مستشفى الدرن (أبو عنجة).. التردّي المُريع

 

مسؤول: المستشفى يعاني والسل في تزايد مستمر

مواطنون: نطالب بإبعاد المستشفى عن الأحياء السكنية حفاظاً على أرواحنا

مصدر : الوضع المتردي يُعزَى لعدم العدالة في توزيع التنمية

المستشفى يقبع في مستنفع آسن ودورات المياه تصيب بالغثيان

تحقيق: محيي الدين شجر

مستشفى أمدرمان التعليمي للصدر والباطنية (أبو عنجة) والمعروفة باسم مستشفى الدرن (السل) بأبو عنجة أمدرمان يقبع في مستنقع آسن رغم الجهود المبذولة من قبل الإدارة ومن قبل المنظمات التي تقدم له الدعم باعتبار أنه متخصص في مرض خطير يتطلب العلاج منه عدة سنوات .

والزائر مستشفى أبو عنجة لعلاج الدرن رغم خطورة المرض وسرعة انتقاله يتفاجأ ببيئته المتدهورة حد الغثيان، وبالمستوى المتدني لدورات المياه والتي لا تليق بالإنسانية في ظل وجود مرضى يحتاجون إلى أعلى درجات النظافة.

“الصيحة” وبعد وصول شكاوى من مواطنين يقطنون بالقرب من المستشفى سجلت زيارة لها وخرجت بتفاصيل يشيب لها الولدان.

جولة ميدانية:

توكلت “الصيحة” على الحي القيوم، وقامت بزيارة سرية إلى المستشفى الكائن بحي أبو عنجة، حيث رصدت في جولتها داخل حرم المستشفى تعطل 32 حماماً تعطلاً كاملاً، وشاهدت بأم عينيها عنابر متسخة تحيط بها غابة من الأشجار من كل جانب، كما لاحظت كميات مهولة من أكوام النفايات، إضافة إلى الأوساخ التي تنتشر في أجزاء واسعة من فناء المستشفى..

في حين شاهدت المرضى يستلقون في برندات في حالة يرثى لها ومنهم من يجلس تحت الأشجار, ووجوه المرضى تكشف عن بؤس يلاقونه وعنت يواجهونه..

تزايد الإصابات:

مصدر بالمستشفى ــ فضل حجب اسمه ــ قال لـ (الصيحة) إنه رغم الجهود التي تبذلها الإدارة إلا أن المطلوب أكبر من طاقتها لأنها تحتاج إلى بناء عنابر جديدة خاصة وأن المباني تم إنشاؤها في العام 1936

وأضاف أن مستشفى الدرن كانت أصلا (كرنتينة) حمد النيل، والتي قامت على أرض حكومية تابعة لوزارة الصحة تبرع بها السيد قرنفلي في الثلاثينات، وهي نحو 20 فداناً ثم أضيف لها قسم الحوادث في عام 2008م.

وقال: بالمستشفى حالياً 38 مريضاً فيهم من يقيم إقامة دائمة نتيجة لإصابته بالدرن المقاوم، ويأكل ويشرب على نفقة المستشفى، وذكر أن كثير من المصابين يترددون على عيادات الحوادث ويتابعون حالاتهم في العيادات المحولة، وقال إن معظم المرضى من دول الجوار و دول شرق أفريقيا.

لا توجد إحصائية

وحول عدد المصابين بالدرن في السودان، قال: لا توجد إحصائية دقيقة، ولكن بصفة عامة هناك تزايد في أعداد المرضى المصابين بالدرن في السودان..

وذكر أن المستشفى تعد الوحيدة في السودان وفي أفريقيا المتخصصة في علاج الدرن.

وقال إن المستشفى تعاني من مصاعب حقيقية أبرزها مشاكل الصرف الصحي والبيئة متردية وتذبذب في الكهرباء وتفتقر إلى بعض الأجهزة مثل جهاز وظائف الرئة وأجهزة التحليل الكيميائي وبنك الدم يحتاج إلى تأهيل…

العدوى

واستفسرت “الصحة” أحد الأطباء بالمستشفى، حيث ذكر أن مرض الدرن مرض معدٍ ينتقل من الشخص المصاب للآخر غير المصاب عبر السعال، وأن هنالك نوعاً آخر ينتقل من الحيوان المصاب للإنسان، وأضاف: هنالك نوع من الدرن يصيب العظام ونوع يصيب الإمعاء ونوع يصيب الغدد الليمفاوية وفي كل الأحوال يدخل إلى الإنسان عن طريق الرئتين ..

أوضاع متردية

وتحدث لـ (الصيحة) مسؤول بالمستشفى وقال إن الوضع المتردي جاء نتيجة لعدم العدالة في توزيع التنمية، وكل الإشراقات التي تمت كانت من خلال المجهودات الفردية ..

وقال إن العاملين بالمستشفى يعيشون أوضاعاً قاسية مع أنهم يقومون بعمل كبير ويحتاجون إلى رفع أجورهم ورفع بدلاتهم وهم يتعرضون للإصابة بالعدوى وحافز العامل فقط 150 جنيهاً..

وطالب بدعم وجباتهم معلقاً بقوله بأن الغذاء الجيد هو خط الدفاع الأول لمحاصرة المرض والحد من انتشاره ..

بيئة قذرة

التقت “الصيحة” بعدد من المصابين بالدرن من المقيمين بالمستشفى حيث أكدوا أن احد لاعب السلة المعروفين مقيم بصفة غير دائمة بالمستشفى، وقالوا إن البيئة غير نظيفة ولا توجد منافع كما اشتكوا من كثرة البعوض وانتشار الأوساخ والنفايات ..

الاختلاط

اللواء معاش الطاهر عبد الله، يسكن بالقرب من المستشفى اشتكى لـ (الصيحة) من الحالة المتردية للمستشفى، وقال إنها تفتقر إلى البيئة الصحية، وقال إنه شاهد عدداً كبيراً من المرضى يتناولون الطعام ويشربون الشاي أمام مجمع الخدمات بأبو عنجة، مشيراً إلى أن المجمع يرتاده أكثر من 11 آلاف شخص في اليوم لقضاء خدمة، وقال إن المصابين بالدرن في كل العالم يتم التحفظ عليهم في أماكن بعيدة لسهولة انتشار المرض.

وقال إن وجود المستشفى وسط الأحياء يؤدي إلى انتقال العدوى خاصة في ظل بيئتها المتردية، وطالب الجهات المعنية بنقلها إلى مكان آخر حفاظاً على سلامة السكان ..

واضاف: كيف يسمحون لها بأن تظل في مكانها طوال تلك الفترة والأحياء تحيط بها إحاطة السوار بالمعصم…

ملاحظة

شاهدت “الصيحة” عمليات تجري لقص الأشجار وتشذيبها وحينما استفسرت عن الأمر تبين لها أن المدير الإداري والذي انتقل إلى المستشفى مؤخرًا رأى ضرورة تنظيف المستشفى وتهذيبها ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى