رفع الدعم عن السدود

 

تتباين الأرقام في شأن حقيقة الإنتاج الكلي للطاقة الكهربائية في بلاد النيل والشمس والشلالات، لكن ربما يتفق الجميع على أنه ﻻ يتجاوز الثلاثة آلاف ميغاواط، صحيح أن حصيلة طاقتنا الكهربائية قبل التسعينيات كانت دون الستمائة ميغاواط، على أن ما بذل  خلال عهود الحكومات الوطنية دون الطموحات لدولة تتحدث عن النهضة الاقتصادية.. و… و….

* فإذا أردت، يا رعاك الله، أن تتعرف على اقتصاد بلد، فانظر إلى كمية الطاقة المنتجة في هذا البلد، على أن قوة الاقتصاد هي بمقدار ماكينات الإنتاج المتحركة، فعلى قدر كمية طاقتك تدور ماكينات إنتاجك، وعلى قدر أهل العزم تكون العزائم.. و…

 

* سأعطيكم بعض قراءة لطاقات بعض الاقتصادات، مقارنة مع طاقة اقتصادنا وماكيناتنا المؤجلة، فبينما حصيلة طاقتنا الكهربائية في حدود ثلاثة آلاف ميغاواط، ونحن أمة نذهب إلى الأربعين مليون نسمة، نجد في المقابل إمارة مثل إمارة دبي تحوز على خمسة عشر ألف ميغاواط، ودولة العم أردوغان فوق الثلاثين ألف ميغاواط، ومصر برغم أزمتها الأخيرة تنتج طاقة كهربائية فوق الخمسة وعشرين ألف ميغاواط، غير أن إمبراطورية مثل الوﻻيات المتحدة الأمريكية تمتلك طاقة تفوق مئتين وخمسين ألف ميغاواط.. و…

* وحتي الثلاثة آلاف ميغاواط التي ننتجها، وهو رقم عند الكثيرين متفائل وغير دقيق، فحتى هذا الرقم على ضعفه مقارنة بالآخرين، تعتريه بعض المنغصات عند انحسار النيل مرة، ومرات على أيام تفاقم عمليات الإطماء، فتجده ﻻ يحتمل حموﻻت الصيف المتضاعفة، حيث يكثر الطلب على الطاقة كما الأزمة التي نعيشها هذه الأيام، فالأزمة أكبر من توفير طاقة مبردات هواء لشهر النوم والصيام، ولكنها أزمة مستقبل بلد وحياة أمة وأجيال، ومما زاد طين الأزمة بله، هو أننا، بغبائنا وغفلتنا وغياب خطتنا الإستراتيجية، جعلنا الريف المنتج أكبر مستهلك للطاقة المنزلية وليس الزراعية، تحدثت كثيراً في هذا السياق عن الريفيين الذين تخلصوا من حظائر ماشيتهم  لصالح اقتناء الأجهزة الكهربائية والانضمام إلى مستهلكي الألبان المجففة المستوردة!!

* ﻻ يمكننا الحديث عن اقتصاد متطور طموح جموح، إلا وفق رؤية تخطيطية اقتصادية طموحة متقنة، تبدأ بالبحث في إمكانية وصول إنتاجنا من الطاقة الكهربائية في أقل فترة ممكنة إلى عشرة آلاف ميغاواط، وذلك على أقل تقدير.. و…

* وهذا الرقم المتواضع بحساب طاقة الاقتصادات التي من حولنا، يتطلب الذهاب أكثر في إنتاج الطاقة الكهربائية النظيفة الرخيصة، بمعنى تحويل كل شلالاتنا التي على النيل إلى سدود منتجة للكهرباء، من لدن شلال السبلوقة شمال الخرطوم إلى سد كجبار وما بينهما من شلالات ومصبات مياه قابلة لإنتاج الطاقة الكهربائية.. و… و….

* وهذا بدوره يحتاج إلى إرادة حكومية ويقظة جماهيرية وطنية، يمهد لها وفق خطة إعلامية محكمة، ليرتفع وعي الشعب إلى ارتفاع الطاقة الكهربائية المنشودة، ومن ثم ترتفع مقامات بلادنا إلى الاقتصاد والأشواق المرجوة، لتجد أمة المشروع موطئ قدم بين الأمم في عالم الطاقات المتجددة والمتعددة…

ولكن كيف السبيل إلى رفع القيود على إنتاج الطاقة المائية ومن بين مكونات الحرية والتغيير حزب مكافحة السدود…

وليس هذا كلّ ما هناك…

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى