بشمول وموضوعية وعدالة!

تَعَرّضت قوات الدعم السريع “قدس” وقائدها الفريق أول محمد حمدان دَقَلو “حميدتي” خلال الأشهر الماضية لحملة تقبيح وتشويه مُمنهجة ومقصودة ومُركّزة! عِمادها ومركزها ومُنطلقها أولئك الذين لا يريدون للوطن أمناً ولا استقراراً ولا نهضةً ولا تطوُّراً، بل فوضى وربكة وأزمات يعيشون ويتمدّدون في ظلالها ويسترزقون ويتكاثرون في مُناخها ويخدمون مصالحهم الخاصة تحت شعارات برّاقة جاذبة تسد الآفاق وتهز المَشاعر! تلك الفئة المخبولة أدركت أن “قُدس” مَحضن أمين وحِصن حصين لاستقرار البلاد وحراسة أمنها ومصالح شعبها فطفقت تستهدفها وتُضخِّم أخطاء أفرادها!

صَحيحٌ، ليس كل من ينتقد الدعم السريع ينطلقُ من منصّة تلك الفئة المريضة، وصحيحٌ أيضاً أنّ لقوات “قُدس” أخطاءً وسلبيات مثلها مثل أيِّ قوة تنشط وترابط وتُباشر دوراً على الأرض، لكن العدل يقتضي أن نتجرّد وننظر بشمولٍ ونُقيِّم بموضوعية ونحكم بعدالة، ننظر إلى الكوب بنصفيه المُمتلئ منهما والفارغ، ومثلما نبرز وننشر صوراً ومَقاطع لممارسات سيئة قام بها أفراد من “قُدس” أو نُسبت إليهم زُوراً وبُهتاناً، علينا أن ننظر إلى الجانب الآخر ونُقِرُّ ونعترف بجُهُود ومُبادرات “قُدس” في حياتنا العامة، بل نُشير إلى كيفية تعامُل قيادة الدعم السريع مع حالات التجاوُز والتفلُّت التي تقع من منسوبيها!

الناظرُ والمراقبُ للأوضاع في بلادنا يُدرك قيمة دور “قُدس” في إنجاح عملية التغيير التي تمّت في البلاد وحماية الثوار، ويُدرك دورها في توفير وانتظام الخدمات الأساسية خلال أشهر الفراغ التنفيذي الطويلة المُرهقة، ودورها في مُكافحة تهريب السلع والبضائع، ودورها في التواصل مع حَملة السلاح بمختلف العواصم ليضعوا السلاح ويعودوا لأحضان وطنهم، ويُدرك جهدها وسعيها نحو تحقيق المصالحات والسلام الاجتماعي كما حدث ببورتسودان وتفاصيله معلومة للكافة وبخاصة المهمومين بتماسك اللحمة الوطنية، ويُدرك أدوارها المُجتمعية والإنسانية فضلاً عن دورها الاستراتيجي المعلوم في تأمين الحدود ومكافحة تهريب البشر والجرائم العابرة.

إنّ ما تضطلع به قوات الدعم السريع ينبغي أن يكون مُستفِزاً إيجابياً لـ”قحت” الحزب الحاكم الجديد ولحكومة الدكتور عبد الله حمدوك التي يتفاءلُ بها الناس كثيراً، مُستفِزاً إيجابياً ومُحفِّزاً على التنافُس في الخير وفي خدمة المُواطن وفي طرح المُبادرات والمشاريع الكبيرة ذات الأولوية والسعي لتنفيذها، لا حاجة للمُواطن لأنشطة واهتمامات شكلية مثل تغيير اسم الساحة الخضراء أو اسم شارع الشهيد عبيد ختم بدوي أو تغيير شعار التلفزيون “لا إله إلا الله”، المواطنون بانتماءاتهم ومشاربهم السياسية كافّة ينتظرون الرخاء ومُكافحة الغلاء وانتظام خدمات المياه والنفايات والكهرباء وغيرها.

دَعُونا من المظاهر وركِّزوا على الجواهر، دَعُونا من “الشوفونية” الإعلامية وركِّزوا على التحديات الحقيقية، “تحزَّموا وتَلزَّموا” وأقبلوا على العمل ولا تهدروا وقتكم وطاقاتكم في معارك انصرافية مع عدوٍّ افتراضيٍّ ومناطحة عقيمة لطواحين الهواء!

خارج الإطار: القارئ ياسر محمد عبد الرحيم بعث برسالةٍ طويلةٍ أشاد فيها بقوات الدعم السريع ودورها في إسناد وتأمين ظهر الثورة ودورها المُجتمعي خلال الفيضانات والسُّيول، لكنه أشار لكثرة التفلتات في “قُدس” وأنّ ذلك رُبما كان بسبب استهداف البعض لها بإدخال عناصر مُتفلتة فيها مما يستوجب المراجعة.

الرقم 0912392489 مخصص لاستقبال الرسائل فقط.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى