رئيس حركة جيش تحرير السودان عبد الواحد محمد نور لـ (الصيحة):

 

هؤلاء (…..) باعوا السودان لسنوات، ويُفاوِضون الحكومةَ الآن

لهذا السبب (….) نسعى للتفاوُض مع الدَّعم السريع

حميدتي يبذُل جهداً ولن نحكم عليه حتى نجلس معه

لهذه الأسباب (…) طالبتُ بنقل التفاوُض إلى داخل السودان

أنا مُقيمٌ في فرنسا ولستُ لاجئاً سياسياً بها

حكومة حمدوك (مُحاصصة) وبعض وزرائها يجلسون في المكان الخطأ

من حقِّنا إدارة حوار شامل لأجل كل الشعب السوداني

 

تشهد مدينة جوبا عاصمة دولة جنوب السودان، جولات ماراثونية لمُفاوضات السلام بين الحكومة الانتقالية وحركات الكفاح المُسلّح، وقطعَت هذه الجولات شوطاً بعيداً للوصول إلى اتفاق سلام شامل يُنهِي سنوات من الحروب والاقتتال، ويُعيد الأمن والتنمية إلى مُدن وقُرى امتلأت بالأشلاء والدماء والدمار…. هذه الجلسات  رغم أهميتها إلا أن طرفاً ورقماً مهماً في معادلة (السلام) لا زال غائباً وبعيداً عن طاولة المفاوضات.

ورغم الكثير من المُحادثات واللقاءات من عدة أطراف هدفت لإقناعه بالامتثال إلى إرادة الشعب السوداني الذي يرغَب في طي ملف الحروب وإنهاء هذه الحقبة المظلمة، إلا أن رئيس حركة جيش تحرير السودان عبد الواحد محمد نور، لا زال مُستعصِما بالنأي عن التفاوض رغم إدلائه  مؤخراً ببعض التصريحات الإيجابية حول رغبته في التفاوض..

في المساحة التالية يتحدث إلى “الصيحة” عبد الواحد  محمد نور عبر الهاتف من مقر إقامته بالعاصمة الفرنسية حول رؤيته لملف التفاوض والسلام .. فماذا قال؟… إلى مضابط الحوار…

حاوره عبر الهاتف: الغالي شقيفات

* بداية حدّثنا عن  شروط عبد الواحد للتفاوُض مع الحكومة حول السلام؟

– أولاً، نحن لا نتفاوض، فالمفاوضات دائماً تجري بين الحكومة والمعارضة، ونحن لا نعترف بالحكومة القائمة ونعتبرهم مشهداً من مشاهد البلد، ونحن مُتساوون معهم في الحقوق والواجبات. ظللنا نقول أمراً مهماً جداً وهو أن يتم نقل المفاوضات وعملية التفاوض إلى الداخل ونتحاور نحن كسودانيين وكأطراف سودانية. لهذا نرى أن ما يجري في الخارج، أو ما يُسمّى بالمفاوضات، هذا أمر غير معقول، هناك من باعوا السودان لسنوات، وهم الآن يتحاورون مع الحكومة، ولذلك أي شخص يذهب إلى المفاوضات نحن نعتبره (زول بتاع محاصصة ويريد استخدام اسم النضال ليجد ثروة وسلطة لنفسه ولو بالغ لتنظيمه). نحن نريد حواراً سودانياً سودانياً نُخاطب فيه كل جذور الأزمة السودانية التاريخية كقضايا السلام والحرب والمواطنة المتساوية والاقتصاد والتنمية. نتحاور لنُنهي كل الأسباب التي أوصَلت السودان لهذا المُنعطف. هذا هو تفكيرنا وإيماننا. وهذا هو مشروعنا الذي سنمضي فيه، وليس لدينا ما يسمى بالتفاوض وغيره، لأن موضوع التفاوض هذا نحن نفهمه، ومن حقنا إدارة حوار لأجل كل الشعب السوداي لتأسيس دولة حقيقية.

* إذن كيف تنظرون إلى دور الوفد الحكومي في المفاوضات ورئيسه (نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو حميدتي)؟

– الفريق أول محمد حمدان دقلو رجل سوداني، أراده البشير أن يكون قائداً لمليشياته، ليُمارس القهر، والآن البشير سقط وهو أصبح مكانه في المجلس العسكري مثل البرهان وغيره. وبالنسبة لنا نحن كحركة نريد الحوار معه لأنه هو الذي يملك السلاح وقواته موجودة على الأرض، وهم قالوا: (الآن البشير ما في ودايرين سلام)، نحن جرّبنا البشير في سبع جولات أبشي one وأبشي Two 2003 وإنجمينا 1 وإنجمينا 2 2004م وأبوجا فى 2006، ونحن كحركة جيش تحرير السودان، سنذهب للبحث عن السلام الحقيقي في حوارٍ وطنيٍّ ونطرح كل أجندة السودان بما فيها الدعم السريع وغيره في طاولة واحدة لنصل إلى حل أبديٍّ ودائمٍ في السودان. أما عن دورهم وأدائهم نحن لسنا جزءاً من الحكومة ولا نعترف بها، ولذلك لا تخصّنا، لكننا نرى أن الفريق أول حميدتي يبذل جهداً، ونحن حتى هذه اللحظة لم نجلس معه حتى يمكننا تقييمه، لذلك لا بد أن نجلس معه أولاً ونرى ماذا سيفعل، لكنني أؤكد مرة أخرى أننا لا نعترف بهذه الحكومة.

* يتردَّد حديثٌ كثيرٌ حول إبعادك من فرنسا، ما مدى صحة هذا الحديث، وهل فعلاً مُورِسَت عليكم ضغوط لإجباركم على التفاوض؟

– أولاً، الحديث عن إبعادي من فرنسا حديث لا أساس له من الصحة، ولم تُمارَس عليَّ أية ضغوط منذ وصولي إلى  فرنسا في العام 2006م. هذه دولة تُريد السلام، ونحن نعيش في دولة ديمقراطية، ولدينا مشروع وطرح. وفرنسا دولة حقوق مدنية، مارسنا حقوقنا فيها كمُناضلين، وفي أحلك الظروف حاولت الحكومة السودانية السابقة ممارسة ضغوط علينا غير أخلاقية وحاولوا تغيير إرادتنا. أما في فرنسا فلم يحدث لنا شيء من هذا القبيل، ومنذ العام  2006م أنا موجود هنا، وكانت هناك منابر كثيرة وأكثر من عملية سلمية، لكننا رفضنا الانخراط فيها جملة وتفصيلاً، وكان موقفنا أوضح من الشمس.

*إذاً من أين تأتي مثل هذه الأحاديث؟

–  مثل هذه الأشياء دائماً يقولها منسوبو الدولة الصّفوية والعقول الاستبدادية لاعتقادهم أنه في بلد النور والحرية (فرنسا) يتم التعامُل معنا كما يتعاملون هم بإبادة الناس وقتلهم. لذلك يرون أن فرنسا ستُعاملنا كما يعاملونا هم بالقهر والإبادة والقتل. ومن هنا أؤكد لك: (أن الفرنسيين  لم يفعلوا لي شيئاً وأنا هنا مقيم ولستُ لاجئاً كما سمعتم من الرئيس الفرنسي الذي ذكر هذا الحديث، وأنا قاعد أجدّد إقامتي و”فيزتي” بالطرق الطبيعية وليست هناك أي ضغوط تُمارَس عليَّ إطلاقاً). نحن كحركة لدينا مشروع ومبدأ، وضغوط الدنيا كلها لن تؤثر علينا وأنتم تعرفوننا في أبوجا وإريتريا وأروشا وأروبا. وفي كل هذه الأحوال والظروف لم تؤثّر فينا الضغوط والتهديدات والإغراءات سواء أكانت مناصب أو أموالاً، لأننا ناضلنا من أجل مشروع، ولن يُجدي معنا إغراء ولا تهديد، ولهذا أقول إن الحكومة السابقة تركت ممارسة هذه السياسات معنا منذ زمن طويل بعد أن فشلت عبرها في تغيير مواقفنا.

*  كيف تنظر لميزانية حكومة رئيس الوزراء د. حمدوك للعام 2020م؟

– أعتقد أن رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك معه أناس بعضهم (كويسين) جداً جداً، ولكنهم يجلسون في المكان الخطأ. لأنها أولاً حكومة مُحاصصة ولم تُبنَ على مخاطبة جذور الأزمة تاريخياً. لهذا أقول إن ما بُنِي على خطأ فهو خطأ. نحن نريد استعادة السودان، ونسعى ليعود الشعب السوداني ويجلس بجميع مُكوّناته العرقية والدينية والجغرافية لنؤسس حكومةً حقيقيةً، وبعدها تكون الميزانية لمواردنا الموجودة على الأرض وننشئ مؤسسات ندير بها مواردنا الاقتصادية، وبعدها ستُوضَع ميزانية جيّدة ومُشرّفة تَسُر أهل السودان.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى