رسالة من فوق الماء..!

“عليها أن تكون كل نساء الأرض – والويل كل الويل إن هي قصَّرَتْ – وعليها أن تعرف متى تكون هذه، ومتى لا تكون تلك .. أعَانَها الله وإيَّاه”.. الكاتبة..!

عزيزي الرجل السوداني.. يقول بعض الفلاسفة إن المجتمع مثل صندوق كبير مقفل والفرد ثقب صغير، لكنه ثقب يدخل منه الضوء.. والمجتمع في حاجة إلى ضوء وهواء.. وعليه فالمثقف الحر الواعي هو الذي يستطيع أن يلقي بحبل النجاة في الوقت المناسب.. لماذا “يمسخ” عليك حبل النجاة، وقد  تفضل عليه مصارعة الغرق، إذا امتدت إليك به يد امرأة..؟!

إلى أي حد يقلقك أو يعصف بك التفكير بنوع فهم أو “تفهم” القارئ الرجل لجموح قلم كاتبة تصادف أنها أنثاك؟!.. وأين برأيك يمكن أن تصل حرية شريكة حياتك في امتهان الكتابة؟! .. وإن كانت هنالك حدود هل تؤمن بأن تضعانها معاً – أنت وهي – أم إنك  تؤمن بوجوب قيام الاستفتاءات العاطفية في وقتها المضبوط على ساعتك .. ولا يقلقك غياب اتفاقيات ترسيم الحدود..؟!

لظهور المرأة الإعلامي قيود واعتبارات عديدة تجعل من حضورها الشخصي في المحافل العامة ملكية على الشيوع.. من حق كل متلقٍّ  وإن كان رجلاً أن يتواصل معها في حدود مضابط العلاقات العامة.. ولماذا لا ترضى بترك مقعدك بجوار أنثاك للحظات، كي يجلس عليه رجل يشغله في أنثاك حضورها المهني؟! .. فيثور سي السيد بداخلك.. لكنك تطلب منها في ذات الوقت أن تتفهم تواصل المعجبات..؟!

لماذا ترى أن حالات جنون المبدع ونزق الفنان حلال على الرجل وحرام على المرأة.. لمجرد كونها أنثاك؟! .. لماذا تصر على أن تعاقب أنثاك على إبداعها الذي ترى فيه تعدياً على قوامتك؟! .. حتى وإن قبلت هي بأن تخلص لغسيل الأطباق وتربية العيال.. وتزبيط المفروكة أكثر من جدتها؟!.. لماذا حتى وإن رضيت هي بأن تمشي خلفك على الدوام.. متقهقرة مسافة متر على الأقل..؟!

لماذا تكرم الأنثى الحبيبة في مقالاتك وإطلالاتك الإعلامية ونصوصك الأدبية وتبجلها كحبيبة في حضورك الشعري.. لكن المتأمل في واقعك الشخصي يكاد لا يراها إلى جوارك.. وإن وجدت فوجودها الشخصي الواقعي، لا يشبه – أبداً – وجودها النظري عند حضورك الرسمي المعلن..؟!

وددت لو أفهمتنا فلسفة الحوار مع الأنثى عندك؟! .. هل يتبع صمتك الـلا مبالي بمواقفها منهجية بعينها؟! .. ولماذا تختلف دوماً منهجية حوارك مع المرأة الزميلة عنها مع المرأة الحبيبة؟! .. هل لأن المثقف الخاضع لأعراف مجتمعه التقليدي يحتاج إلى التشبه بمريض الفصام عندما تصطدم قناعاته الفكرية بمحاذيره التقليدية..؟!

يقال إن أسوأ ورطة يمكن أن نقع فيها هي أن يستحوذ علينا أي شيء جداً .. جداً .. لماذا – يا عزيزي المثقف – تصر على أن تستحوذ على أنثاك جداً.. جداً.. ؟!.. لماذا تفعل على الرغم من إدراك عقلك مغبة الاستحواذ على امرأة مثقفة تخضع للرجل لأنه “خيارها”.. وليس لأنه مصيرها الذي لا مناص منه..؟!

منى أبو زيد

[email protected]

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى