رفقاً بالعدالة!! (2 – 2)

ولكي ندنو من تلك الآثار السالبة التي خلّفها سيف الدولة حمدنا الله في رحلته التي بدأها لإصلاح مَسيرة العدالة!! وحتى نَرى كيف صرنا ونحن نوكِل أمرنا إلى من لا يرقبوا في بلادنا إلاً ولا ذمّة.. فإن الصورة تكتمل مأساويتها عندما نرى كيف تلقى جمع من الموتورين المقال المبثوث في (السوشيال ميديا) وكيف تداولوه!!

خدم القاضي السابق أجندة الدهماء وهزم كل القواعد والأُسس التي يقوم عليها هيكل العدالة، ومن بينها عدم التطرُّق، حين طَفَقَ يُسيئ لأجمل وظيفة تقلّدها الإنسان – كما قال فولتير – والتي تستمد جمالها من كونها ذات توقير توشيه المُجتمعات وتبرزه افتراضاً لا يأتيه الظن ولا تلتبسه الشكوك…

قلنا إنّ هذه المواكب ذات الدفع السري لا ينبغي أن تقوم بتعيين القضاء والنيابة، هي لا تملك مثل هذا الحق، كما أنّ عقلها الحقيقي مَشُوبٌ بالغُمُوضِ والريبةِ والأجندات الماسون.. قلنا إن صناعة الصحيح لا تبدأ بمثل هذه (الأغلاط) وترافعنا صوناً لمبدأ استقلال القضاء وعطفاً على أن تلك الصورة العبثية لم نشهد لها أصلاً ولم تجد لها سابقة!!

كالطفل الكبير العنيد مضوا في مطالبتهم حتى آخر زعيق من أجل مولانا نعمات والحبر فلما جاءا.. رفعنا أقلامنا ..

فمولانا نعمات برغم كل اختلافنا بقوة مع الطريقة التي أفضت بها إلى المنصب، فإننا نرى أمر احترامها هو فعل لازم لا يتم تحقيق العدالة إلا به.. وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، لذا لم يكن ثمة مناص من احترام رئيس القضاء الجديد والتوقير ولتبقى كل الفرص مُتوفِّرة للمحاججة داخل الأطر للمؤسسية.

لكنهم لم يفعلوا..

ذات الأيدي والحناجر التي أتت برئيس القضاء عادت إلى (الجعّير)  و(السكليب) وبلا أدنى احترام لقيادة مؤسساتنا القانونية..

(انحنا الجبناك).

في لغة مُبتذلة ومنطق بائس بغيض، حملوا حملة قطيع واحد على المحكمة الدستورية لقبولها الطعن شكلياً في الوثيقة الدستورية..

حتى إن (البوشي) (بتاع الثقافة الذكورية) لم يفته ذلك المولد الذي افتتح مزايداته القاضي المحترم!!

فهتف:

(بلا قانون بلا زفت)!

كان في بوسته يتحدث عن أرفع المؤسسات وأنبلها بأوضع وأقذع الألفاظ.. وكلما جرت كلمة القضاء والقانون على لسانه ألحقها بـ(زفت)!!

فلنقل إن هذه دولتكم وإن من دونكم هم دونكم، لا حق لهم في التشريع ولا المُشاركة والاقتراب والتثوير!! فكيف يستقيم منطقاً وعقلاً أن تمضي دولتكم إلى الأمام وأنتم لا تحترمون صروح العدالة فيها؟

وكيف يمكن لنا اللواذ بالصمت ونحن نسمع مُخاطبتكم المستهترة لرئيس القضاء :

(استقلال قضاء ياتو يا العشا بلبن)؟!

 كانت تبحث للناس عن الحق في التدابير السليمة للقانون، بينما كانوا يسألون عن سيادة ألفاظ لا تليق حتى في أقذر غرزة بشوارع الرديف.. هالني أن لساناً ما يمكن أن (يستفرغ) مثل كل تلك الألفاظ التي أعف عن ذكرها في المُرافعات.. رصّها البوشي في بوست واحد وهو آمن في سربه ولا يخشى توبيخاً أو لوماً!!..

ورغم يقيني بأنّ النصح لا يُجدي والكلام معهم لا يُفيد، لأنّ من قرر المُضي إلى تلك الناحية سيجعل أصابعه في آذانه، وسيواصل هياجه والسباب، إلا أنه من الواجب أن تقول لطفاً ورجاءً وإلحافاً لهم أن المحافظة على كرامة القضاء وسُمعته واستقلاله يدعم النظام والديمقراطية، وأن من المُهم رؤية الناس للعدالة ليملأهم الإحساس بها وأن امتهانها لا يفيد دولتكم..

وسُوء الأدب معها لا يُعلِّي من شأنكم..

لن تنتصر المظلومية إن مضت في طريق التظالُم.. وقدر المصلحون أنّهم يصلحوا بعد الإفساد وليس المُواصلة في ذات الدروب..

وإلا فما الحاجة للثورة إن كانت ستُمارس التسفل وتمتهن الحريق!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى