قصة مشروعات منظمة “نداء” من الألف إلى الياء (3-3)

متدربو المنظمة من الشباب والشابات يصرخون عبر "الصيحة"

قصة الـ(250) جنيهاً التي طُلب من المتدربين إظهارها خلال التصوير

متدرب: بناء المركز النسوي تم بدون أدنى درجة من المواصفات

المتدربة مريم: (مشيت بيتي وما في زول تاني سألني)

ليبا: حسن حامد 

تقع منطقة ليبا في محلية شرق جبل مرة بولاية جنوب دارفور على بعد أكثر من (١١٠) كيلومترات من حاضرة الولاية نيالا وهي تتبع للوحدة الإدارية بلي سريف، وتحد المنطقة من النواحي الجنوبية منطقة كدنير، والشمالية دربات حاضرة المحلية، والغربية منطقة سوني والشرقية الملم وحاضرة محلية الوحدة، أما الحرفة السائدة لسكان المنطقة فهي الزراعة والرعي، لكن غالبية الأهالي نهبت أموالهم عندما اندلعت الحرب في دارفور وأصبحت الزراعة الحرفة الرئيسة لغالبية السكان.

وتقع ليبا في موقع شبه فاصل ما بين الجبال والقيزان وتحاط بعدد من الجبال الضخمة التي تكسوها الخضرة والروعة والجمال ومن بين تلك الجبال جبال نوم لي، ريوا، أري، دارفوقو، فوقولي، وبالمنطقة سوق أسبوعي كل ثلاثاء تلتقي فيه العربات التجارية من مواقع مختلفة.

حصيلة التدريب 

بلغ عدد الشابات والشباب الذين دربتهم منظمة نداء بمنطقة ليبا  (٨٦) شاباً وشابة منهم (٦٠) تلقوا تدريباً في المنطقة، بينما (٢٦) منهم تدربوا في نيالا، إلا أن غالبيتهم أجمعوا على أنهم منذ تدريبهم لم يطلب منهم فعل شيء.

 وفي السياق، يقول  المتدرب يعقوب عبد العزيز إنهم تلقوا دورة تدريبية في نيالا في مجال الدعم النفسي وشبكات الحماية وتم منحهم شهادة ومبلغاً مالياً في (مظروف)، وعندما تم  فتحه وجدوا بداخله مبلغ (٢٥٠) جنيهاً، وزاد بقوله “بعد التدريب وحتى الآن (ما في زول قال لينا حاجة). 

وقال يعقوب إن بناء المركز النسوي تم دون أدنى تحقيق أي درجة من المواصفات، مشيراً إلى  أن كل ما تم إنجازه في ذلك هو حصائر ومباني زنك، وعندما جاءت الرباح (خلعته) بكامله. وزاد: (عندما أوصلنا صوتنا للمنظمة بضرورة أن يكون البناء من المواد الثابتة لم يلتفتوا لحديثنا حتى تلاشت معالمه)!!.

لم شمل

وعلى ذات المنوال يقول الشاب المتدرب موسى  سليمان آدم إنهم تلقوا تدريباً من قبل المنظمة  في مجال شبكات الحماية بمنطقة ليبا ولمدة ثلاثة أيام، وكان ذلك في رمضان قبل الماضي ومنحوا شهادة ومبلغ قدره (٨٦٠) جنيهاً لكل متدرب وعددهم ثلاثون متدرباً، وأقيمت نفس الدورة لمثل هذا العدد ليبلغ عدد المتدربين (60) متدرباً في هذا المجال، وبعد التدريب طلبت المنظمة البحث عن الأطفال فاقدي الرعاية، وتابع: (بالفعل بحثنا عنهم ولم نجد سوى طفلين وهما رمضان أبكر وطفلة تدعى ست النور قدمت لهما المنظمة بعض الخدمات والآن الطفلة مع جدتها والآخر تم لم شمله بوالدته بمنطقة ربكونا.

مبلغ للتصوير 

فيما أشار المتدرب علي آدم عبد الرحمن إلى أنه ضمن الذين تلقوا التدريب في نيالا في مجال الدعم النفسي الاجتماعي وكان عددهم (٢٦) فرداً، حيث تم استئجار عربة (لاندروفر) قامت بترحيلهم حتى الملم ومنها استقلوا  البص إلى نيالا حتى مقر المنظمة، وبعد استقبال مديرها لهم تم إنزالهم في فندق أبو جمال وكانت الورشة ليومين وكان ذلك في الفترة من ١٧ حتى ١٨/ ٥/ ٢٠١٨م، مضيفاً أنه ومنذ (التخريج) لم يحضر أحد من المنظمة، وكل ما تم قيام المدرب بتوزيع الشهادات ومعها ظرف مالي بقيمة (٢٥٠) جنيهاً طلب منهم وضعه خلف الشهادة لحظة التوثيق بالتصوير. 

موقف مريب للمعتمد!!

وذكر علي بأن المنظمة لم تستعن بهم بعد التدريب لتنفيذ نشاطها وإنما استعانت بأشخاص خارج شبكة الحماية. وزاد كان تدريبنا بنيالا بمثابة ضربة البداية للمنظمة للحصول على هذا الدعم. وأضاف علي أن المهندس الذي شيد المركز النسوي بمبلغ ٨٠ ألف جنيه ولكن عندما جاء للتنفيذ أفادهم بأن تكلفته بلغت (١٢٠) ألف جنيه، وأضاف قائلاً” بعدها جاءت لجنة التقييم والمتابعة المكونة من مفوضية العون الإنساني بالولاية ومن الوزارة وآخرين ومعهم موظفو المنظمة والمعتمد وعندما قام مدير المنظمة ويدعى الصادق بتقديم شرح حول تفاصيل المشروع وجد اعتراضاً من قبل مواطني المنطقة لعدم صحة بعض الأشياء التي ذكرها وخاصة التكلفة المالية التي دفعت للأطفال، وعندها تدخل المعتمد عبد الرؤوف بالرد قائلاً إن الذي قُدّم كافٍ ولو كان بسيطاً ولا داعي للتفاصيل، لكن اللجنة قيمت كل ما تم، وأضاف علي أن عدداً من المواطنين ظنوا أن هناك من لديه مصلحة في الموضوع لذلك حاول الكثير من المسؤلين عدم الخوض في الأمر.

السؤال الصعب!!

كما تحدث للصحيفة عدد من الذين نالوا التدريب واتفقوا في حديثهم على تلك المبالغ التي سلمت لهم مع الشهادات ومنهم عبد الصادق عبد المجيد حسن ومريم آدم مكي بالإضافة لمريم عبد الرحمنن ولكن الأخيرة قالت إنها شاركت في الورشة التي أقيمت بالمنطقة ضمن الثلاثين شخصاً لثلاثة أيام، لكنها لم تتحصل على شهادة وكذلك المبلغ المالي، وعند سؤالي لها عن الأسباب قالت بعد الورشة انتهت كان وعدوا المتدربين بمنحهم سكر وأنها عادت إلى منزلهم،  ولم يسأل عنها أحد بعد ذلك، مضيفة أنها وحين سألت البعض عن أسباب هذا التجاهل إلا أنها لم تجد من يجيب على سؤالها، وقالت إنهم في المركز النسوي تم تدريبهن على طرق التجارة والأعمال المنتجة الصغيرة مثل رسم الحناء والمشاريع الصغيرة وكيفية تنظيم المنزل وأشياء أخرى.

تحويل القضية للمركز

“الصيحة” وبعد العودة من رحلتها إلى المنطقة ووقوفها على المشروعات ميدانياً ذهبت إلى مقر منظمة نداء التنمية السودانية مكتب جنوب دارفور بنيالا، و الذي يقع غرب جامعة نيالا بغرض معرفة الحقيقة الكاملة حول ما أثير عن هذه المنظمة وما صرفته في المنطقة، وعندما وصلت مقر المنظمة برفقة زميلي الصحفي صلاح نيالا طرقنا باب مكاتب المنظمة عدة مرات لكن لم نجد أحداً غير لافتة  المنظمة الخارجية التي بها أرقام هواتف لشبكات فقمت بدوري بالاتصال بالرقم (……..) – محفوظ لدينا – تلقيت رداً من أحدهم وقلت له إنني أمام المنظمة ولم أجد أحداً فكان رده إنهم في ورشة، وأفادني بأنه في كردفان وأن المنظمة لديها أنشطة عديدة وأفرع بعدد من الولايات وعندما قلت له أنا صحفي وأرغب في الوصول لرقم مسؤول مكتب نيالا بغرض الوقوف على حقيقة ما تم تداوله حول مشروعات المنظمة بمنطقة ليبا قال لي إن هذه القضية حولت للمركز وإن ملفها  في طريقه إلى القضاء وسوف لن تجد من يفيدك بمعلومة في مكتب نيالا غير مديرها العام في المركز، وهنا انتهت المكالمة الهاتفية بيني وبين الذي استقبل مكالمتي ولم أتعرف على اسمه وموقعه في المنظمة.

من المحرر:

كانت رحلتنا إلى منطقة ليبا هدفها البحث عن الحقيقة أينما كانت وهي مسؤليتنا كصحافة، ومن واقع ما هو موجود على الأرض، فإن هناك تضارب في تقارير التنفيذ والتكاليف التي قدمتها المنظمة إبان زيارة لجنة التقييم والتي ذكرت فيها أن جملة  التكلفة حوالي مليون ونصف المليون، فما كشفت جولة الصحيفة أن تكلفة المشروع الضخمة التي أثيرت في وسائط التواصل الاجتماعي وما بين تكلفة المشروع المضمنة في الاتفاقية الفنية المبرمة بين وزارة الشؤون الاجتماعية بالولاية ومنظمة نداء التنمية السودانية، مقارنة بما ما هو موجود علي الأرض  مما يترك العديد من علامات الاستفهام، فالأهالي هناك يقولون إن ما تم بالمنطقة لا يتجاوز الـ(٥٠٠) ألف وما تحصلت عليه الصحيفة من مصدر موثوق بأن المنظمة ووفقاً لتقريرها التفصيلي ذكرت بأن جملة ما تم تنفيذه بالمنطقة بلغ أكثر من مليون وأربعمائة ألف جنيه بخلاف الصرف الإداري، وأن اللجنة إبان زيارتها التقييمية للمنطقة أبدت العديد من الملاحظات حول هذه المشروعات بحسب المصدر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى