صراع الجمهوريين والسلفيين الى أين!؟

* عندما أحمى الشيخ عبد الحي يوسف انتقاداته لأداء الوزيرة ولاء البوشي مصوباً (سهام نقده) لنشاط كرة القدم النسائية، لم يكن في حسبانه أن ذلك سيقود إلى (معركة) ساحاتها القضاء السوداني المشهود له بالكفاءة والنزاهة.. لكنه ساق ذلك من باب (النصيحة) والمناصحة في الدين، ولكن والحق يقال غن الشيخ عبد الحي أبدى قوة وبأساً في الشهور الماضية، وهو يخوض معركة شرسة مع اليسار السوداني وحكومة الثورة، ليس ذلك بداية بتكوينه وبعض حلفائه تيار (نصرة الشريعة)، وقطعاً ليس بمعركته الآنية مع وزيرة الرياضة، التي أصبحت معركة كبيرة بين عبد الحي ومريديه، وفي الضفة الأخرى مع حكومة التغيير ومجلس وزرائها الذي أعلن على رؤوس الأشهاد تضامنه الكامل مع الوزيرة، بل وجه وزير عدله لاتخاذ ما يراه مناسباً لإعلان هذا التضامن.

*وتلك خطوة من المجلس، وجدت استهجاناً كبيراً بين الصفوة والعوام، إذ كيف لمجلس وزراء كامل يرفع شعار دولة القانون والمواطنة، أن يناصر مواطناً ضد مواطن آخر؟! ثم تبريره الفطير أن موقفه جاء بسبب أن القضية قضية رأي عام، وأن الوزيرة إنما تنفذ سياسات حكومة كاملة ومجلس كامل.. وحتى إذا صحت هذه الفرضية، معلوم أن الوزيرة تقدمت بشكواها ضد عبد الحي في ساحة للقضاء، ولم تقدم شكواها أمام منضدة عبد الله حمدوك حتى يصدر المجلس قرار (التضامن).. والمعلوم عرفاً أن أي قضية في ساحات القضاء تترك للقاضي وسلطة القانون دون التأثير عليها بأي (مؤثرات خارجية).. ولكن للأسف ما جرى كان عكس هذه الفرضية تماماً، وهو ما ساق لانتقادات واسعة لنهج المجلس.

* قيام الوزيرة بشكواها ضد عبد الحي حرك جبهة عريضة لنصرته، خاصة عندما صور الأمر بأنه ضد الدين الإسلامي وليس شخص عبد الحي، فقد أعلن تيار نصرة الشريعة في مؤتمر صحفي مشهود وقوفه ومساندته للشيخ عبد الحي، ثم تزايد الاصطفاف بدرجة أوسع عندما قام عبد الحي بتصعيد خلافه مع مجلس حمدوك ووزيرة الرياضة، واستخدم لذلك أقوى منابره، وهو منبر مسجد خاتم المرسلين بضاحية جبرة أول أمس الجمعة، حيث تدافع مريدوه وغيرهم من السودانيين لسماع خطاب الشيخ، فصارت القضية وفقاً لذلك قضية رأي عام بامتياز.

* تصرف الوزيرة قاد من حيث تعلم أو لا تعلم إلى (محاكمة) الفكر الجمهوري، وإعادته للواجهة من جديد بعد ما يربو على الأربعين عاماً.. وكأن (المحاكمة السابقة) التي أطاحت بزعيمه ومؤسسه محمود محمد طه لم تكف الوزيرة ومسانديها، فأرادوا من حيث يعلموا أو لا يعلموا إعادة (بث فيلم) قديم قالت المحاكم السودانية فيه قولها وحكمها وانتهى الفيلم.

* عجبت من نبأ تناقلته الوسائط يقول إن كريمة الأستاذ محمود محمد طه (أسماء) نشرت على صفحتها بالفيس بوك استعدادها لمناظرة الشيخ عبد الحي في أية قناة أو منبر، وعلى رؤوس الأشهاد.. ولست أدري هل تريد أسماء مناظرة على فكرة انهزمت وزوت منذ ما يقرب الأربعين سنة؟؟! أم إنها تريد أن تناظر الشيخ في رياضة كرة القدم للنساء وموقف ذلك من الشرع الإسلامي الحنيف؟

* ما تسير عليه وبه هذه القضية، (مخيف) بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فهو يقود إلى (مواجهة) قطعاً ستمتد آثارها واسعة، وستشكل (فتنة فكرية جديدة) في سماء السودان، قطعاً البلاد والعباد في غنى عنها.. كان حرياً بمجلس الوزراء أن ينحو إلى الحكمة، ولا ينفخ في شرارة قد تقود إلى حريق.

 وختاما نسأل الله اللطف بالبلاد وبالعباد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى