ترتيب وتصنيف أكثر الشخصيات تأثيراً في التاريخ

المقدمة :

التقى عدد من  العلماء والمثقفين في أحد الصالونات بإنجلترا  عام 1726 وفي حوار حول الرجال العظماء في التاريخ طرح السؤال : من هوالرجل الأعظم… القيصر …الأسكندر..أم كرومويل؟؟    أكد أحد المشاركين أن  سير إسحق نيوتن  هو الرجل الأعظم بلا منازع . أمن فولتير الذي كان يقيم في انجلترا في ذلك الوقت،  على رأي المتحدث, مضيفاً : ” له هو الذي يسيطر على عقولنا بقوة الحقيقة وليس لأولئك الذين يستعبدون عقولنا بالعنف, ندين بالاحترام وبالتوقير”..

       هذه الرواية حركت سؤالاً مثيراً  وهو : من من بين بلايين البشر الذين عمروا الأرض كان أكثر تأثيراً على مجرى التاريخ؟؟

     يعتقد ويشدد الكاتب بأن قائمته المكونة من 100 شخص هم الأكثر تأثيراً فى التاريخ, وليس الأعظم في التاريخ ….مثلاً: يمكن أن تضم هذه القائمة  طاغية, شريراً بلا ضمير ذا تأثير عظيم مثل ستالين  ولا يوجد مكان أبداً لقدسية كالأم كابريني.

   تم ترتيب وتصنيف المئة شخص حسب أهميتهم, ذلك حسب القدر من التأثير الذى تركوه على البشر وعلى حياتهم اليومية.  هم الأشخاص الذين شكلوا حياتنا وصنعوا عالمنا سواء كانوا من الشرفاء أو ممن يستجلبون الانتقاد, من المشهورين أو المغمورين, من المتواضعين أو المغرورين …. فهم من كان لهم الأثر الأعظم في التاريخ  وفي مسار العالم. 

          يرى الكاتب أنه من الضروري وضع قوانين أساسية تحدد من يستحق  الدخول في القائمة وعلى أي أسس:

   الأشخاص الحقيقيون  فقط جديرون بالاعتبار… فهنالك شخصيات أسطوري،  الحقائق حولهم غير مؤكدة. مثال لذلك الشخصيات الصينية الأسطورية أو هومر أو إيسوب مؤلف (حكاوى إيسوب).

   الأشخاص المجهولون…غير جديرين بالانضمام إلى هذه القائمة… كالشخص الذي اخترع (العجل) إن كان من اخترع (العجل) شخص واحد، فإنه كان سيعتبر واحداً من أهم المؤثرين لو كان معروفاً …. كذلك الشخص الذي اخترع الكتابة,  وجميع المحسنين المجهولين من البشر.

    في هذه القائمة لم يتم الاختيار على أساس الشهرة أو المكانة الاجتماعية أو الموهبة…. كل هذه الصفات لا توازي التأثير أو الشخصيه المؤثر.  فشخصيات مثل (بنجامين فرانكلين) أو (مارتن لوثر كينج) أو حتى ( ليوناردو دا فنشي) لم يضافوا إلى هذه القائمة من جهة أخرى نجد أن هنالك مكاناً لشخص مجرم شرير مثل هتلر في القائمة، لأنه يستوفي معايير القائمة.

   بما أن التأثير الذي نتحدث عنه يشمل جميع أنحاء العالم فقد استبعد من القائمة كثير من الشخصيات السياسية المتميزة التي لم تستوف شرط التأثير العالمي  حيث كان تأثيرهم محلياً, وغير مؤثر عالمياً . لكن قد يكون هناك عمل كبير كان تأثيره على دولة واحدة لكنه يوازي عملاً له تأثير عالمي, لذلك أضفت (بيتر العظيم), الذي كان تأثيره أصلاً في روسيا.

      لم أحصر قائمتي على أشخاص لهم تأثير على الحاضر فقط . فما حدث من تأثيرعلى الأجيال الماضية موضوع في الاعتبار . 

     السؤال:   ماذا عن المستقبل؟….. في عملية ترتيب وتصنيف المؤثرين من  الرجال والنساء في هذا الكتاب قد راعيت أو قدرت مدى تأثير إنجازاتهم على الأجيال والأحداث المستقبلية… وبما أن معرفتنا بالمستقبل محدودة جداً, فمن الواضح أنه لا يمكن التأكد من مدى استمرار  التأثير… بالرغم من ذلك يمكن أن اتنبأ بأن الكهرباء مثلاً ستكون بذات الأهمية لمدى الـ 500 سنة القادمة، لذلك فإن مساهمات العلماء مثل ( فراداي) و(ماكسويل) ستستمر بالتأثير على الحياة اليومية لأحفادنا.

    تختص هذه الدراسة بإنجازات الأفراد, ولتحديد مكانة الفرد أعطيت وزناً كبيراً لأهمية الحراك التاريخي الذي ساهم فيه الفرد,  مع العلم أن التطورات التأريخية الكبرى لم تكن أبداً بفعل شخص واحد بمفرده . لذلك حاولت جاهداً تقسيم فضل أو شرف الإنجاز حسب مساهمة كل مشترك.

  إذن الأفراد لم يتم ترتيبهم حسب أهمية الحدث الذي شاركوا فيه, إذ أن الشخص  الذي يكون مسؤولاً شخصياً عن حدث مميز وضع في درجة أعلى من الشخص الذي ساهم بدور أقل أهمية في حدث أكثر أهمية…… 

من الأمثلة القوية الملفتة, ترتيب النبي  محمد في درجة أعلى من المسيح, وذلك لاعتقادي الراسخ أن النبي محمد كان له دور شخصي ومباشر في تكوين ونشر الدين الإسلامى أكبر من الدور الذي قام به المسيح في نشر الدين المسيحي. 

هنالك تطورات مهمة وضخمة قد حدثت ساهم فيها عدد كبير من الناس, إلا أنه لم يكن هناك أشخاص لهم أدوار تميزهم … خير مثال لهؤلاء  اختراع المتفجرات والأسلحة النارية… وحركة تحرير المرأة … كذلك ظهور وتطور الهندوسية. فبالرغم من أهمية كل من هذه الحركات فإن توزيع الفضل في قيامها يكاد أن يكون متساوياً، لذلك لا أحد منهم يمكن أن يضاف إلى  قائمة المئة. رأيت أنه من الأفضل عدم اختيار الأول من بين المتساويين . فكل شخص تضمنه هذا الكتاب تم اختياره على أساس تأثيره الشخصي المباشر بدلاً من اختياره ممثلاً لحركة مهمة . 

عندما يتشارك اثنان في عمل واحد بالتساوي, يؤدي إلى إنجاز مشترك، بحيث لا يمكن الفصل بين جهديهما,  تعاملت بقانون خاص وهو.. إدخالهما معاً في قيد واحد.

مثال لذلك الأخوان (أورفيل وويلبر رايت)  في اختراعهما للطائرة… كذلك (كارل ماركس وفريدريك انجيلس) اشتركا في قيد واحد, بالرغم من أنه عنون باسم ماركس, الذي أعتبره الأكثر أهميى بين الاثنين. هناك عدد آخر من الذين عملوا معاً وطبق عليهم نفس القانون. يجب أن أنوه هنا إلى أن هذا القانون لا ينطبق على الذين عملوا في نفس المجال بل ينطبق على الذين كانوا شركاء لهم دور في ذلك العمل.

قد يرى البعض أن بعض الاكتشافات أو الاختراعات كان من الممكن اختراعها أو اكتشافها بواسطة أشخاص آخرين ولو بعد حين… مثل اكتشاف  (ماركوني) للراديو… وأن احتلال إسبانيا للمكسيك كان حتمياً حتى لو لم يوجد (هيرناندو كورتس)… أو نظرية النشوء كان يمكن التوصل إليها بدون (تشارلس دارون). إلا أنه في الواقع قام  بهذه الإنجازات (ماركوني, وكورتس, ودارون) ولا يجدي قول إن اكتشافها كان حتمياً.  

هنالك أيضاً  بعض الشخصيات التي قامت بأعمال ما كانت لتحدث أبداً بدونهم.

  في تقييم وترتيب هذه المجموعة برزت مجموعة مختلطة وغريبة,  من أعضائها (جنكز خان, بيتهوفن , وويليم الفاتح)، فقد أعطتهم إنجازاتهم وزناً أعظم  لأن هؤلاء الأفراد كان تأثيرهم شخصياً ومباشراً بكل ما تحمل الكلمة من معنى.

بالنسبة للمرأة….. فإن تأثير المرأة في شأن البشرية له وزنه, بالإضافة إلى الإسهامات التي قدمتها للثقافة والتحضر الإنساني, من الواضح أنها  أكبر بكثير مما تشير إليه عددية النساء في هذه القائمة. إن توفر الموهبة والفرص لبذل تأثير كبير يخلق كوكبة من الشخصيات المؤثرة. إلا أنه وعبر التاريخ حرمت النساء من هذه الفرص ووجود اثنتين فقط في هذه القائمة إنما هو انعكاس لهذه  الحقيقة المؤسفة. لا أرى فائدة في محاولة إخفاء حقيقة الاضطهاد المخزية بإضافة بعض النساء للتمويه . 

كتب هذا الكتاب على أساس ما حدث حقيقة, في الماضي لا على ما كان يجب أن يكون. مثل هذه الملاحظات تنطبق أيضاً على مجموعات إثنية وعرقية تعرض أفرادها لشكل من أشكال الاضطهاد … فلم يعطوا الفرصة بالرغم من أن بعضهم كان يمتلك الموهبة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى