Site icon صحيفة الصيحة

لقاء الشقيقين.. نهاية قطيعة وبداية مرحلة

 

تقرير: صلاح مختار

نجحت مبادرة د. جعفر أحمد عبد الله القيادي بالحزب الاتحادي الأصل في إبرام مصالحة تاريخية بين الشقيقين جعفر الميرغني وشقيقه محمد الحسن بعد قطيعة سياسية بين الاثنين استمرت على مدى سنوات طويلة، تركت إيقاعات موجعة، وخلقت أجواء من الإحباط والقنوط في ساحة الحزب والطريقة الختمية. وظل د. جعفر يعاود الكرة مرة تلو الأخرى في سياق تحقيق مبادرته للتلاقي بين الشقيقين دون أن يدب اليأس في جوانحه حتى تحقق حلمه في لقاء السيدين جعفر والحسن بدار أبو جلابية . وطبقاً لما نقلته المجهر أن د. جعفر كان حريصاً على قيام هذه المبادرة بصورة فردية دون إشراك أي من الطرفين في صف الحسن أو جعفر في تحركه حتى يتسنى ضمان النجاح المأمول في الوصول إلى الهدف المنشود وخوفاً من ظهور ثقوب الفشل بوجود بعض العناصر في مشروع المبادرة.

رؤية عميقة

ويقول د. جعفر: (كنت أعلم خطورة انعكاسات وإخفاق هذه المبادرة إذا فشلت على مسار الحزب والطريقة، ومدى استثمار البعض لهذه النتيجة، لذلك كنت حريصاً على عنصر التكتم والسرية في عملي، ولقد اتصلت بالسيد جعفر في بداية الأسبوع المنصرم وحاورته كثيراً حول ضرورة حل النزاع مع شقيقه الحسن إنطلاقا من رؤية عميقة ومسؤولية، وجدت تفهمًا مشجعًا منه، وبذات القدر تحصلت على موافقة الحسن.

وفي الموعد المحدد كان لكل من الأخوين موعد مختلف عن الآخر، لكنهما قاما بإلغاء تلك المواعيد احتراماً منهما لمبادرة الصلح والالتقاء بينهما.

قيمة اللقاء

ويروي د. جعفر بالقول: لقد حرصت بعد ذلك على تنظيم لقاء منفرد بين الشقيقين حتى شخصي قرر الخروج من هذا الاجتماع، لأنني أدرك قيمة اللقاءات المغلقة في حالة العبور إلى التصالح، فهي تلعب دوراً هاماً في عودة المياه إلى مجاريها وقد كان.

طي الكتمان

ورغم أن تفاصيل اللقاء حتى الآن في طي الكتمان، ولم تُملّك لقواعد الحزب، فإن القيادي بالحزب الاتحادي ميرغني مساعد في حديثه لـ(الصيحة) يرى بصورة عامة أن الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل وقياداته، والهيئة القيادية، يثمنون لقاء المصالحة ومباركته.

وقال: سينعكس بالتأكيد على مستقبل الحزب الاتحادي الديمقراطي، إذ أنه لا يكون هنالك خلاف بين السيدين جعفر والحسن الميرغني، لأنهم إخوة، والخطوة بالتأكيد مباركة.

وقال: سنعمل على مساندته بكل الطرق المتاحة لنا. وقطع بأن خطوة المصالحة بين السيدين سيكون لها ما بعدها في المصالحة الاتحادية وسينعكس على الفصائل الاتحادية الأخرى، وقال: (الناس تسأل إذا كنا لا نستطيع أن نصلح بيتنا، فكيف نصلح الآخرين، ولذلك نثمن اللقاء ونباركه).

إدارة المصالحة

ربما الطريقة التي أدار بها د. جعفر في إفاداته بأنه كان حريصًا على قيام هذه المبادرة بصورة فردية دون إشراك أي من الطرفين في صف الحسن أو جعفر في تحركه حتى يتسنى ضمان النجاح المأمول في الوصول إلى الهدف المنشود, انعكس ذلك في عدم إلمام بعض قيادات الاتحادي بفحوى اللقاء، لأنهم بعيدون عن الصورة، وهو ما عبر عنه القطب الاتحادي يسن عمر حمزه الذي قال لـ(الصيحة) بأن الخبر حتى الآن ليس فيه أي تفاصيل، لأنه يرى أن الحسن ذهب معه د. جعفر محمد عبد الله فقط دون الآخرين.

بيد أنه أكد أن الخطوة في حد ذاتها مطلوبة، وتصب في خط الحزب، وقال: حتى الآن لم يظهر أي بيان بغرض الزيارة هل هي سياسية أم للتحية والمجاملة.

هدف معلن

وذكر يسن أن الحزب الاتحادي منذ وقت بعيد يبحث عن المصالحة ولم الشمل الاتحاديين في وحدة واحدة، وبالتالي الخطوة تصب في مصلحة الاتحاديين وفي مصلحة البلد في المقام الثاني، ونحن نتمنى أن يتوحد الاتحاديون تحت راية واحدة تحت راية محمد عثمان الميرغني.

وأضاف: (منذ زمان كنا نبحث عن ما يجمع الاتحاديين) وقال: نحن دعاة وفاق وطني، وبالتالي من باب أولى أن نكون في وفاق مع بعضنا البعض. وأكد أن الخطوة تتماشى مع خط الحزب الذي يدعو إلى الوفاق الوطني، ونتمنى أن يكون اللقاء فاتحة خير لجمع شمل الاتحادي، وقال: نثق ثقة كاملة بأن الاتحاديين في المرحة المقبلة سيستمعون لكل صوت يدعو إلى الوحدة ولم الشتات. وأضاف: أتمنى من الاجتماع أن يتمخض عن وفاق ويكون فاتحة خير لوفاق شامل، والنفاذ إلى الوحدة الاتحادية، وهو الهدف المعلن لكل الاتحاديين.

الأحزاب الوسطية

واعتبر القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي المسجل محمد الأمين مصطفى لـ(الصيحة)، خطوة المصالحة اللبنة الأولى في طريق وحدة الاتحاديين، وقال: نحن في الحزب الاتحادي المسجل نبارك المصالحة التي تمت  بين ابني محمد عثمان.

وأضاف: أي شخص ينتمي للحزب الاتحادي الديمقراطي يكون برنامجه الوحدة خلال الفترة المقبلة ومن البرامج الأساسية المفروض أن يعمل عليها أي فصيل من الفصائل الاتحادية لجهة أن برنامج الفترة المقبلة، هو برنامج وطني والعمل الوطني عندما نقول نقصد به الحزب الاتحادي الديمقراطي الذي يملك قاعدة جماهيرية عريضة، وهو حزب الوسط السوداني، ويؤلف ما بين اليمين واليسار. وقال: مهمة الفترة المقبلة مرحلة الأحزاب الوسطية.

قضية وطنية

وقال مصطفى: لا نقول الفصائل الأخرى تذهب للانضمام للحزب الأصل، وإنما لدينا قضية وطنية موضوعة في الوسط، نذهب كلنا سوياً كي نلتقي في النقطة الوسطى، وهي نقطة العمل الوطني، وهو السودان، ولذلك نقول تلك خطوة جادة.

وأشار إلى مساعٍ كبيرة تقوم بها لجان متخصصة داخل الوسائط تسعى إلى وحدة الأحزاب الاتحادية، وقال: أتمنى من أبناء محمد عثمان الميرغني السعي أيضا  مع أشقائهم الآخرين في الفصائل الأخرى لتحقيق الوحدة في فترة قريبة وعاجلة، لأن الفترة الانتقالية زمنها محسوب والأحزاب تعمل على قواعدها، ومن المفروض الحزب الاتحادي يضطلع بدوره الوطني.

وذكر: نحن في الحزب الاتحادي المسجل نؤمن على مصالحة ابني محمد عثمان، وعلى كل الفصائل الاتحادية السعي الى تحقيق الوحدة الاتحادية في القريب العاجل .

Exit mobile version