استعادة ضبط المصنع !

في حالة تكاثر الفيروسات وفُقدان البيانات واضطراب “السيستم” فإن الذين يفهمون في البرمجيات يلجأون لـ”فرمتة” الجهاز بغرض استعادة ضبط المصنع “العودة لنقطة الصفر” ، و”الفرمتة” في الغالب هي الخيار الأخير لأنه قد يعني فقدان ما تبقى من البيانات، ولكنه في المقابل يُنظف الجهاز من الفيروسات ويعود به لوضعه الأصلي مما يجعله مهيأً للضبط والتغذية من جديد .

استوقفتني وأعجبتني عبارة “استعادة ضبط المصنع”، وأنا أطالع مداخلة للأخ الدكتور عصام بطران وهو يُعلق على رؤية البروفيسور إبراهيم غندور الرئيس المكلف لحزب المؤتمر الوطني ومنهجه وخطواته في إدارة شؤون الحزب خلال المرحلة القادمة، وكيف أنه اجتهد ولا يزالُ يجتهدُ بحثاً عن منافذ ووسائل تمكنه من فك الشفرة واستعادة ضبط المصنع وسط عضوية الحزب المنقسمة.

البروف غندور وبحكم تجربته السياسية والتنظيمية والأكاديمية والنقابية الطويلة الغزيرة، وبُحكم ما عُرف واشتُهر به من الذكاء والهدوء والتركيز والعقلانية والميل للتصالح وما يتمتع به من احترام وقبول وسط معظم فئات وقطاعات الشعب السوداني، لم يلجأ لإنكار حقيقة ثورة قطاع واسع من الشعب السوداني على “الإنقاذ”، بل عبَّر عن احترام حزبه لتلك الثورة الشعبية وأن ذلك يُوجب على حزبه الجلوس للمراجعة والإصلاح الداخلي بكل شجاعة وشفافية.

تحدث البروف غندور عن “المعارضة المُسانِدة” أي المعارضة الإيجابية التي تسعى بجد وإخلاص لخدمة الوطن وإسناد الحكومة وإعانتها بالرؤى والأفكار والأفعال المُثمرة ونُصحها وانتقادها عندما يقتضي الحال ذلك، وذلك بلا شك تفكير متقدم ومطلوب، وانتقد غندور أولئك الذين لجأوا عبر الأسافير للسخرية من د. حمدوك والتقليل من قيمة ظهوره اللافت أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقال غندور في تغريدةٍ له أن حمدوك يمثل البلاد وواجبٌ على الجميع احترام ذلك بصرف النظر عن اتفاقهم أو اختلافهم مع مضمون الخطاب .

عددٌ من منسوبي المؤتمر الوطني انتقدوا غندور وأبدوا عدم رضائهم عن ذلك الخط “المُهادِن” لكن الأغلبية الصامتة – في تقديري – راضية ومؤيدة لتلك العقلانية والكياسة التي من شأنها خدمة البلاد والمشاركة الملموسة في خروجها من نفق الأزمات الخانقة فضلاً عن الإسهام في تحسين الصورة الذهنية للإسلاميين التي ينشط كثيرون في تسويدها وتشويهها ، ولئن مضى غندور في هذا الخط العاقل رُبما ينجح في الفرمتة وإعادة البرمجة بأسرع مما يتوقع المراقبون .

خارج الإطار: 

القارئ يوسف علي الغزالي قال إن مَن يتحدثون عن نُصرة الشريعة عليهم نُصرة الشريعة بأفعالهم وليس انفعالاتهم . القارئ الوليد خلف الله قال : إذا أخطأت الإنقاذ في تطبيق شرع فإن تلك مسألة تخصها وتُحسب عليها لكنها لا تعني أبداً التراجع عن شرع الله . القارئ مجدي محمد السيد “سوق السجانة” انتقد أمين عام الضرائب السابق، وقال إنه أضر بالكثيرين من دافعي الضرائب بسبب تعطيله دولاب العمل الطبيعي ومركزته للقرارات عنده . 

القراء : النور زكريا، محمد قسم الله “سنار التقاطع” وأحمد رابح أحمد “محلية قلي” أشادوا بخطاب د. حمدوك أمام الأمم المتحدة وأن الرجل رفع رأس أهل السودان عالياً . القارئ محمد صالح طالب بالاستفادة من الوزيرة السابقة د. تابيتا بُطرس وقال إنها كنداكة سودانية مهنية ناجحة ومثقفة ونشطة وتتمتع بأخلاق عالية وقبول عام .

الرقم 0912392489 مخصص للرسائل فقط

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى