انتهى الدرس ….

قُلنا من قبل إن مجموعة اليسار والعلمانيين وهم يُكشّرون أنيابهم المسمومة،  قد حدّدوا معركتهم مبكراً، وظنوا أن مجرد الصعود على أكتاف المُستغفلين إلى السلطة سيمكنهم من تحقيق أهدافهم وأغراضهم، ومحاربة الدين واقتلاع التديّن من تربة السودان، وقهر خصومهم وإبعادهم من الحياة العامة، ولَكَم آثمٌ هذا الظن، وكم هو ساذج هذا العداء المحموم والسافر ضد الدين والقيم الفاضلة لأهل السودان والاستهداف الخبيث المباشر لكل ما يمتّ بصلة للإسلام، وما يعز المسلم ويقطع دابر الكافرين، لقد فضحوا توجّهاتهم واستلذّوا بزائف السلطة التي يُمارسونها، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً، بمثل هذه الأفاعيل الصبيانية التي لن تزيد المجتمع المسلم إلا قوة وسيعصف بهم وينتصر لدين الله الذي حاولوا أن يطفئوا نوره بأفواههم وأفعالهم والله مُتمّ نوره ولو كره الكافرون ..

كل العمل الخبيث يتجمّع ويتراكَم فوق بعضه حتى يُركل إلى جهنّم، لقد ظن ربائب الغرب من العلمانيين واليسار الأمريكي والشيوعيين المتعلّقين بمشاجب الدوائر الأمريكانية ومخابراتها، أنهم حين يستهدفون إذاعات القرآن الكريم التي تبث على مدار الساعة كتاب الله تلاوةً آناء الليل وأطراف النهار، ويسعون لإيقاف بث آذان الصلوات الخمس ونقل صلاة الجمعة من تلفزيون السودان وإذاعة أمدرمان ويُضيّقون على البرامج الدينية ويُقلّصون مساحتها الزمنية، ويحلون جمعية القرآن الكريم ويوقِفون الصحافة الحرة ويُشرّدون الصحفيين، هل ظنوا أنهم سينتصرون في حربهم على الله وآياته وسور كتابه؟؟

هل طغى بهم الوهم والظن أنهم سيحتفلون بالنصر المؤزر ويرقصون على صدور الجثث الهامِدة لضحاياهم عندما يذبحون الفضائل ويُحطّمون قلاع القيم الأصيلة؟ 

لا وألف لا.. لقد فتحوا فوهات الجحيم عليهم، ليسوا في حجم المعركة التي يديرونها بالوكالة نيابة عن أسيادهم، فهم ككلاب الصيد غير المدربة، ستكون مؤامراتهم ومكائدهم وأموالهم التي سينفقونها لمعاداة الله ورسوله عليهم حسرة، وسيُغلَبُون، فالباطل مهما استطال به العهد وانتفش وانتفخ فهو أوهن من بيت العنكبوت، سيخُرُّ عليهم السقف، ويرتد كيدهم في نحورهم، وسيواجهون مَكر الله الجبّار، ويومئذٍ يفرح المؤمنون بنصر الله وهو المنتقم ذو القوة المتين ..

لقد وهب هؤلاء العلمانيون لجيل الغضب وحرّاس الدين وحُماة العقيدة، ما لم يكونوا يحسبونه، لقد وهبوهم وقود معركة جديدة، وأشعلوا في نفوسهم الغضب، وأتاحوا لهم فرصة التوحد والالتقاء بعد أن كانت التيارات الإسلامية منقسمة ومتنافِرة  تعاني الانشطار والتشرذم، لقد أعادوا لهذا الجيل صاحب الغضب الساطع حيويته وقدحوا في دواخله قناديل مشعة كادت أن تخفت ويخبو أوارها، فها هو الحق يحشد أجناده ويعتد للموقف الفاصل …

هذه الراية لو درى أذناب العلمانية البلهاء، أنها  لن تسقط أبداً، تحملها قلوب تربّت على هدي القرآن الكريم وهدي النبوة وقبسات نورها، والإسلام الراسخ المركوز في هذه البلاد وفي قلوب الأمة لن يتلاشى وتطيش سهامه، بسبب دَعِيّ صفيق يظن أنه إن أوقف بث آذان الصلاة ومنع نقل شعائر صلاة الجمعة سيمحو دين الله وسيكشط الإسلام من قلوب السودانيين!!! ما الذي سيكسبه ويحققه؟ وما الفائدة والعائد السياسي من هذا الحقد الأعمى على قيم الدين والأخلاق؟ هل سيُحقّق العلمانيون الحاقدون شيئاً في عدائهم المستميت؟ غداً سيرون أن ثمن هذه الأقوال والنوايا السيئة المًتقيّحة ثمن باهظ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى