Site icon صحيفة الصيحة

MICHEAL H . HURT

تنويه:

الكاتب غير مسلم وتحليله للسيرة النبوية تم من منظور تأريخى بحت, من شخص  محايد  ينظر للأمور من زاوية مختلفة عن منظورنا كمسلمين, قد يحرك في دواخلنا كثيراً من الامتعاض…. كما أشعر الآن…. لكن ما يهمنا هنا  هو   آلية وأسس البحث التي أوصلته لوضع سيدنا ورسولنا الكريم محمد عليه أفضل الصلاة والسلام, في المركز الأول بالرغم من عدم إيمانه بالاسلام.

******************                                         إن اختيارى لمحمد ليكون على رأس قائمة أكثر الأشخاص تأثيراً في العالم, قد يفاجئ بعض القراء, وربما آثار تساؤل آخرين, لكنه كان الرجل الوحيد في التاريخ, الأعلى أو الأعظم  نجاحاً في كل من المستويين الديني والدنيوي.

    محمد (صلى الله عليه وسلم),  الذي ينتمي إلى أصول بسيطة, أسس ونشر واحداً من أعظم الأديان في العالم, وأصبح قائداً سياسياً مميزاً  ومؤثراً. واليوم وبعد ثلاثة عشر قرناً على وفاته ما زال تأثيره حاضراً ومحسوساً وبقوة.

    أغلب الذين ضمتهم هذه القائمه كانت لهم ميزة أنهم ولدوا ونشأوا  في مجتمعات متحضرة,  ذوات ثقافة عالية أو  أمم ذات محاور أو تأثير سياسي. أما محمد (صلى الله عليه وسلم),  فقد ولد  في مكة في العام 570م في جنوب الجزيرة العربية التي كانت في ذلك الزمان منطقة متخلفة من العالم، بعيدة عن المراكز التجارية, والفنون, والمعرفة….. في بيئة بسيطة, نشأ محمد(صلى الله عليه وسلم), يتيماً وهو في السادسة من عمره,  وتخبرنا الروايات الإسلامية بانه كان أمياً… ولقد مارس العمل التجاري عندما تزوج وهو فى الخامسة والعشرين بالسيدة خديجة الثرية.

كان معظم العرب, في ذلك الوقت,  كفارا,  يعبدون عدداً من الآلهة، وكان يوجد في مكة عدد قليل من اليهود والمسيحيين,  يبدو أن محمد (صلى الله عليه وسلم),  تعلم أو فهم منهم للمرة الأولى فكرة الإله الواحد القادر. وحينما بلغ الأربعين من عمره أصبح محمد(صلى الله عليه وسلم), مقتنعاً ومؤمناً بأن هذا الإله الحق الأوحد أصبح يخاطبه، وقد اختاره لنشر الدين الحق.

   على مدى ثلاث سنوات ظل محمد (صلى الله عليه وسلم),  ينشر الدعوة وسط أصدقائه والمقربين منه. وفي حوالي عام 613 بدأ يجهر بنشر الدعوة فكسب تدريجياً عدداً من المهتدين, عندها شعر أهل مكة بخطورته. وفي عام 622 وحرصاً على سلامته هاجر محمد (صلى الله عليه وسلم),  إلى المدينه (التي تبعد حوالى 200 ميل, شمال مكة). حيث أسبغ عليه أهلها مكانة رفيعة.

هجرته إلى المدينة كانت نقطة التحول في حياته. فبينما كان له في مكه  ثلة من الأصدقاء,  أصبح له في المدينة عدد أكبر من الأتباع، وسريعاً ما اكتسب تأثيراً عليهم جعله قائداً بحكم الواقع. وخلال سنوات قليله تزايد عدد أتباعه ووقع عدد من المعارك بين أتباعه والكفار تمخضت بفتح مكة وعودته إليها منصراً عام 630 …. شهدت السنتان الاخيرتان من حياته تحولاً سريعاً بين القبائل العربية نحو الإسلام . عندما توفي (صلى الله عليه وسلم),   عام 632, كان الإسلام قد ساد منطقة جنوب الجزيرة العربية.

اشتهرت القبائل البدوية آنذاك بمقاتليها الأشاوس, إلا أن أعدادهم كانت ضئيلة وكان يسود فيهم وباء الفرقة والحروب الشرسة فيما بينهم, فما كانوا ليكونوا أنداداً للجيوش الضخمة للممالك التي كانت تقع في المناطق الشمالية الزراعية. لكن بتوحدهم تحت قيادة محمد (صلى الله عليه وسلم), ولاول مرة في التاريخ, وملهمين بإيمانهم المتقد بالله الواحد الحق, استطاعت تلك الجيوش العربية الصغيرة القيام بأكثر سلسلة مدهشة من الفتوحات في تاريخ البشرية.

Exit mobile version