المشير البشير !

 

الرئيس السابق سعادة المشير عمر البشير يستحق من السودانيين – بحق وحقيقة – كل تقدير واحترام وإكرام، فقد قاد الرجل البلاد لثلاثة عقود تمكن خلالها من إنجاز العديد من المشروعات والبنيات مما لا يمكن إنكاره ولا يليق تبخيسه، لم يخُن ولم يبِع ولم يتقاعس، لم يكنز ولم يغتنِ ولم تمتد يده لمال عام ولم يفتح خزائن الدولة لأهله وعشيرته وأصهاره ليرتعوا فيها، بل كان مُخلصاً وحازماً ومُجتهداً، أصاب هنا وأخطأ هناك مثله مثل أي قائد عظيم مهموم بوطنه وشعبه، في إكرامه واحترامه احترام لأنفسنا ورفع لقيمتنا .

الحكم الذي أصدرته المحكمة المعنية بالنظر في الاتّهامات المُوجّهة للبشير بالفساد المالي والثراء الحرام وحيازة وتداوُل نقد أجنبي بطريقة غير قانونية، أثار جدلاً في حيثياته واستشهاداته، وأعلنت هيئة الدفاع عن استئنافها للحكم والذي وصفته بالسياسي، وعلى هامش ذلك نقول إن جوهر الحُكم لم يقطع بأن البشير سرق أو اغتنى، بل حتى “المكرمة” التي تسلّمها من أحد القادة العرب لم يدخل منها دولار في جيبه أو حسابه، إذ تصرف فيها وفق تقديراته وصلاحياته كرئيس دولة وتم التفصيل في المحضر أين صُرف ما صُرف .

رفْض البشير تقديم أسباب للمحكمة لتخفيف الحكم عليه يتّسق مع شخصيته كضابط رفيع بالقوات المسلحة، حمل على أكتافه أرفع الرتب وخاض أشرس المعارك في الأطراف والأحراش وقاد الجيش في ظروف صعبة ومعقدة، وهكذا الرجال الذين تخرجوا في مصنع الرجال وتشربوا قيم الانضباط والمتانة وعدم “رمي الجيش”وتسويد تاريخه، وحقٌ للقوات المسلحة، بل وكافة القوات النظامية أن تفخر بهذا القائد التاريخي العظيم برغم ما تخلل فترة حكمه من بعض السلبيات والمظالم والأخطاء في التقديرات البشرية .

مهما يكن المُرتجى والمُنتهى، فإن القضاء السوداني يبقى محل ثقتنا واحترامنا واعتزازنا، ومهما يكن حصاد تجربة الثلاثين عاماً يبقى البشير كذلك محل ثقتنا واحترامنا، فلنجدد ولنؤكد احترامنا لقضائنا الوطني ولرموزنا الكرام، ولننصرف لمعركة البناء والنهوض بوطن أثخنته الجراح وتتهدده المكائد والفتن ومحاور الشر الخبيثة .

خارج الإطار:

القارئ الهادي محمد علي أبو شامة يقول ان الشعب عندما خرج في ثورة ديسمبر 2018م لم يخرج ضد الدين وإنما خرج من أجل “العجين”، لم يخرج ضد القيم والأخلاق وإنما خرج مُغاضباً ضد الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الضاغطة، فليبتعد العلمانيون عن تزوير إرادة الشعب، ولتلتفت الحكومة إلى قضايا الشعب وهمومه .

القارئ مزمل محمد علي “عطبرة” قال: هذا زمان يُخوَّنُ فيه الأمين ويُصدَّقُ فيه الكاذب، تحية واحترام للرئيس السابق عمر البشير الذي اجتهد وأنجز وبنى وعمَّر وتمّت مُحاكمته مُحاكمة سياسية بدلاً من تقديره واحترامه كرمز وطني، ويبقى المحبس بالنسبة للمؤمن خلوة وجنة كما وصفه شيخ الإسلام ابن تيمية .

القارئ محمد بشير محمد عثمان قال إنّ كل ما يهمه ويشغل باله أن يَجتمع السُّودانيون ويتّفقوا على ما فيه خير بلادهم وصلاح حالها ويعملوا معاً على بناء بلادهم وتعميرها والنهوض بها، وسأل الله تعالى أن يُجنِّب البلاد الفتن والمِحَن ما ظهر منها وما بَطَن، وأن يُوفِّق ولاة الأمر لما فيه خير البلاد وصلاح العباد .

الرقم 0912392489 مخصص لرسائلكم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى