رجال (أعمال) كيزان ينسحبون من الإمارات … وأسواق العالم تنهار!

رجال (أعمال) كيزان ينسحبون من الإمارات … وأسواق العالم تنهار!

علي أحمد

المستثمرون السودانيون ينسحبون من أسواق الإمارات تضامنًا مع سلطة بورتسودان، والأسهم الإماراتية تتراجع في الأسواق العالمية وسط مخاوف في وول ستريت، ومؤشر ستاندرد آند بورز لأسواق الخليج ينخفض، و مورغان ستانلي يمتنع عن التعليق ترقّبًا لخطاب مفترض للفريق ياسر العطا، ومؤشر داو جونز يتراجع!

إن شرّ البلية ما يُضحك.

أتابع منذ الأمس حملة منشورات على البراوسائل التواصل الاجتماعي، تُعلن فيها شخصيات مغمورة تُعرِّف نفسها بأنها روّاد ورائدات أعمال سودانيون وسودانيات، أنهم قد قرّروا إغلاق وتصفية أعمالهم في الإمارات، تضامنًا مع حكومتهم الكيزانية البرهانية الفتية التي أعلنت الحرب الشاملة على دولة الإمارات، وفي صدارتها طبعًا الحرب الاقتصادية… قلبي على مواطني الإمارات، الذين سيعودون إلى عهود الأجداد الأوائل، يغوصون في أعماق البحر بحثًا عن اللؤلؤ والمرجان، وهم يتحسرون على عهد البرهان والكيزان!

حرّكت الجماعة الإخوانية المُسيطِرة على سلطة بورتسودان بعض كوادرها و(حواضنها الاجتماعية) من المقيمين في الإمارات، فقدّموا أنفسهم باعتبارهم روّاد أعمال ومستثمرين يملكون شركات عالمية عابرة للقارات! ومن عاش أو يعيش في الإمارات يعرف تمامًا مناخ الاستثمار هناك: تسهيلات سخية، مزايا مدروسة، وإجراءات إدارية سلسة تستهدف خلق بيئة جاذبة للمستثمر الحقيقي، لا أصحاب الرخص التجارية الوهمية. ولهذا تحديدًا أصبحت الإمارات واحدة من أكثر ثلاث وجهات عالميًا جذبًا للاستثمار، بل أيضاً وجهة مفضلة لأثرياء العالم لما تتمتع به من أمن وأمان نادرَين، وقدرة استثنائية على إدارة التنوع؛ وهو ما فشلنا نحن فيه، إذ لا نزال نحترب ونقتتل في مستنقع التخلف والجهل، بسبب قضايا تُدرَّس لتلاميذ المدارس بمدارس أبوظبي في مادة التاريخ السحيق، تحت عنوان: “حرب البسوس”.

بحثت عن “قادة” هذه الحملة الكيزانية الساذجة، أولئك الذين ينتحلون صفات روّاد ورائدات أعمال، ولم يُخيّبوا ظني؛ إذ وجدت نفسي أمام رجال وسيدات أعمال بلا أعمال، لا يملكون منها سوى تراخيص مزاولتها! مع بعض السيدات اللاتي لا علاقة لهن بسوق الإمارات، يمتهنّ بيع منتجات سودانية هامشية ذات صبغة فولكلورية وتقاليدية لا يستهلكها إلا السودانيون والسودانيات، وغالبها من منتجات الطبيعة الخام، لم تُضَف إليها أي قيمة تُذكر تُؤهّلها للتسويق خارج نطاق الجالية.

ثم بحثت عن أكثر السيدات ضجيجًا في حملة الأمس، فإذا بي أمام سيدة تبيع منتجات عطرية سودانية تُستخدم في التدليك خلسة بين (الزوجة وبعلها)، وهي منتجات قائمة على دعاية وخرافة شعبية يتداولها البسطاء من الرجال والنساء بوصفها محفّزات جنسية! إضافة إلى منتجات عطرية نسائية نفّاذة، تخرق الأنف، رخيصة الثمن، تُسمّى “الخُمرة”، لا تستخدمها سوى القواعد من النساء السودانيات اللواتي لا يَرْجون نكاحًا!

بهذه البذاءة يريدون ضرب اقتصاد الإمارات؟!

يا للبؤس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى