Site icon صحيفة الصيحة

حسم تفاصيل ساعات عصيبة من عمر جولة التفاوض في يومها الخامس

تمديد إعلان حسن النوايا

الحكومة: ليست هناك ضغوط دولية لتحقيق السلام.. الضغط وطني ليس إلا..

جوبا: شادية سيد أحمد

في جولة حسمت الكثير من اللغط حول الوصول إلى سلام من خلالها  أو عدم ذلك.. جولة استمرت زهاء الثلاث ساعات  في  اليوم الخامس لبداية التفاوض الذي بدأ في العاشر من الشهر الحالي من خلال جلسة كانت مملوءة بالأمل في تحقيق السلام خلال فترة قصيرة،  إلا أن الظروف والتعقيدات حالت دون ذلك مما دفع الجميع للتوافق على تمديد إعلان جوبا لشهرين تستمر حتى الخامس عشر من فبراير 2020 كأقصى حد لتحقيق السلام، وبذلك تكون الفترة التي حددتها الوثيقة الدستورية لتحقيق السلام والمحددة بالستة أشهر الأولى من عمر الحكومة الانتقالية قد اكتملت، جلسة كانت فيها أعصاب الجميع مشدودة مفاوضين وإعلام وكل من هو موجود بمقر التفاوض انفضت مرتين وعاودت الانعقاد مرة أخرى إلى أن خرجت بقرار التمديد وكانت بحضور كل الوفد الحكومي بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو رئيس الوفد الحكومي ورئيس الجبهة الثورية دكتور الهادي إدريس وفريق الوساطة بقيادة المستشار توت قلواك.

متابعة شخصية من سلفاكير

خرج رئيس وفد التفاوض توت قلواك على أجهزة الإعلام التي امتلأت بها باحة القاعة قائلاً إن النقاش اليوم تمركز في محورين المحور الإنساني وقضايا النازحين والمتضررين من الحرب في مناطق دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان تمت مناقشة هذه القضايا مع اللجان المشتركة على أن تواصل نقاشها الأحد، وتقوم برفع تقريرها غداً الإثنين للاجتماع الرئيسي الجبهة الثورية والحكومة.

والمحور الثاني الذي تم التشاور حوله هو إعلان جوبا الموقع في الرابع عشر من أكتوبر الماضى وانتهت فترته وقمنا بالتجديد مرة أخرى لمدة شهرين ابتداء من تاريخه وحتى الخامس عشر من فبراير 2020، وأكد توت على التزام حكومة الجنوب وبمتابعة شخصية من الرئيس سلفاكير لمركز التفاوض أكد على ضرورة الاهتمام بسلام السودان والعمل على تحقيقه وأن الشعب السوداني لابد أن يصل إلى سلام شامل في بلده الثاني جوبا، ونؤكد على حاهزيتنا لذلك، وأنه في القريب العاجل سنوقع على سلام السودان الشامل وتعم الاحتفالات جوبا والخرطوم.

التمديد لا يعني التباطؤ.. السلام صمام أمان للفترة الانتقالية

من جانبه أكد رئيس الجبهة الثورية دكتور الهادي إدريس أن تمديد إعلان جوبا لمدة شهرين آخرين يؤكد على الإصرار للوصول إلى سلام شامل، وقال إن الإعلان الموقع في الرابع عشر من أكتوبر 2019  لم نتمكن كأطراف في الوصول إلى سلام من خلال الفترة الزمنية التي حددها، مشيراً إلى الروح الطيبة التي سيطرت على هذه الجولة والالتزام والإصرار من الجميع للوصول إلى سلام، وتوافقنا على تمديد الإعلان لمدة شهرين سنبذل من خلالها قصارى جهدنا للوصول إلى سلام عادل شامل يخاطب جذور الأزمة السودانية، وقال دكتور الهادي من جوبا نؤكد للشعب السوداني أن المفاوضات تسير بصورة جيدة على مستوى كل المسارات، وقريباً سننقل إليكم أخبار سعيدة بشأن السلام نسبة لأهمية هذه القضية، إلا أننا نقول إن السلام ليس بالأمر السهل ومشكلة السودان كبيرة ومعقدة، وتحتاج إلى صبر وإلى زمن حتى نصل إلى سلام  ينهي الحرب، مشيراً إلى أنه خلال الفترة المحددة ستصل إلى سلام،  في إشارة إلى اهتمام حكومة الجنوب بقضية سلام السودان،  وأن تحقيق السلام هو مدخل لاستقرار الفترة الانتقالية وتحقيق التحول الديمقراطي، وأضاف أن التمديد لإعلان جوبا لا يعني على الإطلاق  أو أنه مؤشر  لعدم الجدية من الأطراف لتحقيق السلام أو التباطؤ في العملية السلمية نحن ملتزمون بتحقيق السلام وسننجزه خلال الفترة المحددة.

حسن النوايا.. فاتورة مقدمة من الأطراف

 

بدأ عضو الوفد الحكومي عضو مجلس السيادة محمد حسن التعايشي حديثه بالشكر لدولة الجنوب وفريق الوساطة لدعمهم التفاوض والسلام في السودان، وقال التعايشي إن تمديد إعلان جوبا حتى الخامس عشر من فبراير 2020  كأقصى حد، يؤكد على أن هناك  فرصاً  كبيرة لتحقيق السلام والوصول في القضايا الموضوعية لاتفاق يفضي إلى السلام العادل، وهو كذلك أي التمديد يؤكد على رغبة الأطراف في المواصلة في العملية التفاوضية للوصول إلى سلام،  وقد يكون ذلك قبل الفترة المحددة، خاصة وأن الأطراف منذ البداية توافقت على إعلان جوبا.. حسن النوايا… أنه يخدم القضايا المتعلقة بالأمن  والإنسانية  والسياسة، وكان هو فاتورة مقدمة من الأطراف لتهيئة المناخ العام للدخول في مباحثات جادة ومسئولة تختلف عن المباحثات التي كانت تتم في الأوقات السابقة.

جولة مختلفة.. لا يوجد خلاف جوهري

ووصف التعايشي المباحثات بين طرفي التفاوض بأنها استمرت بصورة دائمة وجادة ومسئولة وتؤشر إلى أن السلام الدائم آت لا محالة، وخلال فترة وجيزة، وأشار إلى أهمية تمديد إعلان جوبا لشهرين آخرين خاصة وأن طريقة النقاش والتباحث هذه المرة تختلف ونظرة الأطراف لمعالجة قضية الحرب والسلام في السودان ونحن نتناقش حول جذور الأزمة الإنسانية والأمنية  والاجتماعية على ما كان يتم في  كثير من الجولات السابقة حول اقتسام الثروة والسلطة والقضايا الفوقية لقضايا الحرب والسلام نسير في اتجاه مخاطبة جذور الأزمة بغية الوصول إلى اتفاق شامل يشمل كل الأطراف والعملية ليست سهلة على الرغم من عدم وجود موضوعات محل اختلاف جوهري حتى هذه اللحظة.

منهجية غير

وقال التعايشي عضو الوفد الحكومي: بدأنا النقاش حول إعلان المبادئ، وهو يشتمل على الموضوعات الأساسية للحرب والسلام مع الطرف الآخر، ودخلنا في نقاش حول المبادئ السياسية مع الجبهة الثورية وتم الاتفاق، وهناك عملية لصياغة اتفاقات  شاملة  حول المسارات المختلفة  ووصلنا إلى مرحلة متقدمة  بما يشير إلى أننا نسير في الاتجاه الصيح، ونتوقع أن نصل إلى اتفاق في وقت واحد  مع كل المسارات، وأضاف أن منهجية التفاوض هذه المرة تختلف وهي الطريقة التي ستوصلنا إلى سلام  شامل، وبالتالي تجديد الإعلان مسألة موضوعية تأتي في إطار التزام وجدية الأطراف للمضي قدماً نحو تحقيق السلام دون أن تتوقف الأطراف التي تعمل بكل طاقتها للوصول إلى سلام في وقت وجيز.

إنهاء الحرب.. قضية ثورة

وأضاف أن إنهاء الحرب وتحقيق السلام العادل في السودان  قضية أساسية لا تراجع عنها، وهي من صلب موضوعات ثورة ديسمبر،  ولذلك لا يمكن  ولا توجد إمكانية لأي طرف من الأطراف للتراجع خطوة واحدة عن طريق تحقيق السلام  الذي هو مسئولية وطنية ملقاة على عاتقنا جميعا وعاتق كل السودانيين الذين يبحثون عن قضية السلام.

نقولها صراحة

وقال التعايشي: نقولها لكم صراحة، نحن كطرف حكومي  هذه المرة غير مشدودين لعملية السلام بأي ضغوط دولية مثلما كان يتم في الماضي ولا مشدودين للسلام لمعالجة أوضاع سياسية داخلية.. نحن مشدودون تجاه السلام لأنه لا توجد إمكانية لوضع السودان في الإطار الصحيح  ومخاطبة قضايا التنمية والحرية  إلا عن طريق معالجة قضية السلام وإنهاء الحرب، لذلك نعمل بكل  مسئولية وجدية ونقولها صراحة حتى هذه اللحظة ليس هناك أي خط أحمر موضوع من أي طرف من الأطراف، ولا من أي طرف شريك في عملية السلام والخطوط الموضوعة هي خطوط أو خط وطني واحد، ونتناقش بجدية لوضع حد للحرب وبدء مرحلة جديدة تجديد إعلان جوبا تجديد لدماء التفاوض ويدفع بالنقاش إلى الوصول إلى اتفاق في أقرب وقت.

الوثيقة الدستورية

وأوضح أن الوثيقة الدستورية حددت بالفعل الستة أشهر الأولى لتحقيق السلام وتنتهي الستة أشهر هذه في الخامس عشر من فبراير 2020  والتمديد لإكمال هذه الفترة حسب نص الوثيقة، وبغض النظر عن توقعات أي شخص أعتقد أن الأطراف تستطيع أن تصل إلى صيغة سلام  شامل خلال هذه الفترة رغم أنه أمر ليس من السهل ويلقي عبئاً لأنه يشتمل على كل  الموضوعات  المطروحة في المفاوضات، الجانب الأمني  والإنساني  والسياسي،  وكل هذه الموضوعات تناقش في وقت واحد  وبمسئولية  عالية والتفاوض ليس بالأمر السهل، ولكن إذا عملت كل الأطراف بذات الجهد والطاقة نستطيع أن نخاطب كل هذه الموضوعات،  ونبحث عن إجابة لها، كما أن ذلك يلقي بعبء كبير على الوساطة، أعباء فنية، التفاوض به تعقيدات فنية كثيرة، وعلى الوساطة أن تفك هذه الاشتباكات الفنية المرتبطة بكل المسارات  إلى جانب الأعباء السياسية على طرفي التفاوض،  والعبء كذلك على الشعب السوداني في أن يجعل  السلام محوراً من محاور  الحياة العامة في السودان وتحويل الإرادة في السلام من إرادة أطراف فوقية متفاوضة لإرادة جماهيرية من خلال الضغط على الأطراف باعتبار المواطنين هم أصحاب المصلحة الحقيقية.

التغيير.. جزء أساسي في وفد الحكومة

وقال إن الوفد الحكومي وفد شامل يشمل كل الأطراف بما في ذلك الحرية والتغيير، وهي تعتبر  شريكاً أساسياً في ثورة ديسمبر،  وبالتالي شريك في كل العمليات الأساسية التي تقود الى تنفيذ الثورة، والسلام قضية لها أهميتها والحرية والتغيير شريك في عملية السلام، وهي جزء من الوفد الحكومي.

Exit mobile version