Site icon صحيفة الصيحة

كيف أججت ميليشيات بورتسودان حرب السودان؟ (إنفوغراف)

خريطة فوضوية تلك التي يمكن أن تضم أبرز الميليشيات التي تقاتل إلى جانب قوات الجيش السوداني منذ اندلاع الصراع الأهلي في البلاد أبريل 2023، مع تسيّد للميليشيات ذات التوجه الإسلامي المتطرف (الكيزان)، إضافة إلى أخرى تتشكّل من بقايا نظام الرئيس المخلوع عمر حسن البشير.

وفي تلك الفوضى  التي أججت الحرب الدموية أيضاً، هناك تشكيلات خارجية تؤكد اعتماد قوات عبد الفتاح البرهان على “المرتزقة” لإطالة أمد الصراع، كما تتعدد الميليشيات مناطقياً بين الشرق والغرب، وإن كان الثقل في بورتسودان، حيث الوجود المركزي لسلطة قوات البرهان وأجهزتها الأمنية.

مليشيات الكيزان

تشكل الميليشيات الإسلامية المتطرفة حضوراً واضحاً في الصراع بالسودان، وتأتي في مقدّمتها ميليشيا “البراء بن مالك” بسجلها الدموي، إذ ارتكبت انتهاكات واسعة ومشهودة ضد المدنيين، في مختلف مناطق البلاد، إلا أن أبشع مجازرها ارتكبت في دارفور متسمة بطابع انتقامي.

وتُعرف ميليشيا “البراء بن مالك” التي يرأسها المصباح أبو زيد وتضم نحو 20 ألف مقاتل، بأعمال التنكيل والتشويه على جثث ضحاياها، وسبق أن مثّل عناصرها بجثة مقاتل وبقروا بطنه وأخرجوا أحشاءه، في عمليات متكررة تهدف لترويع سكان المناطق التي يدخلونها.

وتعدُّ هذه الميليشيا الأكثر تسليحاً وتدريباً، إذ كشفت تقارير سابقة عن تلقيها تدريبات مباشرة من الحرس الثوري الإيراني، مركزة على تشغيل الطائرات المسيّرة التي أصبح لها تأثير كبير في سير المعارك، وأسهمت في زيادة كبيرة في أعداد الضحايا من المدنيين.

وهناك أيضاً ما يُعرف بـ “كتائب الظل” وهي التي تأسست في العام 2018، ومع اندلاع الصراع الأهلي الأخير، قاتلت إلى جانب قوات البرهان، في حروبه في جنوب السودان والنيل الأزرق وجنوب كردفان، إلى جانب لعب الأدوار الخفية في تصفية المتظاهرين والمعارضين السياسيين، وقد نشأت عن قوات الدفاع الشعبي، سيئة الصيت.

ومن ضمن الكتائب الإخوانية كذلك “البنيان المرصوص” التي تشكلت من عناصر سابقة في نظام البشير المخلوع ومقاتلين من مختلف الأجهزة العسكرية لجماعة الإخوان، خصوصاً جهاز الأمن السري التابع للحركة الإسلامية.

درع السودان

وهي إحدى أبرز الميليشيات التي تقاتل إلى جانب البرهان، ويقودها  أبو عاقلة كيكل، وتتشكل من نحو 75 ألف مقاتل، لكنّها عُرفت أكثر بارتكابها الواسع للانتهاكات، وكثيراً ما نددت المنظمات الحقوقية الدولية بمجازرها المشهودة، ففي يناير الماضي قالت “هيومن رايتس ووتش” اليوم إن “قوات درع السودان”، تتعمّد استهداف المدنيين على نحو “انتقامي”، وأن مجازرها ترقى إلى “جرائم حرب”.

وفي هجوم مروع على قرية كمبو طيبة بولاية الجزيرة في وسط السودان، قتل 26 شخصاً على الأقل، بينهم طفل، من مسافة صفر، كما تُعرف الميليشيا بعمليات النهب والسلب الواسعة وبشكل منهجي، بما يشمل المؤن الغذائية.

ميليشيات خارجية

في سعيها لإطالة أمد الصراع، اعتمدت قوات البرهان على أذرع خارجية، خصوصاً من إريتريا وإثيوبيا، وتنشط جلها في المنطقة الشرقية، وهو ما أدى إلى زعزعة الأوضاع في كل الإقليم، لا سيما أن المكونات الإثنية ممتدة ومتداخلة في الحدود الجغرافية للبلدان الثلاثة.

ودربت دولة إريتريا داخل أراضيها وتحت إشراف جيشها أربع ميليشيات مسلحة من شرق السودان، وهي: الأورطة الشرقية، قوات مؤتمر البجا المسلح، قوات تحرير شرق السودان، ومؤتمر البجا – القيادة الجماعية.

ميليشيات دارفورية

هناك أربع ميليشيات دارفورية حليفة لقوات البرهان تعمل في الإقليم، وهي كلها تحمل الاسم نفسه قوات حركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي، قوات حركة العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم، قوات حركة تحرير السودان بقيادة مصطفى طمبور، قوات تحرير السودان بقيادة صلاح تور.

وتم تكوين هذه القوات في شرق السودان بعد اندلاع الحرب في  أبريل 2023 من مقاتلين من أصول دارفورية تم تدريبهم بمعسكرات الجيش، وفي معسكرات الجيش الإريتري.

سجل مشترك

ورغم الاختلافات في المسميات والجهات الداعمة والولاءات، فإن كل الميليشيات المتحالفة مع البرهان، بل وقواته أيضاً مدانة حقوقياً ودولياً بارتكاب مجازر موصوفة.

وظهرت مؤشرات خطيرة لدى مراقبين تتعلق بكيفية ارتكاب قوات البرهان والميليشيات المتحالفة معه، انتهاكات دموية ضد المدنيين والعسكريين والمرافق العامة، بحسب تقارير حقوقية.

وشهد السودان اعتقالات واسعة لمحتجين، حيث وثقت منظمات المجتمع المدني حالات اختفاء قسري لعشرات السودانيين، واستخدمت قوات الأمن القوة المفرطة ضد المتظاهرين السلميين؛ ما أدى إلى مقتل المئات.

وتوسعت تلك الميليشيات بتنفيذ حالات الإعدام الميداني ضد المدنيين، في وقت أشار فيه خبراء إلى أن هذه الانتهاكات قد تجر البرهان إلى المحاكم الدولية المختصة بجرائم الحرب.

Exit mobile version