مليونية الزحف الأخضر… كيف ولماذا!!

 

لا تملك إلا أن تندهش غاية الاندهاش إزاء تصريح الناطق الرسمي باسم الحرية والتغيير، بشأن المسيرة التي تعتزم بعض القوى الوطنية والإسلامية تسييرها السبت المقبل، كون ممارسة هذا الضرب من ضروب الديمقراطية وتمرين الحرية، يتم وفق القانون وبأدوات العملية الديمقراطية نفسها، لكن دعونا قبل أن نذهب بعيداً، دعونا نقف على تصريح الحرية والتغيير ومن  ثم نعلق عليه… وهو كما يلي…

*ﻛﺸﻔﺖ ﻗﻮﻯ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻋﻦ ﺭﺻﺪﻫﺎ اﻠﺪﻋﻮﺍﺕ ﻭﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻻﺳﺘﻨﻔﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻬﺎ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺒﺎﺋﺪ ﺍﻟﻤﺤﻠﻮﻝ ﺑﻜﻞ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﻟﺤﺸﺪ ﻗﻮﺍﻋﺪﻩ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺨﺮﻁﻮﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻋﺸﺮ ﻣﻦ ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ ﺍﻟﻤﺘﺰﺍﻣﻦ ﻣﻊ ﺟﻠﺴﺔ ﺍﻟﻨﻄﻖ ﺑﺎﻟﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻉ ﺍﻟﺒﺸﻴﺮ. ﻭﻗﻄﻊ ﻭﺟﺪﻱ ﺻﺎﻟﺢ ﺍﻟﻨﺎﻁﻖ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺑﺄﻥ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺃﺟﻬﺰﺗﻬﺎ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﻟﻦ ﺗﺘﻬﺎﻭﻥ ﻓﻲ ﺣﻔﻆ ﺃﻣﻦ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭﻫﺎ, ﻭﺳﺘﺘﻌﺎﻣﻞ ﺑﺤﺴﻢ ﻣﻊ أﻱ أﻧﺸﻄﺔ ﺃﻭ اﺣﺘﺸﺎﺩ ﻟﺤﺰﺏ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﺗﻢ ﺣﻠﻪ ﻭﻓﻘﺎً ﻟﻠﻘﺎﻧﻮﻥ ﻣﻦ ﻣﺠﻠﺴﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﻮﺯﺭﺍء. ﻭﺷﺪﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻣﻦ ﺃﺟﻞﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ, ﻣﺬﻛﺮﺍً ﺑﺄﻥ ﻗﻮﻯ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ (ﺻﺎﺣﻴﺔ) ﻭﺗﺘﺎﺑﻊ ﻋﻦ ﻛﺜﺐ ﻛﻞ ﺗﺤﺮﻛﺎﺕ ﻣﻨﺴﻮﺑﻲ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺒﺎﺋﺪ ﺍﻟﻤﻌﺰﻭﻝ ﺍﻟﻴﺎﺋﺴﺔ ﻭﻟﻦ ﺗﺘﻬﺎﻭﻥ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻛﻞ ﻏﺎﻝ ﻭﻧﻔﻴﺲ ﻟﻠﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ…. انتهى حديث (الحرية والتغيير)، والآن الحديث لنا.

* بادئ ذي بدء،  إن طلب التصريح لهذه المليونية الخضراء لم يقدم للجهات الأمنية باسم  حزب المؤتمر الوطني، حتى يرفض الطلب أو يقبل،  ثم أن من حق القوى الأخرى خارج كتلة الحرية التغيير، وفق العملية الديمقراطية ونصوص هياكل السلطة الانتقالية، بما في ذلك نصوص الوثيقة الدستورية، يحق لها أن تمارس حقها الدستوري من عمليات تسيير المليونيات  وصناعة المواكب والاحتجاجات، والتعبير عن المطالب والرغبات، فضلاً عن إسماع صوتها وتسليم المذكرات.. طالما كان ذلك تحت أضواء الحرية وأنوار العدالة والديمقراطية…

* كون قواعد المؤتمر الوطني تؤيد هذه المسيرة أو تشارك فيها، لا ينتقص ذلك من حقها القانوني، وبطبيعة الحال لن ترفع رايات حزب المؤتمر الوطني ولا الحركة الإسلامية في سماء هذه المليونية، فأولئك القوم أذكى من ذلك بكثير ويرقدون على مستودع هائل من التجارب التراكمية والممارسة السياسية.

* على أن أي منع ووقوف أمام هذه الرغبة الجماهيرية العارمة، لا ولن يكن بطبيعة الحال في صالح استقرار المرحلة الانتقالية، وإرساء قواعد الممارسة الديمقراطية.

* على أن عملية مصادرة ممارسة الحقوق الدستورية وإغلاق الأبواب الشرعية،  هو دائماً يفضي بنا إلى حتمية  القفز من الشباك الخلفي، وتاريخ الثورات والانقلابات السودانية حافل بمثل هذه التقاطعات… وليس هذا كل ما هناك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى