(حميدتي).. وبشريات السلام!!!

*المفاوضات التي جرت وتجري هذه الأيام بجوبا عاصمة دولة جنوب السودان، بين الحكومة الانتقالية والحركات المسلحة، لا تشبه سابقاتها من جولات التفاوض، التي أضاع السودان فيها فرصاً بالجملة لإحلال السلام الشامل والعادل في بلادنا الحبيبة، والسلام (سلعة غالية) لابد أن يُدفع ثمن لهذه السلعة الغالي والرخيص.

* (الإرادة) التي توفرت للوفد الحكومي، والتفويض الذي يحمله الفريق أول محمد حمدان حميدتي نائب رئيس مجلس السيادة ورئيس وفد الحكومة، هما ما أسرع بنتائج مبشرة في أول الجلسات، فقد مضى الوفد على ما قاله رئيس المجلس السيادي الفريق أول عبد الفتاح البرهان، عندما أكد في الجلسة الافتتاحية أن الجميع هنا في المفاوضات (سودانيون شركاء) في رسم مستقبل السودان، وقوله إن حملة السلاح شركاء في ما حدث من تغيير، ولهم كامل الحق في المشاركة فيما تؤول إليه الأمور في السودان.

* لهذه الأسباب نجحت الجلسات الأولى في الوصول لإعلان مبادئ يتضمن الاتفاق على الملف السياسي والترتيبات الأمنية، والمساعدات الإنسانية.. وكانت كلمة الفريق أول حميدتي وتأكيده تنازله عن منصبه لعبد العزيز الحلو تمثل سقف الإرادة المتوفر عند الحكومة الانتقالية، التي تريد السلام الشامل والعادل، ولا تهمها المقاعد أو المواقع، وبهذا يمكننا القول إن حميدتي هو رجل السلام الأول في السودان، لأنه أثبت ذلك بالأقوال والأفعال، ولن توقفه المناصب والكراسي عن هدف الوصول إلى السلام.

* بهذا الموقف يثبت حميدتي أنه عسكري ورجل سلام وهو الوحيد الذي أبدى استعداده لتقديم كل شيء من أجل تحقيق السلام الشامل والعادل حتى إذا كان ذلك هو الموقع الذي يجلس عليه، وهذا هو قمة الاستعداد للتضحية لأن السلام كما ذكرنا (سلعة غالية)، ولن يتم الوصول اليه إلا بالتضحيات الكبيرة.

* تصريحات ومواقف وفد الحكومة المفاوض، هي ما يحتاجه السودان لبلوغ غايات السلام، والانفتاح نحو الآخر ومعاملته كشريك في التغيير والإيمان بدوره في رسم طريق المستقبل للسودان.

* ما يقوم به الوفد الحكومي المفاوض في جلسات جوبا، وما ظل يؤكد عليه رئيس الوفد الفريق أول محمد حمدان حميدتي بمواقفه، هو ذاته ما يحتاجه السودان لبلوغ السلام الشامل الذي ينتظره أي سوداني غيور على بلده، هذه المواقف ينتظرها المواطن في مناطق النزاع على أحر من الجمر، حيث ظل المواطن صاحب المصلحة ينتظر ذلك سنوات وسنوات.. وينتظر مقدم السلام من بين أصوات الرصاص.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى