صناعة وطنية رائدة تُرفع لها القبعات!!

*من الأخبار المُفرحة في هذه البلاد أن تجد بين أبنائها من ينشط في استغلال مواردها الخام ويقوم بجهد شخصي خالص لتشييد واحدٍ من صُرُوح الصناعة النادرة في هذه البلاد، ويُقدِّم لها (مُنتجاً) فريداً يَسهم في إعمارها ويُنافس به خارجياً.

*ونقول إنّ ذلك من الأنباء المُفرحة، لأنّ (سالب الأخبار) ظلّ يُحيط بنا من كلِّ جانبٍ، وصرنا أو أوشكنا أن نفقد ثقتنا في بداية (نهضةٍ حقيقيّةٍ) في هذه البلاد، والأزمات الاقتصادية المُتصاعدة تمسك برقاب بعضها البعض.

*الخبر الذي أفرحنا وسعدنا له، هو قيام مَصنع المدينة المنورة بمنطقة قرِّي شمال الخرطوم وبداية إنتاجه للسوق السوداني، وقد قام المصنع ونهض مُعزّزاً توطين هذه الصناعة (المُكلّفة)، في ظل تَراجُعٍ عريضٍ ضَرَبَ غالب الصناعات الوطنية، وصَارت المَصانع المُتوقِّفة أكثر عدداً من التي تدوي فيها الماكينات بالإنتاج والعاملين.

*استطاع الرجل العصامي الهادي حسن الفاضل، الذي أُخرج من شراكات سابقة شابها (الظلم)، أن يقف أصلب عوداً، ويُؤسِّس هذه المنشأة العملاقة التي زُرناها على الطبيعة، فأذهلتنا التقانة الإيطالية التي سخّرها هذا العصامي بجهده وماله وعلمه بصناعته، فصارت منشأة تُقارع بإنتاجها كبريات الشركات الأجنبية.

*قال لنا الهادي حسن الفاضل، إنّ إنتاج المصنع الذي يُعد الأول في أفريقيا بدأ بتغطية ربع حاجة البلاد من السيراميك، وكانت كلفته 40 مليون دولار تمّت بتمويلٍ من بنكي (فيصل والمال المتحد)، وقال الفاضل إنّ التحديات التي تمثل أمامهم تُعاني منها غالب الصناعات الوطنية، وأهمها انقطاع التيار الكهربائي، وقال الهادي إنّ تكلفة الكهرباء يومياً مليون جنيه، بينما تكلفة الغاز مليون ونصف المليون، إلا أنّه بات مُتفائلاً بنهضة هذه الصناعة لما لمسناه في حديثه الذي أكّد فيه عزمهم الكبير في تجاوُز كل التحديات.

*تجربة سيراميك المدينة المنوّرة، تستحق الدراسة لتطوير هذه الصناعة مُستقبلاً، في بلدٍ يملك كل مُقوّماتها الخام، بل في إمكانه أن يقوم بتصدير المادة الخام للدول الأخرى، فقط يحتاج ذلك لإرادةٍ وطنيةٍ من وزارة الصناعة، وعزيمة لا تلين من رجال الأعمال والمُستثمرين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى