Site icon صحيفة الصيحة

قطع العلاقات مع دولة الإمارات ملهاة جديدة لتجار الأزمات

قطع العلاقات مع دولة الإمارات ملهاة جديدة لتجار الأزمات

صلاح جلال

1

الأنظمة المخنوقة بأزماتها الداخلية تسعى دائما لإيجاد عدو خارجى لتلفت الأنظار إليه وتشغل أبناء وبنات شعبها عن معاناتهم وأزماتهم اليومية  بالنظر للخارج لتستدر عطفه بأنه ضحية مؤامرة خارجية

لقد حاول نظام الإنقاذ في السودان بداية التسعينات هذه الحِيلة بمعاداة كل دول الجوار خاصة المملكة العربية السعودية وخرجت مظاهراتهم في الخرطوم تهتف [يهود – يهود آل سعود ] و [خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود] ، وقد تم قطع العلاقات مع دولة أريتريا التي سلمت سفارة السودان لقوى المعارضة السودانية في تلك الحِقبة، ذات المنهج والمجموعة السياسية الموتورة التي تتحكم على مفاصل الحكم  في بورتسودان اليوم، وهي التي أشعلت الحرب وقدمت سردية فى بدايتها بأنها محاولة إنقلابية وعدلت الرواية مع تطورات الحرب في مراحلها المختلفة حتى وصلنا لمرحلة أنها حرب إستهداف إقليمي للسودان تشترك فيها ١٧ دولة معادية كمن يرقص على درج السلم كلما يصعد عتبه يغير الرزم ليناسب حال الميدان العسكرى .

2

ذات  المجموعة التي تتباكى على حال المدنيين اليوم رفضت كل محاولات وقف الحرب عبر التفاوض فى منبر جدة والإيجاد والإتحاد الأفريقي والمبادرة الأمريكية السعودية في جنيف وقصفت البنية المدنية الضرورية لحياة المواطنين وهي جريمة حرب وفق القانون الدولي مرفوضة ومدانة، لكن المجموعة الحاكمة في بورتسودان هي أول من أسس لهذا النوع من الإنتهاكات بقصف الطيران لمصفاة الوقود والمستشفيات وهدم الكباري والمدارس والأسواق وآخرها قتل ٤٥٠ مواطن مدني في منطقة طرة شمال مدينة الفاشر، خاصة في مدن غرب السودان التي صنفها إعلام الحرب حواضن معادية للدولة ومساندة للدعم السريع في كل من نيالا والكومة ومليط وكتم والفاشر والمجلد وضواحي الأبيض وأحياء العاصمة الخرطوم مواقع الوجوه الغريبة، عندما كانت ذات المجموعات تمجد الطيران الحربي واصفةً له (بصانع الكباب) كناية في قتله للمدنيين  بلا رحمة .

3

فقد كنا ندين هذه الإعتداءات على المدنيين وكنا نواجه إعلام الحرب بإتهامنا بموالاة الدعم السريع، لذلك لاتوجد مصداقية ومشروعية أخلاقية لصراخ وولولة المجموعة المساندة للحرب في بورتسودان وداعميها الدوليين وفي الإقليم من إستهداف البنيات المدنية، فقد مارسوا ذات الفعل طوال عامين من عمر الحرب عندما كانوا يمتلكون ميزة التفوق فى سلاح الطيران .

4

طرفي الحرب في السودان القوات المسلحة وحلفائها والدعم السريع ومساندية يمارسون إنتهاكات في مخالفة صريحة للقانون الإنساني الدولي بإستهداف المدنيين والأعيان المدنية، لايجب أن نسمح لهم بأن يتباكوا بدموع التماسيح على المدنيين ومؤسسات الخدمات الضرورية ، يجب على القوى الديمقراطية صاحبة الكعب الأخلاقى الأعلى فى البلاد التصدى لهذه المهمة والدفاع  عن المدنيين وأعيانهم الضرورية المحمية بقوانين الحرب وفضح كل الإنتهاكات التي تطال المواطنين.

وفق برنامجها المعلن لرفض الحرب والعمل على وقفها فوراً من خلال التفاوض، لوقف العدائيات، ودخول طرفى الحرب في ترتيبات أمنية لإنهاء القتال، وفتح الممرات الآمنة للإغاثة وإطلاق عملية سياسية تستعيد الإنتقال الديمقراطي وتشكيل حكومة يقودها المدنيون  وتخضع لها كل المنظومة الأمنية.

القوى الديمقراطية ذات المصداقية الأخلاقية الوحيدة نظيفة اليد من دم السودانيين هي  المؤهلة للحديث عن معاناة المدنيين فى مواجهة دعاة الحرب من مجموعة (بل بس) فهم يمثلون رحى طحن المدنيين [مرحاكة وبنتها] لا فضل لأحداً منهم على الآخر فى إرتكاب جرائم الحرب وإنتهاكاتها ضد المدنيبن والأعيان المدنية .

5

ختامة

أننا نناشد دول الجوار العربي والأفريقي وبقية الشعوب والحكومات الصديقة المحبة للسلام التنسيق والتعاون مع القوى الديمقراطية الداعية لوقف الحرب والعاملة بمصداقية من أجل تحقيق السلام بالتضامن معها والمساهمة في تقويتها ودعمها من أجل قيادة حملة وطنية داخلية وخارجية لتحقيق وصيانة إنسانية المواطن السوداني الذي تشتت بين النزوح فى الداخل واللجوء في الخارج وهو يواجه عدم الأمان والجوع والمرض.

Exit mobile version