إرتيريا يا أختَ بلادى

إرتيريا يا أختَ بلادى
عبد الحفيظ مريود
النكتةُ اللطيفة تقولُ إنَّ مناضلاً سودانيّاً، على أيّام اتّخاذ التجمّع الوطنىّ الديمقراطىّ من أسمرا مقرّاً ومسرحاً، تسعينيات القرن الماضى، سكِرَ سكرةً “محترمة”. وفيما هو يحاول صعود درجات سلّم الفندق الذي يُقيم فيه، غلبته السّكرة، فرقد في الدّرجات الأولى. كان يطلبُ من الصاعدين والنّازلين مساعدته في الوقوف، بيدَ أنّهم – جميعاً – كانوا يتخطونه، دون إبداء شفقة أو تجاوبٍ طفيف.
زعل المناضل (الواقف لط)…وفي رقدته تلك، وجّه إليهم شتائمَ مقذعة..(حبش مقطّعين..السُّودان دا عمرو كلو شايل القضية الإرتيريّة لحدى ما نلتوا استقلالكم..سودانى وااااااحد سكران ما عايزين تقيفوا معاهو؟).
شايف كيف؟
لكنْ يبدو أنَّ الإرتيريين تذكروا وجوب الوقوف مع السّكران، بأخرةٍ ، كما يقول الشّيخُ مجاهد أبوالمعالى – دامتْ تأييداتُه – متهكّما، ساخراً.
ذلك أنَّ المعلومات الدّقيقة تُشيرُ إلى أنَّ الطيران “السّيادى” – طائرتان – تمَّ نقلُه إلى أسمرا، خوفاً من مسيّرات مجهولة ظلّتْ تضربُ بعض المدن الحصينة، المنيعةِ الحريم، كما ظنّها السابلة. ليس ذلك فحسب، وإنّما باتتْ أسمرا تحتضن الكثيرين من “رموز” حكومة بورتوكيزان. فضلاً عن أنَّ المعلومات متواترة عن وجود الفريق أول صلاح قوش فيها. بعض الوزراء المهمّين وقيادات رفيعة اتخذتها مقرّاً بديلا.
يتماشى ذلك – بالتأكيد – مع تصريحات أسياس أفورقى. كما يتماشى بتهليل الكيزان والبلابسة برسوّ قطعة من البحريّة الإرتيريّة على سواحل بورتسودان.
يبدو أنَّ العاصمة ستنتقل إلى أسمرا، مؤقّتا. ريثما يتمُّ تدبير “عاصمة” فى الدّاخل. قالوا ناس عطبرة رفضوا ينقلوا ليهم “العاصمة”. الوضع أصبح شبيهاً بالشركات الوهميّة التى يحملها مدير الشّركة فى حقيبته، ويتنقّل. فسلطة بورتسودان أصبحتْ أختام فى الحقائب. ووزراء هائمين فى دول الجوار.
شايف كيف؟
المناضل السّكران ذاك، ربّما تعجّل قليلاً فى حكمه على الإرتيريين..
فقد وجدوا – أخيرا – مجموعة سكارى، ف “رفعوهم”.