الحكومة والثورية.. سبر أغوار (التفاصيل)!!

 

الخرطوم: عوضية سليمان 

أخيراً، كلّلت دولة جنوب السودان، جُهُودها حول مُفاوضات السلام في السودان بين الحكومة وفصائل الجبهه الثورية والتي استمرت عدة أيام بنجاحٍ، بعد التوقيع على اتفاقية وقف العدائيات والإعلان السياسي من داخل قاعة بالقصر الرئاسي بعاصمة الجنوب (جوبا) والتي أفلحت في طي صفحات الخلاف المُحتدم منذ سنواتٍ، بحضور رئيس الجنوب سلفا كير ميارديت ورئيس المجلس السيادي ورئيس الوفد الحكومي التفاوضي وقيادات بارزة من الطرفين.

مُحلِّلون أكّدوا لـ(الصيحة) أن ما جاء في الاتفاق يعد إعلان مباديء فقط، منتقدين لجنة التفاوض التي قالوا إنها لم تفصح عن تفاصيل الاتفاق وأخفت الكثير من تفاصيل سير التفاوُض.

فاقد الشىء لا يُعطيه

تفاهمات الوفد الحكومي ومُكوِّنات الجبهة الثورية الأخيرة بجوبا عاصمة دولة الجنوب، أثمرت عن اتفاق أحدث تحوُّلاً جذرياً في ملف الأزمة بين الطرفين، وقضى بضرورة إجراء مُكوِّنات الثورية، تفاهُمات داخلية يصلون فيها لاتفاقيات حول القضية، هذا ما جاء به المحلل السياسي د. عبده مختار في حديثه لـ(الصيحة) وقال: هذا الاتفاق يعتبر خطوة كبيرة واختراقاً مُقدّراً للحل الجذري الشامل للأزمة السودانية، مبيناً أن الأرضية أصبحت مشتركة بين الأطراف، وأنّ الأهداف متفق حولها، وقال: ما تبقى عبارة عن تداوُل حول الآليات والترتيبات وهذه أشياء يمكن التغلب عليها في أقرب فترةٍ ممكنةٍ مِمّا يبعث التفاؤل نحو الحل الكامل للمسألة السودانية، وأضاف: ما حدث متوقع لأنّ النظام السابق كان سبباً وطرفاً فى المشكلة (وفاقد الشيء لا يعطيه)، فالنظام الفائت هو من تسبّب في هذه الأزمات وفجّر كل الحروب الأهلية والفتن والضواغن الاجتماعية، وأثار النعرات القبلية وساد الظلم والفساد في عهده.. وأبان الكاتب الصحفي مختار أن النظام السابق لم يكن مُتوقّعاً أن يكون طرفاً فى الحل، مُشيراً إلى أنه عكس الأطراف الحالية التي تسعى لتحقيق السلام الشامل والتنمية العادلة ودولة المُواطنة والديمقراطية الحقيقية والحكم الراشد، مُشيراً الى أنّ هذه هى المباديء الأساسية التي يجب أن تسود لاجتثاث كل المظالم، وبالتالي يعم الرضاء والسلام الاجتماعي والأمن والاستقرار، مُبيِّناً أنها مطلوبات أساسية من أجل النهضة.

اتفاق مجهول

ما جاء من اتفاق من قبل الحكومة والجبهة الثورية بدولة جنوب السودان ليس هو اتفاق كما ذكر، وإنما هو إعلان لاتفاق تناقش تفاصيله في المُفاوضات الجارية، وتساءل المحلل السياسي الدكتور حسن الساعوري: ما الذي تم في جولة جوبا وأين تفاصيله المطلوبة والتي ننتظرها منذ سنوات؟ وأضاف: ما تم من اتفاق حول وقف العدائيات ليس بالجديد على التفاوض، بل شيءٌ قديمٌ من قبل مُفاوضات الحُكومة السّابقة، وقال: نحن نُريد تفاصيل دقيقة بشأن الملف الأمني الذي أرهق الدولة والقائمين عليه، لذلك نرجو من المُفاوضين توضيح تفاصيله، وقال: نحتاج إلى اتفاقية السلام، وتساءل مَن الذي سيكون الرئيس ومَن هو نائبه؟ هذا هو التفاوض الذي يهمنا ونبحث عنه، كذلك ما هي معايير وكيفية توزيع الثروة ووضع جيش الحركة الشعبية قطاع الشمال وغيرها من الترتيبات، وهنالك دمج وتسريح وتعويض ولهم شهداء، وكم عدد الحركات المسلحة وكيفية تعويض شهدائهم، وأضاف: هذه الأسئلة لم ترد في توضيح الاتفاق الحالي، لذلك حتى الآن نستطيع أن نقول انّ هنالك نوايا حسنة على الاتفاق، لكن لا يُوجد اتفاقٌ على القضايا الأساسية أو على الأقل نَأمل أن يَصدروا تَوضيحاً أكثر، وتساءل مرةً أخرى: لماذا لم يُوضِّحوا تفاصيل الاتفاق وما رأيناه اليوم لم يُوضِّح شيئاً جديداً، وإذا كان هنالك فعلاً اتفاقٌ حاسمٌ لماذا أخفوا علينا هذه التفاصيل..؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى