الوطن والقوات النظامية !

الذي يهتف وهو في حالة انتشاءٍ “معليش ما عندنا جيش” قد يتوهّم أنّها مُجرّد عبارة مسجوعة عابرة لا تؤثر سلباً على المعنويات أو تترك أثراً سالباً في أعماق كل ضابط وضابط صف وجندي تَوَشّحَ بشرف القوات المُسلّحة وتشرّب بقيم وأخلاقيات وأدبيات الجيش في مُختلف ميادين الشرف والمَتَانة، داخل الكلية الحربية السودانية مصنع الرجال وعرين الأبطال، وفي جبيت، وفي مُعسكرات التدريب المختلفة، وهناك في مناطق العمليات حيث المعارك والمَلاحم التي لا يُشاهدها “الملكية” إلا كمقاطع وأفلام وهم نائمون تحت المُكيِّفات !

وتلك التي ترقص وتضحك ويعلو صوتها ساخراً من رجال الشرطة، وتهتف في وجههم “البلد دي حقّتنا” وكأنّما رجل الشرطة جسمٌ فضائيٌّ غريبٌ أو “مقطوعٌ من شجرة”! ثم لما يهجم “النيقرز” على الطرق والأسواق، ويهجم “البلطجية” على الأطباء في مُستشفياتهم، ساعتها يتذكّرون الشرطة وواجبها! هل رجل الشرطة إنسان آلي بلا مشاعر أو معنويات؟! وهل يظن ظانٌ أنّ هز صورة رجل الشرطة وإهانته أمرٌ لا ينعكس على أدائه وتفاعُله مع الأحداث؟!

فرسان جهاز الأمن والمخابرات “رجال الحوبة” وأصحاب التضحيات والأدوار النبيلة الكبيرة، كيف نستبيح حماهم ونَستسهل الإساءة لهم لمُجرّد أنّ أخطاءً وتجاوُزات وقعت من بعضهم هنا وهناك أثناء أداء مهامهم؟ نعم القانون فوق الجميع وإجراءات وأحكام القضاء محل احترام، لكن لماذا لا ننظر بعقلٍ وعدلٍ لمُجمل الصورة؟ “13” شهيداً سقطوا من ضباط وضباط صف وجُنُود جهاز الأمن والمخابرات خلال “الثورة”، أليس لهم أهل وزملاء وأبناء من حقِّهم أن يُقتص لهم من القَتَلَة؟ أمِنَ العدل ضياع دماء هؤلاء “سمبلة”؟

قوات الدعم السريع وما تتعرّض له من حَملة استهدافٍ وتشويهٍ، سبق أن كتبنا عنها وحولها عدة مقالات ولا تحتاج للمزيد، لكن الذي يجب أن ينتبه إليه الغافلون أنّ هز الثقة في القوات النظامية وتشويه صورتها والسخرية منها، أمرٌ متعد، ضرره عظيمٌ، قد تكون بعض ملامحه ظاهرة وبارزة بين أيدينا اليوم في المركز والولايات، ونحسب أنّ هذه بعض “المناظر” فقط! العاقل المُتعمِّق لا يحتاج زرقاء اليمامة ليرى المُصيبة التي تَلُوح وتقترب إن لم ننتبه ونعترف ونثوب ونتوب ونصحح المسار الوطني بعيداً عن الغباء والمزايدات .

خارج الإطار:

القارئ عثمان عبد الرحمن “ود سوار – شرق سنار” قال إنّ قرارات وسُلُوكيات الإقصاء السياسي في تصاعُدٍ مُستمرٍ، وهذا سيضر بالبلاد واستقرارها ويُولد ويغذِّي المرارات، وطالب السيد/ التوم هجو بإبراز سيرته الذاتية لأهل الوسط الذين يتحدّث باسمهم .

القارئ السر عبد الصادق قال إنّه يجب أن نغسل ضمائرنا ونُغيِّر ما بأنفسنا حتى يُغيِّر الله ما بنا، يجب أن نخرج من براثن التبعية العمياء فلسنا برجرجة ولا دهماء ولسنا بحجارة صمّاء، نريد قيادات سياسية جديدة تتمتّع بالكفاءة والإخلاص للوطن .

القارئ إبراهيم حامد “كسلا” قال إنّ من أكثر ما يُؤلم أنّه وبعد “64” عاماً من الاستقلال يوجد “3” ملايين طفل خارج فصول الدراسة! وقال إنه ينظر لكبار القوم والقادة العسكريين باستياءٍ وهم يحتفلون بالاستقلال والبلاد تُعاني التّخلُّف في الخدمات الأساسية كَافّة .

القارئ علي عثمان “إيلياء” وصلت رسالتكم .

الرقم 0912392489 مُخَصّصٌ للرسائل وليس الاتّصالات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى