السواقة والسواقون قديماً وحديثاً!!

“السواقين” بالمحيريبا

أقدم سائق كان المرحوم دقداق جابر عبد الصادق وأخوه القريد وأخوه ضنقل والخال والعم عبد الله البدري الشهيد الأمين. وقسم الله عبد الماجد أحمد الزين، والزين عوض الله، وبله عبد الرحمن، وإبراهيم طه من أربجي وعبد الرحمن عوض الكريم وإبراهيم وقسم الله حسن بشير الشهيد، وآدم بخيت ومحمد عبد القادر، ومحمد رحمة، وخالد عبد الدافع وعبد الرحمن.

عبد القادر الكراكة، والأمين عبد العزيز، ورافع من قرية تورس، ورحمة الله علي رحمة الله، من الدبيبة الدباسين، وسالمين من أبو شنيب، وحاج ماهل وبخاري من الحصاحيصا، والطيب محمد منصور من عمارة أبيد، والرشيد أبوطاقية من أربجي، وطه رئيس السواقين في محلية الحصاحيصا وكان أمين الوحدة بالاتحاد الاشتراكي بمنطقة الحصاحيصا.

ومن سائقي عربات الحكومة بريفي المحيريبا، وهذه طبقة مميزة الحاج ود يوسف سائق الميركري، ويوسف “القرعي” عبد القادر يوسف قنات، وسائق ميركري المجلس الريفي، وكذلك الطيب عبد الله عمر وبله عبد الفضيل سائق الصحة، وصديق أحمد عبد الله الذي بدأ مساعداً وترقى إلى سائق. وكان بالمجلس الريفي سيارتان فقط موزعة على مهام الإدارات المختلفة بالتناوب بينها للمساحة والتعليم وغيرها. كان جميع السائقين قمة في الانضباط في كل شيء وقوانين الحركة وفحص العربات والاهتمام بها، وخالد عبد الدافع كان يعمل في شركة بصات، وكان المهندس يأتي صباحاً قبل تحرك العربات ويقوم بالفحص والتأكد من صلاحية البص للسفر، وكان هنالك طبيب يتأكد أن السائق قبل ركوبه البص بصحة جيدة وغير مخمور.. وهذا عين ما تقوم به شركة الخطوط الجوية البريطانية الآن لطواقمها، والتأكد من نسبة الكحول عندهم قبل الصعود للطائرة.

وأعتقد أن هذا تفعله كل شركات الطيران وشركات النقل المنضبطة. ويتم التفقد لهم أثناء الرحلة حتى محطة الوصول.. فانظر رحمك الله إلى سائقى اليوم بمختلف درجاتهم ونوعيات مركباتهم التي يقودونها من الركشة والتكتك والأمجاد والهايس والشريحة والكريز وعربات تاكسي اليوم والتي يطلقون عليها نعتاً (الدوام لله)، بمعنى أن تركب وتتشهد وعلى مسؤوليتك.

أما قوانين وقواعد الحركة، فلا كانت ولا كانوا ولا كنتم. والآن كما هو غير خافٍ على أحد الفوضى الضاربة أطنابها في الطرق الداخلية والسريعة، وعدم الالتزام بأبسط قواعد السلامة المرورية. فلا التزام بمحطات محددة للوقوف والتحميل والإنزال، أما التسعيرة.. وهي من أساسيات أي نظام نقل عام فيه قدر من الاحترام والانضباط. أما الآن  فقد أصبحت تلك البدهيات من أحلام زلوط وضرباً من الأمنيات الباطلة  بالرغم من أن سعر الوقود لا يتجاوز اثني عشر بالمائة فقط من التكلفة. وكان السائق قديماً يقارن ما يحصل عليه بالنائب في الجمعية التأسيسية، وصوّر ذلك راسم الكاريكاتير الأشهر عز الدين عثمان في صحيفة الأيام وكان يتقاضى أعلى راتب  مائة وعشرون جنيهاً حوالي الأربعمائة دولار أمريكي حينها، في ستينات القرن العشرين، عندما تم رفع مواهي نواب الجمعية التاسيسية لمائة جنيه في الشهر وكانت حينها تعادل ثلاثمائة وأربعين دولاراً أمريكياً فقام برسم كاريكاتير لسائق خلف دركسون اللوري وهو يترنم ويتأسف على مصيرهم ويرفع عقيرته قائلاً”وا ناري الما بقيت نايب أقبض المية وكل يوم غايب”، هذا إذا لم يكن النائب نائماً في مقعده الوثير في القاعة المكيفة، ولعله لم يحضر النواب والوزراء فيما بعد إن لم يكن بعضهم نائماً فمنهم  من يشغله جواله عن ما هم فيه.

والله المستعان..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى