الحوازمة في الخرطوم

* أنهى وفد كبير يمثل قبيلة الحوازمة بجنوب كردفان، زيارة للخرطوم عقد خلالها سلسلة لقاءات مع المسؤولين في الحكومة والمجلس السيادي، بدأت بوزير ديوان الحكم الاتحادي د. يوسف آدم الضو، والدكتور عبد الله حمدوك رئيس الوزراء. وبحثت هذه اللقاءات مشاكل الخدمات والتنمية في جنوب كردفان وما يجري من تفاوض بين الحكومة والحركة الشعبية والتغييب الذي طال الحوازمة وجميع أهل المصلحة عن تلك المفاوضات، وقدموا حيثيات تعزز ضرورة وجودهم في التفاوض من خلال الوفد الرسمي للحكومة لوجود عدد كبير من أبناء القبيلة منتظمين سياسياً في تحالف أحزاب قوى الحرية والتغيير، وأي إشراك لهؤلاء يمثل إشراكاً للحوازمة في التفاوض بطريقة غير مباشرة، وأنهم يثقون في أبنائهم في تحالف قوى الحرية وخارجها، لكن المهم وجودهم في مفاوضات السلام المنتظر استئنافها الشهر القادم..

ولطبيعة القضايا شديدة التعقيد في المنطقة وظلالها على المجتمع كاتفاق الترتيبات الأمنية والعسكرية، حرص الوفد على لقاء الفريق شمس الدين كباشي ابن المنطقة والمسئول السياسي عن ولايات كردفان في المجلس السيادي الذي حمل الوفد إلى لقاء هو الأهم خلال الزيارة بالفريق عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الذي تحدث بصراحة عن مستقبل التسوية السياسية وضرورة مشاركة أهل المصلحة وتعويض المتضررين من الحرب على أسس عادلة بدعم مشروعات البنى التحتية واستعادة نظام الداخليات لإتاحة فرص أفضل لأبناء الرعاة والمزارعين في المناطق النائية. وطالب الوفد رئيس مجلس السيادة بإعادة النظر في قرار وقف صادر الفول السوداني ومعالجة القرار الكارثي لوزير الصحة الذي بهت قطاع الثروة الحيوانية بفرية إصابة قطيع السودان بمرض حمى الوادي المتصدع..!

والتقى الوفد في زيارته للخرطوم بالإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة الذي أكد لهم ضرورة أن تصبح قضية السلام مجتمعية وتصحيح مسار التفاوض، وهو ذات ما ذهب إليه البروفيسور سليمان الدبيلو الأمين العام لمفوضية السلام.. وعقد الوفد لقاء بقوى الحرية والتغيير التي مثلها عروة الصادق وعبد الجليل الباشا، والتقى الوفد كذلك بنائب المدير العام لجهاز الأمن والمخابرات الفريق أحمد إبراهيم مفضل.. ومثلت لقاءات وفد الحوازمة بالحكومة الاتحادية سانحة للحوار المجتمعي وأصغت القيادات العليا في الدولة لأهل المصلحة الحقيقيين في السلام والحرية والتحول الديمقراطي بعد أن طغت على القضايا التي تثار انشغالات مواطني المدن على حساب الريف.. وجسد تكوين الحكومة الانتقالية سيطرة أبناء المدن على مفاصل الدولة وانتظار تمثيل الأقاليم خاصة دارفور وكردفان من خلال الحركات المسلحة التي لا يعرف متى تعود..!

تشكل وفد الحوازمة برئاسة الناظر بقادي محمد حماد أسوسة وهو ضابط إداري تقاعد برغبة عشيرته لقيادة القبيلة و”26″ عمدة يمثلون أكبر تحالف اجتماعي وثقافي في السودان. ويعتبر الحوازمة القبيلة الأكثر تمازجاً وتصاهراً وتعايشاً مع قبائل النوبة ويمتد وجودهم الجغرافي من جنوب الأبيض وحتى الحدود مع دولة جنوب السودان، وتأثرت منطقتهم بالنزاع العسكري بتحطيم البيئة الرعوية وإفقارهم وفرض النزوح القسري على سكان القرى منهم خاصة في كادوقلي وأبوكرشولا وتالودي، ولم تتورط قبيلة الحوازمة في أي صراع عرقي مع القبائل التي تقطن جنوب كردفان، وبحكمة ودهاء نجحت القبيلة في عبور مؤامرات الحركة الشعبية في “تحوير” الصراع السياسي إلى نزاع وحرب عرقية.. وقد عاد الوفد اليوم ولسان حاله يلهج بالشكر للفريق شمس الدين كباشي والفريق البرهان والفريق مفضل ود. عبد الله حمدوك رئيس الوزراء والقلب النابض لجنوب كردفان المستشار عمر شيخ الدين، وجميع أبناء الحوازمة بالخرطوم الذين سهروا مع الوفد في ليالي الأيام الماضية..

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى