العلاقات السودانية الروسية.. مكاسب ومصالح 

 

تقرير: إنصاف أحمد

تعتبر العلاقات السودانية الروسية قديمة، فخلال السنوات الماضية عقدت البلدان عدة اتفاقيات خاصة الأمنية، بجانب الاقتصادية، وتناولت وسائل الإعلام أن رئيس المجلس العسكري الفريق أول عبد الفتاح البرهان أمس قام بزيارة إلى روسيا حيث تعد الزيارة الأولى للبرهان بعد قيام الثورة والإطاحة بالنظام السابق والتي كانت لديه علاقات قوية معها فتمت العديد من الزيارات الماكوكية وعقد شراكات عديدة خاصة في مجال السياحة وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 438.7 مليون دولار في عام 2017، و117.7 مليون دولار في الربع الأول من العام الحالي من العام 2018 . وكشفت مصادر (الصيحة) أنّ البرهان يُرافقه عددٌ من الوزراء في جولته الخارجية التي تبدأ بروسيا للمشاركة في مؤتمر “روسيا وأفريقيا”، بجانب بحث سبل تطوير العلاقات بين البلدين وفتح أبواب جديدة للاستثمار، فبالرغم من أن السنوات الماضية كانت هنالك زيارات متبادلة إلا أنها لم يكن لها أثر واضح خاصة في مجال التعاملات التجارية وغيرها، ولكنها تركزت على المجال الأمني بشكل كبير، كما تميزت العلاقات بين الخرطوم وموسكو بكونها مزيجاً من المصالح المشتركة والتقاطعات الكبرى على المستوى الاستثماري والتنموي، حيث إن البلدين كانت بينهما آفاق واسعة من التعاون والعمل المشترك في مجالات الاستثمار والتنمية وتبادل المنافع.

ويعد ملف التعدين من أهم الملفات بين البلدين، بعد أن وقعت وزارة المعادن السودانية مع شركة “سيبيريا” الروسية في يوليو عام 2015 صفقة استثمارية ضخمة، حازت بموجبها الشركة على امتياز لتعدين الذهب في الولاية الشمالية، وأعلنت الوزارة أن الشركة اكتشفت احتياطيات كبيرة من الذهب الخام بين ولايتي البحر الأحمر ونهر النيل تبلغ 46 ألف طن، وتُقدر قيمتها السوقية بمئات المليارات من الدولارات، إلا أنه دار لغط كثيف حول تلك الشركة والتي اتهمت بأنها شركة وهمية بل سعت إلى نهب ثروات البلاد للعلاقات المشبوهة التي دارت حولها.

ومن ناحية أخرى ينظر خبراء إلى أن زيارة البرهان لروسيا والمشاركة في القمة في الوقت الحالي أنها تعد فرصة كبيرة يجب استغلالها لعكس التحولات السياسية التي يمر بها السودان خاصة بعد نجاح ثورة ديسمبر، وتشكيل مؤسسات الفترة الانتقالية بجانب فرصة لعرض السودان لأمكانياته الضخمة في مختلف الموارد الاقتصادية، وفي مجالات الاستثمارات.

ومن المعلوم أن القمة المقامة ستبحث التعاون الأفريقي الروسي في المجالات السياسية والاقتصادية بجانب التوقيع على عدد من الاتفاقيات وبرتكولات التعاون في المجالات التجارية والاقتصادية والاستثمارية، فضلاً عن مناقشة التحديات التي تواجه علاقات روسيا مع الدول الافريقية، حيث أوضح الخبير الاقتصادي د. هيثم محمد أن الزيارة هامة لأنها تأتي في زمن تحدث فيه تحولات إيجابية كبيرة في العلاقات بين البلدين في الفترة الأخيرة مشيرًا أن روسيا تمتلك الصندووق الروسي للاستثمار فلابد من استمرار التعاون وبناء الشراكة الاستراتيجية وبحث العديد من الفرص المتاحة وتنميتها، حيث أن الشركات الروسية أعمالها ونتائجها واضحة على أرض الواقع خاصة في مجال التعدين وأنها مستمرة في استثماراتها دون إشكالات، وقال خلال حديثه للصيحة إن روسيا لديها خبرات في زراعة القمح حيث أنها أكبر مصدري القمح في العالم، وتمتلك تكنلوجييا صناعية زراعية هائلة، فإن الارتباط بها اقتصادياً لابد أن يكون له مردود إيجابي كبير على الاقتصاد السوداني، وهذا ما يحتاجه السودان الآن بشكل عاجل، وأضاف أن حجم التبادل التجاري الحالي هو 500 مليون دولار تقريباً وصفه بالمتواضع مقارنة بحجم الاقتصاد الروسي، وأشار: يمكن الاعتماد على الخبرات الروسية في القطاعات الاقتصادية زراعية وثروة حيوانية وصناعة جلود وقطاع التعدين والنفط بالإضافة إلى السكك الحديدية ومجال الكهرباء والسدود

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى