Site icon صحيفة الصيحة

رئيس مؤتمر البجا المُعارض أسامة سعيد لـ(الصيحة)

 

حاورته بجوبا: شادية سيد أحمد

أسامة توفيق رئيس مؤتمر البجا المعارض، قبيل مُغادرته بساعاتٍ من العاصمة الجنوب سودانية جوبا إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، التقت به (الصيحة) في حوار المُكاشفة الذي أكّد من خلاله أن مسار الشرق لم يعزل أيِّ مكوِّن من مُكوِّنات الشرق، وتواصل مع المُكوِّنات كَافّة، بما فيهم موسى محمد أحمد، واتصلنا به  على  الرغم من القطيعة الطويلة، وقال إنّ زيارة النُّظّار رغم تقديرنا لهم  ولتخوفهم وحرصهم على النسيج الاجتماعي في الشرق، إلا أن  زيارتهم وُجِّهت توجيهاً سياسياً، والتوظيف السياسي أربك الموقف في جوبا وأضر به، في إشارة إلى أن موقف موسى محمد أحمد كان  الأكثر تشدُّداً من النُّظّار، وتوقّع أسامة أن يتم خلال أسبوع إعلان اللجنة التحضيرية للمؤتمر، وأضاف أن مسار الشرق غير مرهون بالمؤتمر، ونتوقّع أن يخرج المؤتمر بتوصياتٍ جيدةٍ بقضية السلام إلى الأمام، ورحب بأي مبادرة تُصب في إطار المُصالحة ونرفض انحرافها إلى أي مسار آخر خارج إطار القضايا التصالحية، مُشيراً إلى وجود تصريحات سالبة وليس في المصلحة، وأن تصريحات قِوى الحُرية والتّغيير ليس في المصلحة وتعرقل عملية السلام، في إشارة إلى أنّ هُناك أطرافاً من الحرية غير راغبة في تحقيق السلام ويعتبرونه خصماً عليهم، وقال إنّ دور إبراهيم الشيخ لم يكن إيجابياً في التفاوض، مُؤكِّداً على ضرورة عقد المؤتمر التصالُحي لشرق السودان بالخرطوم، في إشارة إلى وجود قضايا قومية، المركز له دور فيها.

رؤيتك حول المؤتمر التّصالُحي الذي تقرّر عقده وبسببه تم تعليق التفاوُض حول مسار شرق السودان لمدة ثلاثة أسابيع؟

من خلال مَوقفنا التفاوُضي، كانت لدينا رؤية مؤتمر البجا المُعارض، وأكدنا على ضرورة هذه الفكرة، مُستفيدين من التجارب السابقة ومن الأخطاء التي وردت فيها، مُحاولين تصحيح هذه الأخطاء وعمدنا على أن يكون هذا المؤتمر جُزءاً من الاتفاق في جوبا وهذا ما تم بالفعل، ووضعنا له إطاراً قانونياً دستورياً يلزم الحكومة بتنفيذ توصيات المؤتمر كافّة، فيما تم الاتفاق عليه، وفي هذه الحالة تكون كل مشاكل شرق السودان جُزءاً من الاتفاق، ولكن للأسف رغم تواصُلنا مع كل المُكوِّنات في الشرق والنُّظّار والعُمد وشرحنا لهم ما تم التوصُّل إليه، وأرسلنا وفوداً رفيعة لولايات الشرق الثلاث، ولم نعزل أية جهة، وتواصلنا معهم منذ فترة طويلة، حتى موسى محمد أحمد اتصلت عليه رغم القطيعة.

بدون مُقاطعة.. هل تعتقد أن مجئ العُمد والنُّظّار إلى جوبا كانت خصماً على مسيرة التفاوُض بما فيهم موسى محمد أحمد؟

كان التوجيه توجيهاً سياسياً، وهؤلاء النُّظّار آباؤنا وأعمامنا ولهم مكانتهم ونكن لهم كل التقدير والاحترام ونقدِّر قلقهم، وهم جُزءٌ من المُكوِّن الاجتماعي وقادة المجتمع الأهلي في شرق السودان، لكن التوظيف السياسي هو الذي أربك المشهد في جوبا.

عفواً، هل تقصد بذلك وجود موسى محمد أحمد ضمن وفد الإدارات الأهلية؟

وجود موسى محمد أحمد باعتباره رئيس حزب سياسي، لعب دوراً في ذلك، خاصّةً وأن دوره كان هو الأكثر تشدُّداً من النُّظّار، جلسنا إلى النُّظّار وكانوا مُتفهِّمين لما يدور، إلا أن موسى كان متشدداً، ونحن نُثمِّن قلق النُّظّار والعُمد على النسيج الاجتماعي، وأن لا تكون هناك فتنة في شرق السودان هذا محل تقدير واحترام، ولكن توظيف الأحداث سياسياً أضر بالموقف في جوبا، وأحدث ربكة، وأرسل رسالة سالبة للحكومة والوساطة وكل الأطراف.

هل تم تحديد موعد قاطع لانعقاد المؤتمر التصالُحي للشرق؟

ورد في الاتفاق على الموعد من خلال بيانٍ مُشتركٍ وقّعت عليه الأطراف المعنية “الحكومة والجبهة الثورية والوساطة”، والمُشاورات مُستمرة الآن، ونتوقّع خلال أسبوع أن يتم الإعلان عن اللجنة التحضيرية للمؤتمر.

هل تتوقّع أن يُحقِّق هذا المؤتمر النتائج المَرجوّة؟

رؤيتنا للمؤتمر هو مؤتمر يُناقش قضيتن، هي السلم الاجتماعي والمُصالحة، وبمُوجب مخرجات المؤتمر تعقد مُصالحات عامة في شرق السودان.

في حال فشل هذا المؤتمر في تحقيق المُصالحات المطلوبة، ما هو مصير التفاوُض حول مسار الشرق؟

مسار الشرق غير مرهونٍ بنجاح المؤتمر أو فشله، يأتي المؤتمر في إطار المُشاورات، والمسار سيتسمر خلال ثلاثة أسابيع لأنه نتاج لاتفاق واستحقاق تم التوقيع عليه بين الحكومة والجبهة الثورية، ونتوقّع أن يخرج المؤتمر بنتائج إيجابية تسهم في التصالُح والمُصالحات وبالتالي في عملية السلام.

تبنّت جامعة الخرطوم فكرة عقد المؤتمر التصالُحي لشرق السودان  ما رأيك.. هل هذا الحديث مقبول بالنسبة لكم؟

نحن نرحِّب بأية مُبادرة في إطار عنوان المؤتمر “مؤتمر لمناقشة القضايا”، التي لم ترد في مسار التفاوُض والمُصالحة، ونرفض انحراف مسار المؤتمر إلى أيّة قضايا أخرى أو مُحاولة نقل مسار التفاوُض للداخل، ونعول على جامعات الإقليم، لأنّها مُلمة بقضايا الإقليم أكثر من غيرها وتسهم في العملية التصالُحية، وهناك تصريحات مُزعجة تُوسِّع الشِّقة بين الجبهة الثورية والحُرية والتّغيير مثل المُطالبة بنقل المسارات، غير واضعين في الاعتبار أنّ هذا اتّفاقٌ دوليٌّ وبشهود دوليين، وأنا أرى أنّ تصريحات الحُرية والتّغيير لا تخدم قضية تحقيق السلام وتخدم أجندات أعداء السلام.

ما هو الغرض من هذه التصريحات من وجهة نظرك؟

هو بالطبع غرضٌ سياسيٌّ، وعدد من أعضاء الحُرية والتّغيير ترى أن تحقيق السلام خصمٌ عليهم وعلى مكاسبهم، ونحن نرفض، توجُّه بعض أطراف الحُرية والتّغيير غير راغبة في تحقيق السلام وتعرقل عملية السلام.

مَن هُم هؤلاء الذين يعرقلون عملية السلام؟

لا أريد أن أذكر أسماءً، ولكن هناك أطراف من قوى الحرية والتغيير غير راغبة في تحقيق السلام الشامل الذي يُخاطب قضايا الهامش، ومن يُراقب تصريحات الحرية والتغيير ينظر أن هناك عقلية مركزية تُريد أن تستأثر بالسلطة وترغب في أن يُحكم السودان من الخرطوم، هي موجودة داخل الحرية والتغيير بشَكلٍ صَارخٍ.

وجود إبراهيم الشيخ داخل التفاوُض هل له علاقة بما تتحدّث عنه؟

إبراهيم الشيخ صديق شخصي وتربطني به صولات وجولات من النضال ضد النظام السابق، لكن الشئ المُؤسف أن دوره من خلال جولة التفاوُض لم يكن إيجابياً، ولم يسهم في تسريع عملية التفاوض، بل بعض آرائه كانت عقبة أمام التفاوُض.

في تقديرك ما هو المكان المُناسب لعقد المؤتمر التصالُحي؟

هذا المؤتمر ليس مؤتمراً شعبياً، هو مؤتمر يُخاطب قضايا قومية، السلم الاجتماعي، والحكومة تلعب دوراً كبيراً فيه، وهناك وزارات مُتخصِّصة لها علاقة بالمؤتمر، وحتى يجد الزخم المطلوب نُفضِّل أن يُعقد هذا المؤتمر في الخرطوم.

تم تعليق مسار شرق السودان لمدة ثلاثة أسابيع وبالأمس مسار الحركة الشعبية جناح عبد العزيز الحلو لأسبوعين، هل ظاهرة تعليق المسارات صحية ويُمكن أن تخدم سير التفاوُض؟

أكيد ظاهرة صحية، وهو لمزيدٍ من المُشاورات والحوار في كثيرٍ من القضايا خَاصّةً فيما يتّصل بمنبر الحركة الشعبية، وتحقيق السلام في السودان أولوية وهو أحد شعارات الثورة التي هي في عامها الأول، وللأسف لم يتحقّق السلام، وكنا نظن نحن في الجبهة الثورية بأن تحقيق السلام والتحوُّل الديمقراطي سيسيران جنباً إلى جنبٍ، وكانت لدينا حوارات كثيرة مع الحُرية والتّغيير قبل تشكيل مُؤسّسات الفترة الانتقالية، لكنها نكصت عن هذه الاتفاقات واتّجهت إلى الديمقراطية وأهملت السلام، إلا أننا نُؤكِّد ان السلام قادمٌ والأطراف جادّةٌ في تحقيق السلام.

هل هناك تقدم بالجولتين السابقين؟

من خلال تجربتي التفاوُضية، هذه المُفاوضات ذات طابعٍ مُغاير عن النهج السّابق، وفي هذه الجولة أنجزنا أشياءً كثيرة لم تُحقِّق منذ سنوات، وهناك تقدم من جولة إلى جولة، وهذا بإرادة وجدية الطرفين في تحقيق السلام الشامل، ونتوقع خلال الفترة المُحدّدة لإعلان جوبا أن نتوصّل إلى اتفاق شامل.

إضاءات حول الموقف التفاوضي لمسار شرق السودان؟

نحن تقدّمنا بموقف تفاوضي مُشترك، الجبهة الشعبية المتحدة ومؤتمر البجا المعارض، وتقدّمنا بورقة تفاوضية واحدة وحدّدنا موقفاً مُوحّداً يتناول أربع قضايا، الملف السياسي والاقتصادي وملف لمراجعة اختلالات اتفاقية شرق السودان وملف الأرض والسدود.. الملف السياسي قائمٌ على نظام الحكم نسبةً لأنّ مُشكلة السودان في جوهرها هي أزمة حكم، وطالبنا أن يتمتع شرق السودان بوضع إداري مُميّز يُتيح له رفع التهميش عنه، لذلك طالبنا بالحكم الذاتي في إطار الدولة السودانية المُوحّدة وفرض السيادة على موارد الإقليم، لأنّ الشرق ينال نصيباً غير عادي، وطالبنا بتقييم مشروعات صندوق إعمار الشرق عن طريق تشكيل لجنة تحقيق مُستقلة لمُراجعة أموال الصندوق، وعلى إنقاص هذا الصندوق طالبنا بصندوقٍ جديدٍ وبأفكار جديدة، وتأسيس بنك الشرق يُموِّل المشروعات، والصندوق السابق ارتكب أخطاءً كبيرة لا نُريد أن نقع فيها مرةً أخرى.

مؤتمر البجا المُعارض هل يضم كل البجا؟

مؤتمر البجا تأسّس في الخمسينات نتيجةً للاختلال بعد خروج المُستعمر، والدولة لن تؤسس بصورةٍ عادلةٍ وكان قائماً على مُرتكزات أساسية ما زلنا نُطالب بها، للأسف تصدّع وحدثت به انشقاقات، نحن جزء من مؤتمر البجا ولسنا دخلاء عليه، والنظام البائد كان يتلاعب بقضية الشرف، خرجنا وأسسنا هذا الحزب باسم مؤتمر البجا الاسم التاريخي وحملنا راية البجا إلى أن أوصلناها إلى هذه النقطة ووقّعنا باسم مؤتمر البجا.

Exit mobile version