عدم قراءة أم عدم فهم؟!

  • قبل ثلاثة أشهر، أجرت الزميلة شمائل النور “صحيفة التيار” حواراً مُميّزاً مع المتمرد د. جبريل إبراهيم رئيس حركة العدل والمساواة (JEM) ونائب رئيس الجبهة الثورية، قال فيه إنّ “البعض يتعامل مع الثورة على طريقة “الفول فولي، زرعته وحدي، وسأحصده وآكله وحدي”! وإنّ الشعب “سيكتشف قريباً أنّ شعار “الكفاءة والتكنوقراط” رُفعا بغرض التعمية”! وأضاف أنّ “المخرج أن يعي المركز أنّ الهامش يرفض اتّخاذ القرارات نيابةً عنه! وتخوّف جبريل من أن تُعيد طريقة إدارة “قحت” للثورة تجربة جبهة الهيئات الفاشلة!
  • قلنا يومها إنها تصريحات صادمة من الرجل الثاني في “الجبهة الثورية” التي تم الإعلان في وقتٍ سابقٍ عن أنها أحد مُكوِّنات قِوى الحرية والتغيير، وسبق أن تمّ تأخير التفاوُض بسبب سفر وفد قحتاوي إلى أديس أبابا للتحاوُر والتفاهُم معها، حيثُ أُعلن في ختام المُباحثات أنّ التّفاهُم قد تمّ، وأنّ الوضع صار “عسلاً على لبن”، لكنه الواضح أنّه لا عسل ولا لبن ولا تناغُم ولا تفاهُم، بل خلافات واتّهامات لا تُنذر بخيرٍ، والجميع يعلم ويُؤمن أن السلام أولوية على ما سواه.
  • التفاوُض مع الحركات المُتمرِّدة تم تأجيله حتى ديسمبر القادم دُون أسبابٍ موضوعية مُقنعة، وقد سبقت ذلك تصريحات من قيادات حكومية وقحتاوية أنّ الإجراءات ماضية نحو تشكيل المجلس التشريعي الانتقالي وتسمية ولاة انتقاليين للولايات وهو ما سارع المُتمرِّدون بالرد عليه بالرفض، ووصفوه بأنّه دليلٌ على عدم الجدية في تحقيق السلام الشامل وإيقاف الحرب! والمُتأمِّل للمشهد إجمالاً لن يجد كُوّة للتفاؤل بأنّ السلام الشامل المُستدام أصبح قريباً.
  • المُؤسف أن الحكومة تبدو وكأنها لا تقرأ المشهد جيِّداً أو كأنّها تقرأ ولا تفهم – وبغباءٍ تُحسد عليه – تطعن أعينها بأصابعها عبر زيادة وتيرة التوتر ودرجة الاحتقان بإهمالها العملي للقضايا الحيوية والمُلحة وهي قضايا الخدمات والغلاء والفوضى، فضلاً عن القضية الاقتصادية وكيفية توفير موارد حقيقية كافية للخدمات والتنمية، وانصرافها لتمكين سياسي جديد ولاعتقال رموز وأسماء وقيادات إنقاذية لم تُقدّم في وجهها أيّة اتهامات قانونية موضوعية مع استمرار حبس أبرياء بذلوا وأعطوا لهذا الوطن، دون الخطو نحو محاكمتهم!
  • هل في ذلك خيرٌ للوطن؟ هل في ذلك خطوات نحو مُعالجة المُعاناة والغلاء؟ هل في ذلك ترسيخ للسلم الاجتماعي وجمع للصف الوطني للتفرغ لمعركة البناء؟ أم أنّها مُجرّد أنشطة وسلوكيات وقرارات وخطوات انتقامية تشبع الأهواء وتظهر للشارع وكأن سارقي الثورات أمناء على “الثورة”؟! متى يستبين القوم النُّصح ويعودون للجادة ويُركِّزوا على ما ينفع البلاد والعباد؟!
  • خارج الإطار: نعتذر للسادة القرّاء على احتجاب العمود لبضعة أيام بسبب ظروف خاصة، نأمل ألا يتكرّر ذلك.
  • القارئ أبو البراء عبد المنعم محمد: لقد استبشرنا كثيراً عندما هبّ الشباب وقدّموا الشهداء وتمكّنوا من إنهاء حقبة النظام السابق، لكن يبدو أنّ شبابنا نسوا إغلاق تلك الجحور التي كَانت مُغلقة أيام الإنقاذ فخرجت عليهم الأفاعي الشيوعية والعقارب الجمهورية والهوام العلمانية وفعلت بحكومتهم الأفاعيل ولا تزال.
  • القارئ جيلاني محمود يقول: ما وقع من قبل في ولاية البحر الأحمر من أحداثٍ داميةٍ وما يجري حالياً هو في رأيي مُحاولة خفية من أيدي وجهات خبيثة لإشعال الفتن والنزاعات والمُواجهات بين مُكوِّنات الولاية، لأنّهم يعلمون أنّ اشتعال الشرق يعني اختناق السودان كله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى