كسلا جواهر الحكم ..!!

 

من ملاحظاتي في حكم الولاة العساكر للولايات ووفق معلومات توفرت لي عن تجربة كسلا التي في نظري أعتبرها أنموذجا في حسن إدارة وترشيد الموارد والعمل على حسن الجوار، وتأمين الحدود وإنعاش التجارة الحدودية وجعل الجوار آمناً وكسلا منذ تولي زمام أمرها حاكم عسكري تغير الوضع الذي كانت عليه الولاية في السابق سيما مع جوارها الارتيري برغم الأشجار الشوكية التي توضع من حين لآخر على طريق الوالي وحكومته، غير أن الوالي اللواء محمود بابكر همد قاد بخبرته العسكرية الولاية إلى تهدئة الصراع الجهوي الذي تمدد في البحر الأحمر وانحصر في كسلا، وأثار مخاوف أهل السودان جميعاً ـ أن الوالي بحكمته استطاع قطع الأشجار الشوكية وفتح مسار الاستقرار وإن كانت التحديات لا تزال ماثلة أمامه، لكنه نجح في تحجيم المشكلات عند حدها الأدنى، وذلك لأن الوالي من أبناء الولاية ويعرف تفاصيلها ويعيش معاناة أهلها، فقد ظل متواصلاً مع كل الأطراف المتنازعة، بلا تحيز لفئة حاول البعض إلصاق بعض الاتهامات به لكن واقع الحال نفاها عنه وبالمقابل الرجل نجح في توفير السلع الضرورية للمواطن ومكافحة حمى الضنك التي أصابت بعض مناطق الولاية.

وجوهر القول هنا أنه تمكن من قيادة الولاية إلى بر الأمان ما لم تحدث مضاعفات جديدة على الأوضاع، الوالي كرس وقته وجهده على الاولويات، ولم يشغل نفسه بالقضايا الانصرافية، ولم يرد على الأصوات النشاز التي هاجمته بدوافع عنصرية تستهدف المكون الاجتماعي الذي ينتمي إليه، فقد التزم بما أدبته به العسكرية وتحلى بروح القومية والصبر وتحمل أذى الآخرين وبرغم وجود الوالي  في العاصمة أثناء فترة الحراك الشعبي الذي شهدته الولاية، لكن بتواصله مع الجميع نجحت اللقاءات الجماهيرية لشيخ سليمان بيتاي الزعيم الديني المعروف، وكذلك الأمين داؤود قائد الجبهة المتحدة لشرق السودان.

والي كسلا أثبت أنه الرجل عسكري ينتمي للمؤسسة القومية، ويعمل من هذا الباب، وهي التي دفعت به إلى التكليف لسد هذه الثغرة فهو لن يبرحها بأصالة الجندية وشجاعة رجالها، حقاً إن الرجل ملأ فرصته بكفاءة وفعالية عالية أكبر مما كان يتخيلها حتى رؤسائه الذين كلفوه بهذه المهمة.

تحية ندية لكسلا الوريفة ولأهلها النبلاء فهم أصحاب النجاح الحقيقي، ولولاهم لما فعل الوالي وحكومته شيئاً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى