Site icon صحيفة الصيحة

العدالة الانتقالية

*1*.               

الحمد لله تمت مناقشة بحثي المقدم لنيل درجة الماجستير الذي تأخر كثيراً وتغيرت مواضيع البحث لأكثر من خمسة مواضيع لم أجد نفسي فيها… فتركت الأمر برمته وانشغلت بأمور الدنيا وبهجتها وسرورها وأحرانها.

إلى أن اكتشفت أن هناك موضوعاً جديدًا قديماً ولكن فرضته ظروف عالمنا المحلي والإقليمي والعالمي، وهو موضوع في مجال علم النفس السياسي بعنوان: العدالة الانتقالية ودورها في كف العنف والتعصب وتقدير وتحقيق الذات.. مثال الحوار الوطني كآلية من آليات العدالة الانتقالية.. 

والذي تقدمت بتسجيله في معهد بحوث دراسات العالم الإسلامي، وهو أحد إشراقات جامعة أمدرمان الإسلامية التي لي فيها عرق وهوى..

*2*.                 

فقد درست بأمدرمان الإسلامية  فيها الشق الثاني من دراستي الجامعية في مجال  التربية بجانب دراسة التاريخ بكلية الآداب.

*3*            

العدالة الانتقالية برنامج تلجأ إليه الدول التي انتقلت من وضع سياسي ديكتاتوري شمولي إلى وضع منفتح ديمقراطي.

*4*            

 العدالة الانتقالية تعني الانتقال من نظام مأزوم شمولي إلى نظام ليبرال ديمقراطي جديد،

العدالة الانتقاليه تستوعب جملة من العناصر

1 المحاسبة.

2 الكشف عن الحقيقة.

3 المصالحة

4 إصلاح المؤسسات.

5 جبر الضرر.

*5*            

 الحوار الوطني كان في إمكانه أن يكون آلية عادلة لتحقيق السلام والعدالة وإنصاف الضحايا ومحاسبة من تسبب في الصراعات والنزاعات وان تؤطر لاتفاقيات تضمن تحقيق جبر الضرر لكل من تضرر وأصابه الظلم من مؤسسات وأفراد.

ولكن للأسف توصياته بقيت حبيسة أضابير الأمانة العامة ولم تر النور.

والحوار هو مدخل للوصول لحلول بين الأطراف المتنازعة، وقد لجأت إليه أمريكا في حرب الاستقلال وكذلك اليمن، والآن سلجا إليه فرنسا.. فهو آلية عالمية.. ونحن بالسودان حسب الوثيقة الدستورية سنلجأ إليه في الحوار الدستوري.

*6*               

 تبقى معرفة الحقيقة وكشفها من أهم الآليات التي تساهم في عملية تحقيق السلم والمصالحة والعدالة الانتقالية باعتبارها حقاً قانونياً أصيلاً إلى جانب أنها حقيقة إنسانية لصيقة بالفرد.

وإن معرفة الحقائق وتوثيقها تؤطر لتاريخ حضاري من أجل تحدي مستقبل مشرق للأجيال القادمة، وتمنح المجتمعات القدرة على منع تكرار أحداث مماثلة  للتي وقعت.

نلسون مانديلا قال: “يجب ألا ننسى، ليس لأننا لا نسامح، ولكن لكي لا تتكرر مثل هذه المظالم”..

*7*              

أحببت موضوع البحث وتأثرت بحقل حقوق الإنسان

ووجدت الخبير في العلوم السياسية وعلم النفس المفكر البروفسير عبد الرحمن أحمد عثمان

هو من يحقق لي حلمي بالنهل من هذا المنبع الصافي..

شكراً أستاذي ودمت ذخراً للعلم وللوطن.. 

*8*               

 أحياناً تختصر العدالة الانتقالية.. بعدت بنا الثقة

في الاعتراف.. الاعتذار.. المصالحة.. المعافاة..

ثم جبر الضرر.

المجتمع الدولي ساهم في دفع التعويضات لأسر الضحايا مع دولة المغرب بـ 200 مليون دولار.. 

 وكان قد تم إنشاء هيئة الإنصاف والمصالحة.. وأضاف لها الملك محمد السادس اسم الحقيقة

وارتضى المحاسبة لنظام والده وجده أي منذ استقلال المغرب.. 

حتى يتمكن من تهدئة  خواطرشعبه ويكف من إحساس القهر والغبن والإقصاء الذي نجم عن عهد من سبقوه.

وبذلك ضمن العدل والأمن لشعبه ودولته وملك أجداده

    *9*        

نعم، يجب ألا ننسى حتى لا تتكرر مثل تلك المآسي والمظالم ونرجع الحقوق لأهلها كما ينبغي. فالإنسان مخلوق كرمه الله على سائر المخلوقات الأخرى عقلاً وتفكيراً وإرادة وسخر له جميع الكون وما فيه من موجودات لينتفع بما فيها ويعمر وينتج وينمي ويبلغ عن ربه.  وأعطاه حقوقاً تكفل له الحياة الكريمة وتحفظ كرامته وتحمي عرضه، وحرّمت الشريعة كل ما يؤذيه ويلحق به الضرر وأوجبت كل ما فيه مصلحته.

وسنعود

Exit mobile version