الخبز .. تجدد الأزمة

متابعة: سارة إبراهيم
ما زالت أزمة الخبز في تفاقم مستمر في أحياء ولاية الخرطوم وسط شكاوى المواطنين من صعوبة الحصول عليه من المخابز، وبالرغم من أن احتياطي البلاد من القمح مطمئن للغاية حسب الجهات المختصة ومشكلة  الكهرباء التي كانت في حالة انقطاع دائم، والآن أصبحت تحت السيطرة وتأكيدات وزارة المالية والتخطيط الاقتصادي أن المخزون الاستراتيجي لسلعة القمح، يكفي لـ”18″ يومًا فقط، أي حتى الـ”25″ من يناير الجاري مؤكدة عدم وجود مشكلة في دقيق الخبز بالوقت الحالي.

وأكد  الناطق الرسمي لوزارة المالية غازي حسين  أمس،  استمرار عملية استيراد الدقيق  دون أي معيقات، بجانب عمل مطاحن الدقيق منعاً لأي مشكلات في الدقيق والخبز،  مبيناً أن المخزون المتوفر يكفي إلى يوم 26 يناير الجاري،  ولا داعي لخوف من شح أو ندرة،  وقال: سوف يكون  هنالك مخزون  لبعد الموعد المحدد  واستمرار  الإنتاج والاستيراد معاً.  لافتًا إلى مشكلة في انعدام الرقابة،  داعياً إلى  متابعة السلع الاستراتيجية  ومراقبة الأسعار.

وفي ذات السياق قالت مديرة المخزون الاستراتيجي إنعام هاشم في تصريحات صحفية أمس الأول، إن وزارة المالية ملتزمة بتسليم جميع حصص الدقيق المحددة للعاصمة والولايات، إلا أن تكدس المواطنين وعودة الصفوف أمام المخابز يؤكد أن الأزمة مازالت تراوح مكانها، وأرجعها عدد من  أصحاب المخابز إلى إنعدام العمالة الدائمة وانتشار ظاهرة  العامل ( الكاجول) الذي تفوق أجرته  أكثر من ضعف العامل الثابت، فضلاً عن ارتفاع تكلفة مدخلات الإنتاج.

وكشف صاحب مخبز بالخرطوم ٢ حاج أحمد عن خروج عدد من المخابز من دائرة الإنتاج والتي تعمل بأقل من ربع الطاقة الإنتاجية، مبيناً أن هنالك مخابز متذبذبة في العمل وإنتاجها اليومي ضعيف جداً، لافتاً للزيادات الكبيرة في الأسعار حيث ارتفعت كرتونة الخميرة إلى ٢١٠٠ جنيه، بدلاً عن ١٩٠٠ جنيه الأسبوع الماضي، وأيضا ارتفاع أسعار الزيت تراوح سعر الجركانة زنة ٣٦ رطلاً ما بين ١٨٠٠ إلى ١٦٠٠ جنيه حسب النوع بدلاً عن ١٦٠٠ جنيه، و١٥٠٠ جنيه.

وقال في حديثه لـ(الصيحة) إن التكلفة عالية مقابل العائد، لذلك نعمل بطاقة أقل للمحافظة على وضعنا في السوق فيما يخص الأوزان، وزاد:  لا يوجد وزن محدد من قبل الاتحاد منذ أكثر من ١٠ أشهر للعمل لذلك أي صاحب مخبز يحدد الوزن الذي لا يكبده خسائر كبيرة، ووعدنا الاتحاد بأسعار جديدة، لكن إلى الآن لم تعلن مناشداً الحكومة بحل مشكلة المخابز ومُعاناة أصحابها.
من جانبه قال صاحب مخبز ببحري لـ(الصيحة)، إن مشكلة الخبز لا تزال في مكانها، بل نتوقع ان تشهد الأيام القادمة شحاً في الحصول على الخبز منوهاً لتراجع الإنتاج اليومي بسبب نقص العمالة وعدم جدوى العمل للتكلفة العالية.
عدد من المواطنين عبروا عن استيائهم الشديد من الوقوف لساعات طويلة أمام المخابز لنيل حصتهم اليومية من الخبز، وكشفوا ارتفاع أسعاره، وقال المواطن عبد الفضيل عبد الله إنه يشتري الـ ٨ رغيفات بـ ١٠ جنيهات فضلاً عن صغر حجمها، وأضاف لدى عائلة مكونة من ٧ أفراد كنت في السابق أشتري بـ ٥٠ جنيها لليوم الواحد، وحالياً  بـ ٩٠ جنيهاً غير كافية،  وكل ذلك من جشع التجار، وانتقد  عدم تدخل الجهات ذات الاختصاص باتخاذ إجراءات فورية لتخفيف الأزمة التي بدأت في التصاعد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى