Site icon صحيفة الصيحة

معرض الزهور هذا العام هل من جديد؟

في اليابان يحتفلون بالأقحوان وفي أوروبا “بالخشخاش” لماذا؟

في السودان سودنّا الزهور واحتفلنا أيضاً بالمانجو والتمور

× في اليابان تعد زهور “الأقحوان” من رموز الخريف, وعناية اليابانيين بتربية نباتات الأقحوان تعود إلى قرون مضت, فمدينة كاساما الواقعة على بعد خمسين كيلومتراً شمال طوكيو, هي إحدى مراكز زراعة نباتات الأقحوان في اليابان, فالزهور التي تنتجها هذه المدينة تحتل الصدارة في مهرجان الأقحوان الذي يقام هناك كل خريف.

 وتجرى مسابقة في المهرجان لاختيار أجمل زهرة تشترك حوالي خمسة آلاف زهرة تمثل مائتي نوع من زهور الأقحوان.. ويجذب المهرجان أعداداً كبيرة من الزوار..

× وفي أمريكا وأوروبا تمثل زهرة “الخشخاش” ذكرى رائعة للأوروبيين يحتفلون بها كل عام بمناسبة نهاية الحرب العالمية الأولى والتي حصدت ملايين الأرواح, ولأن “الخشخاش” ينمو على قبور الجنود فأصبحت زهرة “الخشخاش” رمزاً وذات قيمة لدى الأوروبيين والأمريكان..

× وفي سورية “الزهرة الدمشقية” جعلت لمكانتها عند السوريين رمزاً لمعرض الزهور الدولي بدمشق..

× ويلاحظ في كثير من دول العالم أن هنالك زهوراً خاصة يتم الاحتفال بها سنوياً بالمعارض أو المهرجانات.. غير أن السودان يجري معرضاً للزهور سنوياً منذ العام (1934) والذي تجريه جمعية فلاحة البساتين السودانية حينما بدأ تكوين الجمعية في ذلك التاريخ من نخبة من البريطانيين والسودانيين هدفه كان نشر الوعي البستاني وتطوير المعرفة النظرية والعملية في هذا المجال وزراعة البساتين والمساهمة في تخطيط الحدائق العامة والخاصة..

× والمعرض كان في بدايته يقام ليوم واحد فقط, وتتم فيه منافسات لأفضل عرض وكان ليس للزهور وحدها وإنما للكثير من المنتجات البستانية والحيوانية.. واستطاعت الجمعية أن تقيم معارضها في عدة مواقع بالخرطوم حتى استقر بها الحال أخيراً بالحديقة النباتية بالخرطوم حي المقرن..

× تطور المعرض من يوم إلى ثلاثة أيام ثم أسبوع ثم أخيراً إلى اسبوعين, وتقيم الجمعية معرضين في السنة: الربيع والخريف.. وهذا العام معرض الخريف الذي يتم افتتاحه اليوم الجمعة بالحديقة النباتية.. فما هو التطور الذي أحدثته الجمعية يا ترى في مجال الوعي البستاني عبر تلك الحقبة الممتدة من القرن الماضي 1934م وحتى اليوم بعد ثورة ديسمبر والتي تشهد فعالياته أول معرض لها للزهور.. فهل الزهور هي الزهور، وكيف سيكون الحال مع الزهور والورد مع حرية وسلام وعدالة والثورة خيار الشعب ومدنيااااو؟!!

× ونحن لسنا كاليابانيين أو الأوربيين فنحتفل بزهرة معينة لما نطلق عليه “معرض الزهور”.. فأزاهيرنا والورود والنباتات التي تتبرج في معارضنا السنوية غالبيتها العظمى وافدة من شتى دول العالم، تسودنت في أرضنا الطيبة وكثير منها يحظى بإسمائها العلمية “العجمية” التي جاءت من بلدانها، لكن لدى الكثيرين ممن يعشقون اقتناءها أطلقوا عليها ما يناسب بيئتنا ويتشابه معها من التسميات ومن الأسماء ما هو طريف..

× فأشجار الدمس السعودي التي جاءت من السعودية وعرضت في الثمانينات بقاعة الصداقة في إحدى معارض الجمعية.. أطلقوا عليها شعبياً اسم “المؤتمر الوطني”، ويبدو أن ذلك لأنها “تمكنت” من كل شارع وحديقة ومؤسسة ومدرسة وبيت.. لكن الناس انقلبوا عليها أخيراً لاكتشافهم أنها تمكنت حتى من أنابيب المياه فأحدثت فساداً وضرراً..  ومن النباتات والأزهار ما يطلق عليه “ضنب كديس” و”القلب الجريح” و”الموز الكاذب” و”الفل الكاذب”.. الخ..

× معرض الزهور جاء هذا العام والبلاد تمر بظروف اقتصادية ضاغطة، ولو أن انفراجاً نسبياً ملحوظاً في السلع الضرورية لكن لا يزال الغلاء سيد الموقف وحمى المواصلات لم “تنزل” بالرغم من الوعود، فماذا يقول الرواد للأزهار التي أحبوها؟ خصوصاً وأن الحدائق والأزاهير أصبحت ضرورية لكل منزل فهي التي تمتص كآبة تلك المعاناة اليومية وليس بالخبز وحده يحيا الإنسان..

× وعلى شرف وفي حضرة أي زهرة تشيع بصدق شعارات الحرية والسلام والعدالة، يتنوع معرض الزهور السنوي هذا العام بالمنتجات البستانية التي فرضت نفسها بقوة في المعارض كأشجار المانجو والنخيل والليمون إضافة لطيور الزينة واكسسوارات النباتات على اختلافها والفعاليات الترفيهية الأخرى بالمعرض..

وكل عام والسودان مزدهر بالزهور والخيرات..

Exit mobile version