودها الحركة الشعبية شمال، وفي دارفور من حركة عبد الواحد محمد باعتبارهم عناصر أساسية في المعادلة.

*الموقعون تحت مسمى فصائل الجبهة الثورية هل يوقفون الحرب؟

– إذا لم يأت عبد الواحد محمد نور رئيس حركة تحرير السودان، وعبد العزيز الحلو لن تقف الحرب لأنهم كما ذكرت عناصر أساسية، ولديهم مواقع وجيوش تتبع لهم داخل السودان، والذين يفاوضون الآن  يريدون الوصول لاتفاق سلام مع الحكومة الانتقالية بأي كيفية، لأن منبر جوبا ينتج  محاصصات سياسية بين الحكومة الانتقالية والجبهة الثورية ولن يؤدي إلى سلام. المسارات لا تؤدي إلى تقسيم السودان لكن لا تأتي بنتائج إيجابية، ولن توقف الحرب، وهي واقع على الأرض. ويمكن أن تكون نتيجة المنبر التفاوضي حرب، والدليل ما يحدث بالجنينة، والتفاوض لن يأخذ المسار الحقيقي إلا بانهيار حكومة قوى الحرية والتغيير، ولابد من وجود معادلة للحد الأدني من الاتفاق نحو حل القضايا، وعامل الوحدة هو المطلوب لتحقيق شعار الثورة حرية سلام عدالة.

*كيف تنظر لوجود قيادات من قوى الحرية والتغيير في مفاوضات جوبا؟

–  أنظر لهم بأنهم أولاد الخرطوم، وهم  13 فرداً، من محليتين بولاية الخرطوم، يريدون أن تظل مسألة السلام قضية هامش، والعقلية المسيطرة عليهم أن يظل الهامش هامشاً والمركز مركزاً، والأقاليم ضجت في مسألة اختيار وتعيين الولاة، ليست هنالك علاقة بين المركز والأقاليم، حتى الآليات التنسيقية ليست شاملة كل السودان.

*كيف ترى مطالبة عبد الواحد نور بنقل المفاوضات من جوبا إلى الخرطوم؟

– لا يوجد ما يمنع أن تكون الخرطوم منبراً للتفاوض، ودعوة الحلو بنقل التفاوض لكاودا في ظل وجود حكومة مدنية ديمقراطية سيخلق فرقاً في العملية التفاوضية.

*حكم المحكمة بالإعدام شنقاً على المتهمين بقتل المعلم أحمد الخير؟

– الحكم الذي أصدرته المحكمة على المتهمين بقتل المعلم أحمد الخير، هو بروفة، تؤكد نزاهة القضاء في السودان، ومن هنا أشجع المحكمة الجنائية الدولية أن تنتقل إلى السودان لمحاكمة البشير ومعه قائمة الـ(51)، باعتبار قياس الحكم على القرار بإعدام (29) متهماً. وجد قرار المحكمة قبولاً شعبياً واسعاً.

*شاركتم في نظام الإنقاذ الذي ارتكب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، هل قدمتم نقداً ذاتياً للمشاركة في نظام الرئيس المخلوع عمر البشير؟

– شاركنا في الحكومة نتيجة لمخرجات الحوار الوطني، التي تعتبر خارطة طريق، وقعت على مخرجاته كل القوى السياسية حتى غير المشاركين في الحوار، وأسقط أحد بنود خارطة الطريق وهو تعديل الدستور، ونحن نبحث عن حلول وقدمنا مذكرة للبشير بالتنحي، وكانت قوى الحرية والتغيير رفعت مذكرة لزيادة الحد الادنى للأجور العام الماضي، لم نشارك في الجرائم واستقلنا من الحكومة وانحزنا للثورة، دخلنا القيادة بكامل رئيسنا ودعمنا اللوجستي رئيس الحزب مبارك الفاضل، وهو الوحيد الذي صلى داخل ميدان القيادة العامة، ولدينا مساهمات بالدعوة إلى تشكيل المجلس الأعلى للسلام قبل تشكيل الحكومة، فنحن جزء من الثورة والتزمنا بالجداول التي وضعها تجمع المهنيين.

*كيف تقيم رضا المواطنين من الحكومة الانتقالية والبرامج التي نفذتها؟

–  برنامج إعلان الحرية والتغيير نص على أن السلام هو أولوية، وانقضت ثلاثة أشهر من الفترة الانتقالية، ولم يحدث شيء، وإذا أخذنا الجانب الاقتصادي نجد أن البرنامج التنموي للـ(200) يوم حسب وزير المالية ،براهيم البدوي لم يتحقق، والأزمة ما زالت قائمة والميزانية لم تصدر بعد، والأطراف مختلفة على رفع الدعم من عدمه، والحكومة  إذا رفعت الدعم عن البنزين ستوفر (500) مليون دولار والجازولين (250) مليون دولار في العام، والدعم الذي يتم للبنزين (50%) استهلاك الدولة نفسها، ورفع الدعم عن المحروقات مقابل زيادة الحد الأدنى للأجور لن يحدث فرقاً. نحن شاركنا النظام السابق لإيجاد حلول للأزمات المتعددة في البلاد.

* البعض يتحدث أن القوى السياسية هي من أنجحت الثورة؟

– الثورة أتت نتاج هبة شعبية، قادها الشباب، وهم أضعف شريحة داخل مجمتعات القوى السياسية، التي كانت مفككة، ومشاركتنا فيها جزء من الاستحقاق ومخرجات الحوار كانت كفيلة أن تجعل عمر البشير نفسه يخرج من المواقف التي أدت به إلى سجن كوبر، إذا قام بتعديل الدستور ونحن وصلنا 2020. لذلك أرى أن أداء الحكومة ضعيف، وليس بقدر مقام الثورة، وسنصبر حتى إجراء الانتخابات، وسنعمل على تصحيح قوى الحرية ولا ننتقدها لإلغاء دورها، ولكن من أجل تغيير الوتيرة البطيئة، واستيعاب مشاكل السودان يبدأ بالسلام، والسقف الذي وضع له، وسوف نظل حتى انتهاء الفترة في مواجهة مع الحركات المسلحة والصحيح أن تضعهم كجزء من حل مشكلة السودان من أجل المشاركة في الحلول، والهامش شارك في الثورة ووقع منه ضحايا كثيرون. إسقاط النظام كان من الهامش الذي التفت إلى مشاكله، وإن اتحاد الهامش قادر على إسقاط حكومة قوى الحرية والتغيير إذا لم تحقق لهم طموحاتهم.

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى