في أوجاع النساء!..

“أنسنة الأفكار ھي التي تزن وعي المرأة والرجل على حد سواء، وھي التي تقیس خطوات كل منھما على مدارج الفكر المستنیر” .. الكاتبة ..!

“لیلى” بطلة روایة “الطریق إلى المنارة” – للكاتبة الإنجلیزیة الفذة “فیرجینیا وولف” – جسدت حالة الإحباط التي تزھق روح المحاولة حینما تتعثر آمال النساء بعلل الأزواج ومزالق الزواج،

فاستخفت بجلال المعنى، واختزلت أروع لحظات الأمومة التي تحلم ملایین النساء بأن یعشنھا، قائلة “ھذا ھو الزواج إذاً، رجل وامرأة ینظران إلى طفل يقذف بالكرة” ..!

ما یعنینا من حالة “لیلى” – بعیداً عن سیاق الروایة – هو أنھا تمثل الصورة النمطیة الأكثر شیوعاً لسيطرة الشعور بالخذلان على عواطف المرأة التي تطمح لإعادة صیاغة ذاتھا وتأكید حضورھا الإنساني بعیداً عن حظائر التقالید، لكنھا لا تنجح لأسباب، بعضھا یصنعه الرجل، وبعضھا الآخر يأتي كنتيجة راجحة لأفعال ومواقف المرأة نفسھا ..!

فھي أیضاً تتحول أحیاناً – وبقدرة قادر – إلى حارسة للتقالید تذود عن حیاض العرف وتتعسف في ممارسة السلطة، كلما تعثرت بمظاھر التجدید الذي تحمل لواءه الابنة أو الحفیدة. فیندلع الخلاف وتتسع الفجوة. في صراع نسائي – نسائي، یضاف إلى غنائم الذكر/الرجل، وینتقص من مكتسبات الرجل/الرجل .. ألیس كذلك..؟!

فلنقل إنه كذلك!. أو على الأقل إنه بعض ما تجسده حكايات اجتماعية حزينة بطلاتها نساء مغلوبات على أمرهن. والملاحظ أن صور التنمیط مع العنف ضد المرأة حاضرة أيضاً في الدراما السودانیة. وأذكر أنني قد سمعت الأستاذ السر السید بأن أكثر من تسعین بالمائة من نماذج العنف ضد المرأة في الدراما السودانیة ضحایاھا ربات منازل. وأن الدراما السودانیة قد تناولت التسلط من خلال الأخ والأب والزوج فقط. ثم ابتعدت عن مناقشة القوانین واجتراح الحلول كما تفعل نظیرتھا المصریة ..!

وھذا یؤكد حاجتنا إلى نصوص واعیة ترتقي بالفن والدراما والمسرح، نصوص مكتوبة – لا بترف التعاطف الذكوري إن وجد – بل بوجع نسائي خالص. وهو یدلل أیضاً على حاجتنا إلى مراجعة الخطاب الدیني الذي یتناول قضایا المرأة في وسائل الإعلام ..!

وما یزال البحث جاریاً عن المزید من النماذج لامرأة إعلامیة تقدم إنسانیتھا على أنوثتھا، وتدعو المشاھد/ الرجل إلى أن یستفید من حضورھا الإنساني قبل ظھورھا الشكلاني. فتؤسس بذلك لثقافة الحیاد النوعي في تفاعل الرجل والمرأة – على حد سواء – مع منجزات الآخر..!

أما النجاح – في ذلك – فھو سھل ممتنع، لأنه لا یقف عند حدود ما ترفضه المرأة، بل یتوقف على فلاحھا في تشیید ما ترید له – حقاً – أن یكون ..!

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى