أبناء (الميرغني) في الخرطوم.. هل من جديد؟

 

تقرير: عبد الله عبد الرحيم

وصل نجلا رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي، الأصل السيد محمد عثمان الميرغني، محمد الحسن وجعفر الصادق، إلى الخرطوم أمس الأول، مبعوثين من والدهما بهدف تنفيذ مهام حزبية، تتعلق بتفعيل العمل السياسي للحزب ومبادرة للوفاق السياسي. وقد تم استقبالهما بمطار الخرطوم من قبل جموع غفيرة فيما انتقلت من بعد لمسجد الختمية بالخرطوم بحري لحضور الحولية السنوية للسيد الميرغني، ولقاء الحضرة الذي أقيم على شرف الزيارة.  ولا يغفل البعض أن إحدى أسباب الزيارة تكمن في المستجدات السياسية التي طرأت على الساحة السياسية عقب سقوط النظام، وقد شهدت الساحة تحركات ماكوكية لكل القوى السياسية التي تجتهد لإيجاد ذاتها من خلال الحراك الكثيف ولاستشراف المرحلة الانتخابية المقبلة. ولذلك ترى قيادات داخل الحزب الكبير أن زيارة الحسن وجعفر تأتي لهذا الغرض تحديداً ولإعداد الحزب لتلك المرحلة.

كاريزما وحضور

وقد خرجت جماهير الحزب لاستقبال أبناء الميرغني مساء أمس، جماهير غفيرة عبرت عن أملها وأشواقها في إعادة الوحدة الاتحادية ودمج الأحزاب التي تفرقت في وقت سابق وإعادتها لأصلها تحت القيادة الجماهيرية لمولانا محمد عثمان الميرغني.

فيما تعالت أصوات الجماهير معبرة عن فرحتها وتقديرها لابني الميرغني بعبارات وثناءات حفظوها عن ظهر قلب لأكثر من (51) عاماً بحسب قول أحد المريدين الذي أكد لـ(الصيحة) بأنه بايع الميرغني منذ 1968 ولا زال متمسكاً ببعيته. والرجل الذي ناهز السبعين كان يتحدث وعيناه تلمعان بالبشر فرحاً، مؤكداً أن عودة ابني الميرغني تؤكد أن السودان سيمضي في الطريق الصحيح لحل جميع مشاكله، مشيراً إلى أن أصل مشكلة السودان تكمن في الذي حدث في السجادة والطريقة الاتحادية بعد أن عبث بهما النظام السابق وجزّأهما لأكثر من ثمانية أحزاب وفرقة.

فيما يرى البعض أن الكاريزما التي يتمتع بها الحسن الميرغني تؤهله لإنجاز هذه المهام وباستطاعته أن يوحد القبيلة الاتحادية تحت راية السيد محمد عثمان الميرغني بعد تفرقها.

لقاء الحولية

وقد سبق جعفر الصادق شقيقه إلى مسجد الختمية عقب وصولهما للبلاد من العاصمة المصرية القاهرة، وقد شاركا جميعهما في (الحولية) التي شاركت فيها جموع غفيرة من الاتحاديين والختمية. وأكد جعفر خلال لقاء قيادات الحزب من داخل قبة المسجد أن والده كلفه بإعادة هيكلة الهيئة القيادية العليا للحزب ودعوتها للانعقاد بتشكيلها الجديد برئاسته.

وترى جماهير الحزب أن ابني الميرغني الحسن الميرغني، وجعفر الصادق، بكاريزماهما قادران على قيادة الحزب للوحدة بعد إعادة هيكلته حسب وصايا السيد الميرغني لهما. ولكن قلة من يرى بأن مكوث السيد الميرغني القائد والملهم للاتحاديين بالخارج يمثل عقبة كبيرة جداً في إطار لملمة مشاكل وقضايا الاتحاديين المتبعثرة لأكثر من ثلاثين عاماً.

وكان رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل مولانا محمد عثمان الميرغني قد أصدر قراراً بإعادة تشكيل الهيئة القيادية للحزب، ووجه الميرغني وفقاً لبيان بدعوة الهيئة القيادية للحزب للانعقاد برئاسة نائب رئيس الحزب جعفر الصادق الميرغني.

لم الشمل

وقد كلف رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل ومرشد الختمية مولانا محمد عثمان الميرغني نجله الحسن الميرغني بإدارة الحزب بالداخل. وقال مسؤول الإعلام بالحزب إيهاب فتحي شيلا، إن الميرغني كلف الحسن بلم شمل الحزب استعداداً للانتخابات، وللوفاق السياسي العام وداخل الحزب.

وتجد مبادرة الحزب ترحيباً واسعاً من كافة القيادات السياسية فيما لا زالت الأزمة السودانية السياسية تراوح مكانها. ولكن جماهير الحزب التي أخذت باكراً مواقعها خلال الحضرة وحولية الميرغني ببحري، ترى أن الوحدة الداخلية للحزب هي مفتاح العمل السياسي الناجح لكل المكونات السياسية بالبلاد، وعزوا هذا الأمر إلى أن كل القيادات السياسية عقب الثورة اجتمعت بالبلاد في وقت غاب فيه الميرغني لوحده، ورغم ذلك لم تجد الحلول التي طرحتها القوى السياسية الترحيب آملين في أن تجد مبادرة الميرغني الاهتمام من كل الفئات، ولأنها جاءت شاملة لكل الأزمة السودانية.

مؤتمر الحزب

ومن قبل، دفع الميرغني بقوة في اتجاه وحدة الاتحاديين والذين انشقوا عن الحزب. وقد تلقت قيادات رفيعة ووسيطة، دعوات للتشاور حول انعقاد مؤتمر عام استثنائي للحزب الاتحادي الديمقراطي “الأصل” تحت زعامة محمد عثمان الميرغني. وكانت قيادات من الحزب طالبت رئيس الحزب بتحديد موعد قاطع لإقامة المؤتمر العام للحزب.

وكشفت مصادر من الاتحادي أن الدعوة للمؤتمر الاستثنائي وجدت إشارة خضراء وموافقة رئيس الحزب محمد عثمان الميرغني، فيما أشارت إلى أن المؤتمر سيعقد بالعاصمة المصرية القاهرة أسوة بآخر مؤتمر انعقد هناك “مؤتمر القناطر” في العام (1994)، وتتداول قيادات الحزب في نطاق ضيق كيفية تحديد المواعيد لقيام المؤتمر والمشاركين فيه، لكن المصادر أشارت إلى أنه يجد دعماً من السيد الحسن الميرغني نائب رئيس الحزب ورئيس قطاع التنظيم مساعد رئيس الجمهورية.

تحركات واتصالات

وكشف الاتحادي (الأصل) عن تحركات واتصالات مكثفة يقودها مع قيادات وفصائل الحزب الاتحادي من أجل لم الشمل ووحدة كيان الحزب، مؤكداً أن التطورات التي تشهدها الساحة تستوجب الوحدة وعدم التجزئة، قاطعاً بوجود تجاوب من قيادات كبيرة أبرزهم “إشراقة سيد محمود”.

وقال القيادي بالحزب ميرغني مساعد في تصريحات له، أن الاتصالات وجدت تجاوباً من قيادات مجموعات الحزب أبرزها إشراقة سيد محمود وعلي السيد والشريف الهندي، مشيراً إلى أن الوحدة خير سند للحركة الاتحادية والسودان بصورة شاملة.

وأشار مساعد إلى وجود تحركات وجهود لتشكيل لجنة من أجل لم الشمل توطئة لعقد مؤتمر عام للحزب، داعياً جميع فصائل الحزب من أجل العمل لوحدة الحركة الاتحادية كما كانت في العام 1967م. وأفلحت الجهود التي بذلها الحزب الاتحادي (الأصل) للم الشمل مؤخراً في توقيع اتفاق مع الاتحادي (المسجل) للوحدة، ووقع إنابة عن (الأصل) جعفر الميرغني وعن الأخير السماني الوسيلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى