بالونة اختبار

بالونة إختبار

صفاء الفحل

خارطة الطريق التي قدمتها سويسرا لحل الأزمة السودانية ليست بالجديدة ولا تختلف كثيرا عما يجمع عليه كل العالم، ولكنها ستصطدم مع ما يفكر فيه (الكيزان) وكامل ادريس (المستمع) الجيد لا يملك من أدوات تنفيذها شيئاً حتى إن كانت قناعته بأن لا طريق غيرها لإعادة الإستقرار للوطن فبنودها هي خلاصة ما وصل إليه كل العالم إلا (العسكر والكيزان) وظل يردده بصورة متكررة طوال الفترة الماضية عن ضرورة تأسيس دولة مدنية ديمقراطية وإيقاف كافة المليشيات وصناعة جيش مهني قومي موحد ينأى عن التأثيرات السياسية.

وسويسرا التي يبدو أنها تأمل خيراً في رئيس الوزراء الجديد حسب ما يشاع بأن جميع خيوط اللعبة ستكون في يده ورفعت سقف طموحاتها الى حدود (الخط الأحمر) الكيزاني أو ما ظلوا يقاتلون ويشعلون الحروب ويدمرون كل الوطن من أجل عدم حدوثه وهو إزالة تمكينهم أو نظام الثلاثين من يونيو وضمان المساءلة عن الجرائم المرتكبة منذ ذلك الإنقلاب المشؤوم لم تكتشف حتى الآن بحسن نواياها بأن (حدود) صلاحيات رئيس الوزراء الصوري لا تتعدي الإستماع والابتسام وزيارة أسواق بورتسودان وإطلاق أحلام وردية لا يملك من تحقيقها شيئاً.

وحتي لا يعتبر بعض (المغيبين) بأن سويسرا بعيدة عما طرح من مبادرات سابقة انتهت على حدود التعنت الكيزاني العسكري ويضحك البعض من سذاجة هذا الطرح المرفوض سلفاً من حكومة (بورتكوز) فإن إعادتها لطرح خارطة طريق جديدة بنفس الرؤى الدولية ما هو إلا (بالونة اختبار) لمعرفة حدود إمكانيات رئيس الوزراء الذي تحاول الحكومة الإنقلابية العسكرية تصويره بأنه تحول مدني كامل بالإضافة إلى أنها تحاول توصيل رسالة (ذكية) له مفادها بأنها تقف مع الطرح العالمي في مواجهة رسالته التي أعلنها بمجرد توليه المنصب بأنه يقف مع الحل العسكري أو (بل بس) وهو الطريق الذي لن يقود إلى إيقاف الحرب وإيقاف معاناة المواطنين.

ويبدو أن كامل إدريس بلا تفكير عاقل قد دخل إلى المجتمع الدولي من الباب (الخطأ) في محاولته إرضاء الحكومة العسكرية الإنقلابية وكيزانها أولاً، حيث بدأ يفقد رصيد (التفاؤل) الذي قوبل به بإحداث تحول ولو قليلاً في سياسات حكومة بورتكوز (المشربكة) ليصبح جزءًا من الصراع لا الحل ليقطع الطريق أمام المهمة التي من أجلها تم تعيينه وهي مصالحة المجتمع الدولي وفك الحصار المفروض على الحكومة الإفتراضية ليكون بغباء قد فشل في مهمته قبل أن يبدأ ومع الضعف الواضح في شخصيته يصبح لا قيمة له داخلياً أو خارجياً وأن الفائدة الوحيدة التي حققها هي تحقيق حلمه الشخصي بأن يصبح رئيساً للوزراء فهنيئاً له ولا عزاء للشعب الذي عليه أن يتحمل إستمرار المعاناة.

ولكن ستظل الثورة مستمرة والفجر قادم ..

وراية القصاص لن تسقط ابدا ..

والرحمة والخلود لشهدائنا ..

الجريدة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى